صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

بمناسبة يوم 25 ذو القعدة دحو الارض: فساد الارض في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الله تبارك وتعالى "وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (البقرة 60) فساد الأرض انواع مثل الفساد الخلقي وتلويث المجتمع بالرذائل، وتخريب الممتلكات وباطن الارض، وإتلاف الحجر والشجر، وتلويث الجو والتربة والمياه، وتبذير الثروات الطبيعية والموارد البشرية، وتخريب جمال الأرض. والاية الكريمة تتحدث عن نعمة الله الواجب الحفاظ عليها، فقال سبحانه وتعالى لنبيه موسى عليه السلام ان يفجر اثنتا عشر عينا ليشرب الناس ويسقوا زرعهم وانعامهم وليأكلوا منها وطلب منهم ان لا يخربوا لا يفسدوا بتخريب هذه النعمة "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (البقرة 60).

في أغلب الأحيان تتلوث البيئة بسبب الانسان فتفقد الأرض توازنها البيئي وبالتالي تتأثر المخلوقات على اليابسة والبحر بهذا التلوث والذي هو نوع من الفساد في الأرض. ويصبح الانسان الذي تسبب في هذا الفساد خارج عن حب الله جل جلاله والقائل في محكم كتابه الكريم "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة 205) والاية الكريمة تتحدث عن ان فساد الارض الذي يؤدي الى ان يهلك الزرع والحرث بالاضافة الى موت الانسان والحيوان نتيجة التلوث فينقطع النسل نتيجة المرض والجوع والقحط "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة 205). فالويل من عقاب الله للذي يبدل نعمة الله عز وعلا ويحول الارض الى مكان لا يصلح العيش عليه "وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (البقرة 211).

قال النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها) وهي دعوة من رسول الانسانية ان الشجرة لها اهمية في تلطيف الجو وتبعد سموم الهواء مما يؤدي الى الحفاظ على الأرض الذي استخلف الله عليها الإنسان للمحافظة عليها وليس تدميرها. وقد دعا صلى الله عليه واله وسلم صاحب الأرض أن يستثمرها كأن يزرعها والا عليه أن يمنحها لآخر حيث قال (مَنْ كانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَو لِيَمْنَحْهَا أَخاهُ). وقد وجد ان الأرض الجافة لا تولد المطر وان الارض الخضراء الرطبة تولد الامطار، فازرع شجرة ولا تقطعها.

اخطر الفساد عندما يأتي المصلحون ويبنوا ويعمروا الأرض ثم يأتي المفسدون ليدمروا ما بناه المصلحون كما قال الله عز من قائل "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الأعراف 56).

ومن فساد الارض ترك الظالم يجول ويمرح في الارض بدون محاسبة وبدون ردعه ولو ادى ذلك الى تضحيات بالانفس عندما لا يتعظ الظالم كما قال الله جل جلاله "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ" (البقرة 251). فالظالم مهما كانت قوميته او طائفته فيجب الوقوف امامه لان وجوده مفسدة في الأرض من حرق الحجر والبشر كقتل المعارضين وممتلكاتهم و القيام بالحروب لإشباع رغباته. وعن كلام للإمام الحسين عليه السلام، عندما لاقى الفرزدق في مسيره إلى كربلاء عندما قال: (يا فرزدق، إنّ هؤلاء القوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين؛ وأنا أوْلى مَن قام بنصرة دين الله وإعزاز شرعه، والجهاد في سبيله). قال الله رب العالمين "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" (البقرة 249).ومن افعال الطغاة القتل واستباحة الاعراض والفوقية على الاخرين وهو جزء من الفساد في الارض "قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" (الاعراف 127). ويتصور الطاغية أن حياة الدنيا باقية لا تزول "َاوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ" (ابراهيم 44).

ومن افعال الطغاة القتل واستباحة الاعراض والفوقية على الاخرين وهو جزء من الفساد في الارض "قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" (الاعراف 127). ويتصور الطاغية أن حياة الدنيا باقية لا تزول "َاوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ" (ابراهيم 44).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/19



كتابة تعليق لموضوع : بمناسبة يوم 25 ذو القعدة دحو الارض: فساد الارض في القرآن الكريم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net