نزهة في جنائن التفسير (24)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(رَاعِنَا): 
 قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ» {البقرة/104} جاء في كتاب التبيان للشيخ الطوسي: المراعاة التفقد للشيء في نفسه أو أمواله، والمراعاة التحفظ والمحافظة والمراقبة نظائر ونقيض المراعاة الاغفال والرعي ما تأكل الماشية من نبات الأرض، ورع الله فلاناً أي حفظه، ورعيت له عهده وحقه بعده ورعيته سمعي أصغيت له، وراعيته نفسي اذا لاحظتها، وجمع الراعي رعاة ورعيان والرعاية فعل الراعي، ويرعاها رعاية اذا ساقها وسرحها واراحها، فقد رعاها، وكل من ولي قوما فهو راعهم، وهم رعيته، والمرعى من الناس المسوس.
 ويرى الفيض الكاشاني في تفسيره الأصفى: الراعي هو السائس وفلان يراعي أي ينظر الى، ورعيت النجوم أي رقبتها، واسترعاه الله خلقه، أي ولاه امرهم ليرعاهم والارعاء الإبقاء وتقول: راعني سمعك أي اسمع فلان، وكان المسلمون يقولون: يا رسول الله راعنا أي استمع منا، فمرقت اليهود فقالوا يا محمد راعنا وهم يلحدون الى الرعونة، يريدون النقيصة والوقيعة، قالوا: نحن نقول كما يقول المسلمون، نهى الله عن ذلك، وقال: «لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا».

(صِبْغَةَ):
 قال تعالى: « صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ» {البقرة/138} صبغة الله معناه فطرة الله، وقيل المقصد شريعة الله في الختان الذي هو التطهير، وقوله: «صبغة الله» مأخوذ من الصبغ، لكن بعض النصارى كانوا إذا ولد لهم مولود عمدوه في ماء طهور يجعلون ذلك تطهيراً له، وسمي بالعمودية فقيل «صبغة الله» أي تطهير الله لا تطهيركم بتلك الصبغة.
 ويرى السيد مكارم الشيرازي أن صبغة منصوبة على انها مفعول مطلق لفعل محذوف أي يصطبغ صبغة الله، أو انها بدل من ملة إبراهيم أو مفعول به لفعل محذوف والتقدير (اتبعوا صبغة الله) لو اختارت البشرية صبغة الله أي صبغة الطهر والعدالة والمساواة والاخوة صبغة التوحيد والإخلاص لاستطاعت أن تستأصل جذور الشرك والنفاق والتفرقة انها في الحقيقة الصبغة التي لا لون بها، وتطهر الانسان من جميع الألوان، قال الامام الصادق (عليه السلام): «إن صبغة الله هي الإسلام».

(إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ):
 قال تعالى: « فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي» معنى الابتلاء ها هنا تمييز الصادق من الكاذب في قوله السبب الذي ابتلوا بالنهر شكايتهم قلة المياه وخوف التلف من العطش، والنهر قال ابن عباس: هو نهر بين الأردن وفلسطين، وقيل هو نهر فلسطين، كانت التصفية الأولى عندما نادى المنادي للاستعداد للحرب طلب الجميع الاشتراك في الجهاد الا الذين كانت لهم التزامات تجارية وعمرانية أو نظائرها, فلما جاء هو والذين معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده.
 التصفية الثانية كان عليه أن يعلم الى أي مدى يمكن الاعتماد على طاعة هؤلاء الجنود، هل يتحملون سويعات من العطش أم لا، وشرب الأكثرية. التصفية الثالثة وحتى القلة التي نجت انهم مقدمون على مواجهة جيش جرار وقوي، ارتفعت أصواتهم بالتباكي على قلة عددهم. التصفية الرابعة لما برزوا لجالوت وجنوده قالوا: «رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».

(التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ):
قال تعالى: « وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ» {البقرة/248} قال الامام الباقر (عليه السلام): فجاءت به الملائكة تحمل الألواح فيها العلم والحكمة، وجاء العلم من السماء فكتب في الالواح، وجعل في التابوت. سُئل الصادق (عليه السلام): ما هي البقية؟ فقال: ذرية الأنبياء. قال الامام الرضا (عليه السلام): السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة وجه الانسان تكون مع الأنبياء والاوصياء وهي التي نزلت على النبي إبراهيم (عليه السلام) حين بنى الكعبة، وفي التابوت ألواح موسى (عليه السلام).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/10



كتابة تعليق لموضوع : نزهة في جنائن التفسير (24)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net