نفحات تربوية باقرية
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: ((عالمٌ يُنتفعُ بعلمه، أفضل من سبعين ألف عابد)). الكافي، الشيخ الكليني ج١ ص٣٣
إنَّ الحديث واضح التفضيل بين (العالم والعابد)، ويمكن بيان ما يأتي من نفحات في ذلك:
١- ✍🏻 التأكيد على مقام العلم ومنزلته في الإسلام، فالعلم والتعلم أول كلمات الوحي التي نزلت من السماء إلى أهل الأرض (اقرأ)، وفي ذلك بيان أهمية العلم بالنسبة للإنسان عامة، والمسلم خاصة.
٢- ✍🏻 بيان نوع العلم الذي يفضِّل صاحبه على العُبَّاد، وهو العلم الذي ينفع الناس عامة، لا العلم الذي لا نفع عام فيه للآخرين، فالعلوم على تنوعها يمكن إفادة المجتمع منها، وتسخيرها في خدمة المجتمع.
٣- ✍🏻 في الحديث دعوة إلى العالم أنْ يكون عاملًا في الأمة؛ لتنتفع الأمة من علومه، وليس بعيدًا عن المجتمع وخدمته، فغاية العلم العمل، فالإنسان ليس وعاءً لجمع المعلومات كالأجهزة الحديثة، بل عطاءً متجددًا ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).
٤- ✍🏻 التأكيد على بيان مقام العلماء عند الله تعالى وفي المجتمع، حيث غاية العالم نفع الناس وليس نفسه خاصة، والذي يبذل جهده من أجل تعليم الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور فأي مقام عظيم لهم عند الله والمجتمع، فيجب علينا الالتفات إليه، وبيانه للآخرين، وتذكيرهم بذلك من خلال الاعتناء بتربية أبنائهم تربية علمية.
٥- ✍🏻 إنَّ الحديث لا يعني الابتعاد عن العبادة، ولكنه في بيان مقام أنَّ العابد همُّهُ نفسه فهو يفكر بالثواب ونوعه ومقداره الذي يحصل عليه هو خاصة ولا علاقة له بغير نفسه، أما العالم فعكس ذلك تمامًا، كالشمعة التي تحرق نفسها جهدًا وجهادًا لأجل إنارة الطريق للآخرين.
وهناك روايات في ذم العبادة من دون علم، فمن المهم أنْ يجتمعا معًا (العلم والعبادة) لتحقيق أعظم الغايات، والوصول إلى رفيع الدرجات، قال تعالى: ((إنما يخشى الله من عباده العلماء)).
فهذه رسالة الإمام صلوات الله عليه خالدة تصدح بالصلاح والإصلاح، وعلينا أنْ نكون أهلًا لها ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat