صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

العراق وتصاعد الفتن
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تشتد الفتن على العراقيين يوما بعد يوم وخاصة عندما تقع الامور بيد الجهلة و وصلوا إلى ذروة العناد واللجاجة حتى لو حلقت في أجواء السماء" فنحن لا نؤمن لك إلاّ بأن تأتينا بكتاب من الله:"المائدة 84 "وَلَنْ نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُه)93 المائدة).ولا يكون للعقل والمنطق حيز من المكان ومن المعروف حينما تحتدم الصراعات في بلد ما وتشتد النزاعات بين ابناء البلد الواحد، فان الحاجة تكون ماسة جدا للعقلاء والحكماء وأصحاب الرأي والبصيرة من مختلف الاطراف المتنازعة، لكي يطفئوا النيران، ويشيعوا ثقافة الحوار، ويقول سبحانه وتعالى في القران الكريم..(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً)" 25 الحج" ليتجنبوا شعوبهم الحروب الاهلية والنزاعات الداخلية التي يقتل فيها الاخ اخاه، والصديق صديقه، والجار جاره ابعدنا الله منها.

العراق العزيز تحت خمسة عقود من الزمن صار منتجعاً للفتن والمآسي من خلال الحكومات الفاسدة والظالمة التي تناوبت عليه وتزداد يوما بعد يوم، و اصبح بلدا منتج للمصائب لسكانه وازداد بعد عقدين من عمره حيث دنسته الاقدام القذرة الاجنبية الغربية والتنابز والمزايدات والصراعات بين التكتلات والاحزاب المشاركة في العملية السياسيةً، والغموض الذي لا يزال يكتنف عملية تشكيل الحكومة لادارة البلد الموجع بالنكسات والمعاناة، بل أصبح مصدرللخوف والقلق ، و نصيب واسع من الفتن و التدهورات على ساحاته وأرض وطنه ، والانفلات الأمني ، وانفلات اقتصادي واجتماعي وأمور أخرى كثيرة تتصاعد حدتها يوما بعد يوم مع الاسف، و يكون العراق اليوم بحدوده الجغرافية السياسية منها والدينية والعقائدية مولداً للتدهور الأمني والانفلات الغير مسبوق في كل جوانبه.

ويلعب الاعلام المؤدلج والاجير دوراً سلبياً في الكثير من الجوانب ليزيد النار حطباً ومن المعروف ان الاعلام هوسلاح ذو حدين يمكنه بناء المجتمع أو هدمه من خلال المضمون الذي يقدمه ،و للاعلام دورًا كبيرًا في وضع آلية لتوعية المجتمع والطلبة والشباب بخطورة مواقع التواصل الاجتماعي المسيئة وتخرب عقول الاجيال ، وخطورة نشر فيديوهات العنف والقتل كونها تؤثر في المجتمع، من خلال إقامة الندوات بالمدارس والجامعات، و أن الصحف يجب ان تتناول الحوادث بشكل مهني كبير ولا تسرع إلى نشر الفيديوهات عبر مواقعها الإلكترونية و ما تقدمه بعض شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي اليوم من إثارة للفتن بين الناس يهدفون للوقيعة بينهم ، بل بين أبناء الوطن الواحد من خلال ما نلاحظه من سخرية وسب وقذف علانية على بعض هذه الوسائل أو على بعض المواقع الإخبارية التي سهّلت على القراء التعليق على أخبارها من خلال مجموعة من الوجوه المطبلة والتي تبيع ما تحمل من سلوكيات بثمن بخس في سبيل نشرة سمومهم في المجتمع تحت القاب وعناوين ما انزل الله بها من سلطان ، لا بل التشابك في الكلمات حتى السب والقذف والمساس بالاعراض لان البعض استغل عدم وجود رقابة دقيقة يكون فحمل معول الهدم، لأنه في هذه الحالة يخلط بين الجانب الإعلامي التثقيفي الذي ظهر من أجله وبيان أهداف أخرى ويسعى لتحقيقها بطريقة مسخة.

إن أخطر ما يواجه به الشعب اليوم، هو الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية الرخيصة، لزرع الفتنة التي لم يبق بيت من بيوت العراقيين إلا دخلته، وتقتحم بيوتهم وغرفهم في خلوتهم، الاف من الفضائيات و تلعب دورا خطيرا في قلب مفاهيم الشباب واهتماماتهم، وتفتح أبوابها وأسواقها وتسخر أدواتها وإمكانياتها للفكر الانحلالي الغربي السيئ منها، من خلال الثغرات التي يتسلل منها الغزو الفكري إلي الشباب.

المشاهد لشبكات التلفزة والقنوات الفضائية ويطالع ما تكتب في البعض من الصحف والمجلات التي تدار الكترونياً هذه الايام صارت بسبب كثرتها يرقق بعضها بعضا وحين لم يحصلوا على مبتغاهم، يبدؤن بالتهجم وشتم وتسقيط وتسفيه الآخرين ولعل في هذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه واله وسلم: إن هذه الأمة جُعل عافيتها في أولها ، وسيصيب أخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء الفتن يرقق بعضها بعضا، يحملون نتنهم وسمومها ، ويبثون كفرهم و إلحادهم و مجونه ، وينشرون رذائلهم وحقارتهم وفجورهم في قول زور بدل الحقيقة ، بل إنها بمثابة شرك الكيد وحبائل الصيد تقتنص القلوب الضعيفة وتصطاد النفوس الغافلة ، فتفسد عقائدها ، وتحريف أخلاقها وتوقعها في الافتتان ، ولا أشد من الفتنة التي تغزو الناس في عقر دورهم ووسط بيوتهم محمومة مسمومة محملة بالشر والفساد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/18



كتابة تعليق لموضوع : العراق وتصاعد الفتن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net