الإمام الحسين قائد الانسانية
رغد حميد خضران 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في معترك السؤال ناضج له إمكانية أن يحمل الأعباء المقدمة: لماذا ندرس شخصية الامام الحسين (عليه السلام)؟
أولاً- إن قراءة أي رمز مقدس يعبر عن القيم الأخلاقية للمجتمع من خلال تعزيز قوة التأثير الوجداني، والحسين (عليه السلام) ولد في بيت كان محط الملائكة ومهبط التنزيل، لذلك نجد أن دراسته إجلال لهذا النمير الرسالي العدل، فهو (عليه السلام) صورة لمحمد (ص) يتحدث بفكر الرسالة ويسير على خطى جده العظيم كان يتمتع بتواضع يجافي الأنانية لا يأنف من فقير، ولا يترفع على ضعيف، ولا يتكبر على أحد فيما امتلك من الحلم وما يمثل هذا الانتماء لروح جده الرسول العظيم وله من الجود والكرم والشجاعة وموقف الطف هو الدليل حين أذهل العقول, لم ينكسر أمام قوة الخطب وعظيم المصاب, وإذا دار الحديث عن العبادة، فالعبادة لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) وجود وحياة كانت لذتهم في مناجاتهم لله تعالى.
 السؤال كبير يحمل أعباء المكنون الإلهي: لماذا ندرس إمامنا الحسين؟ وما الذي نريده من دراسة الإمام الثائر؟ ندرس الامام الحسين؛ كي نثبت للعالم كله أنه لم يكن طالب سلطة أو مغنم دنيوي، ولا باحث عن مجد شخصي، وماذا يريد من هو ابن امير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالم، أليس هو ممن احتفت به آية التطهير؟ وآية المؤدة؟ وآية المباهلة؟
 أليس من حقنا أن ندرس حياة من قال فيه رسول الله(ص): «حسين مني وانا من حسين» لكننا لو أردنا أن نميل بالسؤال قليلاً، ونسأل: كيف ندرس ثورة الحسين (عليه السلام)؟ كيف ندرس شخصيته؟
لا بد أن نستعيد الذكرى وتفاصيل الواقعة المؤلمة، وكل يختار ما يدركه من خلال رؤى متنوعة, تتمحور حول استعادة التاريخ وتسليط الضوء على مواقف المعسكرين: معسكر الحسين ومعسكر ابن سعد، وصياغة نهج التضحية الحسينية، كيف ندرسه؟ ندرسه من خلال نصرة الحق ودعم العدل وكثيرة هي الدروس التي نستقيها من شخصية الامام الحسين: قائد في المعركة ويسقي أعداءه الماء؛ لأنه يدرك معنى النصر بمفهومه التربوي الخاص لنتعلم منه النصر، نصر القيم، نصر المبادئ.
 الحسين لم يمت كما شاء الموت، ولن يموت كما أراد أعداؤه بل برجاء حياته عاشت أفكار، وتنورت أبصار، وله في القلوب منزلة وافرة مكللة بالنصر والحياة.
 الحسين مدرسة متجددة من العطاء والدروس، هو صوت الحق, صوت الضمير, الإخلاص تجسد في موقفه بأبهى صور ليصير هو نهضة وثورة وواقعة وموسوعة توعوية ثقافية تنهض فيها الأمم في كل حين .

الموضوع السابق أنتِ مُعاقة..!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat