صفحة الكاتب : سوسن عبدالله

من أدب فتوى الدفاع المقدسة (مذهل منطق الشهداء) 
سوسن عبدالله

من جديد أقدم شكري وتقديري الى الشهداء الذين يسمحون لي محاورتهم، والبحث في سجل بطولاتهم، وأشكر كل من ساعدني لأصل مبتغاي، ومنهم من صدق ومنهم من لم يصدق. 
أحدهم قال لي: خالة كيف تلتقين ببشار علي، وهو استشهد عام 2015م؟ سألته أو تظن أن بشاراً مات؟ أو هو حي يرزق؟ سكت حينها وأشار لي: أنا جندي وانت أديبة، وكل منا ينظر بمنظاره الخاص.
 قلت معترضة: ناس يرحلون الى القمر وخارج القمر، وأنتم تصدقون، وأنا أرحل الى الشهادة وعالم الشهادة والشهيد، غريب عليكم مسعاي، قال: هي مغامرة أو نوع من أنواع الخيال، ولكي أنهي الجدال ناديت باسم الشهيد؛ كي يحضر وأنهي المسالة، توقعت منذ الوهلة الأولى أن هناك من سيعتقد اني اشكو الخلط في رأسي.
 قلت لبشار: على كل حال، ماذا تعني الشهادة؟ فقال: هو عالم الكرامة والذكاء، اذا أردنا الإجابة عن هذا السؤال، سنجد هناك مذلة، وسلب اعراض، وبيعاً في مزادات النخاسة، واحتلال وطن، اذن، الشهادة تعني التبصر بأسلوب عارف، والحياة بعد الشهادة تصبح اكثر رسوخاً عند الشهيد.
 إن الذي تعرفونه في حياتكم أن لكل حياة نهاية إلا الشهيد، هذا الدرس يعلمهم، فالحياة مستمرة لا تنتهي لدي، قلت لأساله: انت من أين؟ فقال: انا من الموصل من أمّ الربيعين من معقل الحضارة والمقامات والمراقد الدينية، نحن أبناء دين أسرة دينية اجتماعية، نعيش ضمن احياء مدينة (تل كيف) المضحية في سبيل الله والمقدسات، منطلق التضحية ليس غريباً عنا، فهل تتصورين مثلي من يصبر على حقارتهم؟ أي دين هذا الذي يتيح لهم ان يلعبوا برؤوس الشهداء كرة قدم؟ لا نملك الا النزوح وكأن العراق هاجر من الموصل الى مدن الوسط والجنوب، وما فائدة الالتزام الديني اذا ابتعد الانسان عن المروءة، وما فعلوه من جرائم لا تتقبلها المروءة، بينما اهل بابل يطوقوننا بحنان الأهل وبوطنية الانتماء وبالهوية العراقية، ومن الطبيعي أن أنتمي للحشد بكل ما أملك من ايمان.
 أتعرفين أن الحياة في العراق انقسمت الى قسمين: إما داعش او الحشد، ولا ثالث بينهما، ومن يعزل نفسه فهو يميل الى العدوان. يفرحني أن أرى معظم زملاء الحشد هم زملائي من خَدَمَة المواكب الحسينية مثلما كنا نستبشر بضيافة زائر الحسين (عليه السلام) نستبشر بضيافة الشهادة؛ كونها هوية انتماء الى منهج اهل البيت (عليهم السلام).
 بقيت صامتة لا ادري ماذا أسأله كإعلامية، مذهل هو منطق الشهداء قلت له: وكيف كان الرحيل الى الحياة؟ فقال: في عمليات تحرير جبال حمرين وفي منطقة حقول علاس، أصبت بإطلاقات نارية غاشمة، سال دمي وأنا ابتسم، والأصدقاء مستغربون، وانادي: هنا كربلاء فخرا وكرامة لبيك يا حسين، لبيك يا عراق.
 بكيت انا الإعلامية التي رأت الكثير من هذه المواقف، ولم اعد احتمل البكاء، فجلست عند رأسه أقرأ الفاتحة، ورجعت وانا أرى دهشة المقاتلين، فقلت لهم: مذهل هو منطق الشهداء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سوسن عبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/25



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة (مذهل منطق الشهداء) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net