صفحة الكاتب : تراب علي

(  قراءة في خطبة الجمعة  / 4 / 10 / 2019م )
تراب علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحمل خطبة  الجمعة  4/10/2019م  لسماحة السيد احمد الصافي  ، الكثير من المفاهيم  الفكرية والإنسانية التي لا يمكن  فصلها عن وجود  التفاعل و التواصل مع عاشوراء وزيارة الإمام الحسين "عليه السلام" فهو يرى إن شهري محرم وصفر هما شهرا الإمام الحسين  والإمام السجاد وزينب الحوراء "عليهم السلام ". يجعلنا نشعر بحاجة روحية ماسة لإحياء الشعائر الحسينية ،والتواصل مع زيارة  الحسين "عليه  السلام "من خلال معطيات مدرسة أهل البيت "عليهم سلام الله"  ، كان الامام الصادق "عليه السلام "يعتبر أي خلل في التواصل مع زيارة الحسين "عليه السلام" هو نوع من أنواع  الجفاء الإنساني أي بمعنى الإجحاف بحق رجل يمتلك المقام السامي  الذي عبر عنه النبي" صلى الله عليه وآله وسلم"  بأنه مصباح الهدى ( الحسين مصباح الهدى ) وقال عنه ( الحسين مني وأنا من حسين )،  يتحول نص الخطبة الى درس تربوي يعزز عند الناس الفكر السليم ويمد روح التواصل الحسيني المرتبط بمفهوم الرسالي المحمدي  ، سعياً لتسليط الضوء على قضايا تشكل نتاج  العقل الرسالي  ، مفهوم استباقي ( نبوءة )  يرتبط بعالم الغيبيات مثل قضية  إيداع النبي ' صلى الله عليه وآله وسلم" لتربة مأخوذة من تراب كربلاء  موقع الشهادة الحسينية و ذخرها عند أم سلمة "رضوان الله عليها" والتربة مرسلة من الله سبحانه  ، لبناء مرتكزات عاشوراء  بارتباطات إلهية ، يبين للعالم إن قضية الحسين عليه السلام مركزية عند الأئمة  سواء ما كانت عبارة عن  إهتمام  وبيان فضل الإمام الحسين "عليه السلام" ، أو في حث أصحابهم على الزيارة وإقامة  مراسيم إحياء ذكرى عاشوراء ، أو حث  الشعراء على أن يندبوا سيد الشهداء . والقضية التي تثير مهام الإمام المنتظر "عجل الله تعالى فرجه "هي قضية  الحسين "عليه السلام" باعتبارها  قضية مركزية  ومسؤولية  طلب الثأر ،   ، ويشكل بناء نص الخطبة على انتقاء ماهو فعال ويمد روح التواصل مع نهج المناجاة  والدعاء والإنجاز الطلبي للتوسل والتمسك وتمثيل  قيم التلقي أمام الله الخالق سبحانه ( اللهم إجعلنا  من مقامه هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة ) والشاهد  في هذا المقطع الذي يقدمه لنا سماحة السيد (  اللهم أجعل محياي محيى محمد وآل محمد  ومماتي ممات محمد وآل محمد ). البحث عن الجانب المعنوي ، الذي يقدم طبقاً للتوافق المكان الزمان  ، مثلاً  مميز وأن يدعو دعاء سيد الشهداء 
الامكنة ـــ مكة المكرمة /  تحت قبة الحسين مسجد النبي / مسجد أمير المؤمنين ع / المساجد
الأزمنة  :ـ ليلة  القدر  / العيد /  ليلة النصف من شعبان ، بعد هذه المعادلة التوافق الزمني والمكاني يحتاج الى توافق  / معادلة جديدة  بين الطلب والصفة الإلهية  التي تتوسل  بها الله سبحانه ، وهذا  المنظور الإرشادي يوجه لنا الدعاء الضامن الاستجابة  ، زيارة  الحسين "عليه السلام"  ، إنشاء الإمام الباقر عليه السلام الإطار الفكري  للدعاء هو  المقام المعنوي ـــ إجعلني  ـــ مقام  ــ الصلوات  أو لنقرأ  أجعلني مع امام منصور طلب صيرورة  انتماء  ، نقف متأملين أمام تشخيص سماحة السيد الصافي  في مفردتي محياي ومماتي  ، البناء الفكري السليم هو في إدراك  معنى حياة النبي ومماته ، مع رأي سماحة السيد إن المقام الحقيقي  للنبي" صلى الله عليه وسلم" لا يدرك . رجل يوهب إمكانية امتلاك  كل شيء وينام جائعاً  ، لابد أن يكون مكنون السلوك  ، خذ من الدنيا ما يعينك على آخرتك  ، ابنته الزهراء" عليها السلام "تطلب خادمة  تعنيها  فيهبها التسبيح المعروف اليوم بتسبيح الزهراء "عليها السلام" ،  ويقول  لها هذا خير لك من الدنيا وما فيها )  القوة في تشخيص سماحة السيد  الصافي القوة التي كان يمتلكها النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" هي قوة التحمل من أجل إيصال الأمانة  ؛ أي المعنى أن نتمثل حياة النبي  في حياتنا  ، ونحن  في حضرة  الامام الحسين وفي يوم زيارة العاشر من محرم  ؛ لنحيا حياة " محمد صلى الله عليه وآله وسلم "، حياة ليس فيها شبهة ولا تردد ولا تزلزل وليس فيها  وجهان ونتأمل  كيف يختار الموت ، الإمام الحسين "عليه السلام " يعلمنا  كيف نحيى  ،ونتعلم  كيف يختار  عاقبة أمرنا ، ويقدم البحث لنا نموذجين  ، من النماذج  التي عاصرت الطف عبد الله بن الحر الجعفي  ، الإختيار  السيء  للعاقبة والحر بن يزيد  الرياحي  الإختيار النصي للعاقبة  ليصل بنا  الى أن الطلب يحتاج الى بصيرة ، أي أن يكون الممات على  سلامة  من العقيدة، فكرة  نص الخطبة  تصل الى قضية مهمة لم  يركز عليها  المفهوم التداولي ، هو التصور الإنساني لقضية ما وتثبيتها مع مقامها الإلهي ، القضية  ليست اكتساب معلومة بل فهم  هذه المعلومة ، الناس تتصور أنه ما دامت القداسة مسددة من الله  سبحانه  تعالى لابد أن ينتصر المقدس  بعون الله ،  وفي  معركة أحد  حدث الغير متوقع عند الناس. وعاشوراء ومصيبة زينب" عليها السلام" هل هذه الأمور هينة على الله تعالى؟
هناك تصورين عند الناس عن حياة الائمة
اولاً:- هذه حياتهم  مع البصيرة ومع  القوة والشجاعة  يعيشون   الانكسار  بحسب النظرة  الآدمية القاصرة  ، 
 ثانياً :- إن نصر السماء غير نصرنا الظاهر  الذي تفهمه الأرض  ويحقق  المضمون  القصدي  لهذه  المسألة تكمن  في عملية  إن لا يستطيع  أي إنسان  ، أن يعصي  النبي "صلى الله عليه وآله " و يعصي الأئمة  لا يمكن له أن يقول  حياتي  حياة محمد  وآل محمد ولا يمكن لمن خالف رسالة محمد وآل محمد أن يكون  حياته حياة محمد وآل محمد  ، والتواصل الفكري الذي شخصناه  في هذه   الخطبة تكمن في قوة المضمون الدعائي  ؛ أي الموت على عقيدة  صحيحة  وهذا ما يرغب  به أي إنسان  مؤمن ويتمناه ويدعو الله لنواله لكي يفوز برضوان الله سبحانه
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تراب علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/17



كتابة تعليق لموضوع : (  قراءة في خطبة الجمعة  / 4 / 10 / 2019م )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net