صفحة الكاتب : د . مصطفى يوسف اللداوي

يوميات العدوان الإسرائيلي الغادر على غزة (1)الفجرُ الإسرائيلي الكاذبُ
د . مصطفى يوسف اللداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس فَجراً بل هو الفُجرُ بعينه، فالفَجرُ أبلجٌ أبيضٌ باردٌ صافي، وفُجرُهم أسودٌ قاتمٌ باغيٌ ظالمٌ،

والفَجرُ سلامٌ ومحبةٌ، وصلاةٌ وذكرٌ، وفُجرُهم عدوانٌ وحربٌ، ودمارٌ وقتلُ،

والفَجرُ حياةٌ وفُجرهم موتُ، وأهلُ الفَجر أبرارٌ وصناعُ الفُجرِ فُجَّارٌ،

وهيهاتَ لفُجرٍ أن ينتصر على الفَجرِ، أو يطفئ نوره ويمنع بزوغه، فما بعد الفَجرِ نورٌ وضياءُ، وما بعد الفُجر موتٌ وفناءُ،

فالفَجرُ أقسم به رب العزة وعظمه، وفُجرهم دانه وحقره، وللفَجرِ رجالٌ نستبشرُ بهم، وللفُجر شياطينٌ نستعيذ بالله السميع العليم منهم، وأهل الفَجر يسبحون، والفُجّار يُلعنون ويُرجمون،

أطلقوا على عدوانهم البغيض اسم "الفجر الصادق"، وهم أكثر من يعلم أنه فجرٌ كاذبٌ، وأنه لا صبح بعده ولا نورَ يرتجى منه، فهم الفُجار في خصومتهم، والكفار في ملتهم، والمغضوب عليهم من خالقهم،

وهم كما سرقوا الأرض واغتصبوا الحقوق، ودلسوا وزوروا وكذبوا وخدعوا، ونسبوا إلى أنفسهم ما ليس فيهم، وادعوا ملكية ما ليس لهم، فقد سرقوا منا الفجر، ونسبوه لأنفسهم وهو لا يعرفهم، بل هو عدوهم منذ وجدوا على الأرض، وحاربوا الرب وقتلوا أنبياءه،

قد لوثوا اسم الفَجر وشوهوه، وغيروا معناه وبدلوا حقيقته، وألبسوه ثياباً من نارٍ، وشواظاً من لهب، وهو الذي اعتدنا على نسائمه العليلة، وأنواره البهيجة، وأنفاسه الطيبة،

اختارت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اسم "الفجر الصادق" على عدوانها الخامس حرباً على قطاع غزة، اعتقاداً من قيادة الأركان الراحلة قريباً، أنهم سيرممون بها جيشهم، وسيحسنون سمعته، وسيعوضون خسارتهم، وسيستدركون ما فاتهم، وسيحققون بعضاً من أهدافهم التي فاتتهم خلال كل الحروب السابقة، وعجزوا عن تحقيقها رغم فائض القوة وقسوة السلاح،

شعبنا بحول الله واثقٌ، ومقاومتنا بإذن الله قادرةٌ، ولن يخفينا فجورُ العدو ولا ترسانة أسلحته، ولن يفت في عضدنا تهديده ووعيده، ولن يفل عزمنا جمعه وعديد أحلافه، فنحن الأقوى ما مضينا على الحق، وصبرنا على الألم، وَجُدْنا بالدم، وضحينا في سبيل الوطن  

سيعود إلينا فجرناً أبلجاً ومعه فلق الصبح أبيضاً، وسيبوء العدو بعدوانه حسرةً وخسراناً، وسيجني جراء عدوانه شوكاً وألماً، ولن يفرح بنصرٍ يحلم به، ولن يحقق تفوقاً عمل عليه، ولن ينال من المقاومة التي أوجعته، ولا من رجالها الذين أدموه وآلموه،

وسيعود رجالنا ذات صباح يحملون على أكتافهم بنادقهم، وفي أيديهم غنائم معاركهم، وستستقبلهم نساء فلسطين بالأغاني والأهازيج، والمهاهاة والزغاريد، كصيادي البحر العائدين بسلالٍ ملأى بالسمك، وقلوب تعج بالفرح، وضحكاتٍ عاليةٍ تسمع البلاد كلها صداها،

ألا أيها الفجر الصادق إننا على موعدٍ معك كما الوعد الصادق والطير السانح، على موعدٍ مع نصرٍ على عدونا تجلبه، وطردٍ له تحققه، ونارٍ تحته تحرقه، ولعنةً عليه تلاحقه،

فجرنا الصادق نصرٌ يتنزل، ووعدٌ يتحقق، وقلوبٌ تفرح، وشعبٌ يعود، وعلمٌ يرفرف، ورايةٌ ترفع، وهو أملٌ يتحقق، ورجاء يقبل، ودعاءٌ يستجاب.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى يوسف اللداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/07



كتابة تعليق لموضوع : يوميات العدوان الإسرائيلي الغادر على غزة (1)الفجرُ الإسرائيلي الكاذبُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net