حرب التحرير وفق سياسة الحمير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر رفع الستار عن تمثال لرأس حمار بملابس مدنية وربطة عنق طويلة جدا، في ساحة (نالي) في محافظة السليمانية، وهي المناسبة التي قال عنها رئيس حزب الحمير الجحش عمر كلول : "إحساسي اليوم لا يوصف ويشبه إحساسي باليوم الذي تزوجت فيه"، حسبما نقلت فرانس برس. والجحش عمر  هو رئيس حزب الحمير الكورد. هذا وقد حضر حفل ومراسيم إزاحة الستار عن التمثال جمهور غفير من محبي الحمير وسياستهم في السليمانية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني الحميري فيها، والنحات "زيرك ميرة" الذي أنجز النصب وعلق قائلا: إن "هناك علاقة وطيدة بين الحيوانات الأليفة والمواطن، وهذه الحيوانات وبالأخص الأحصنة والحمير في مقدمة الحيوانات التي تقدم للبشرية خدمات كبيرة"، 

ثم تناقلت الوكالات ذاتها خبر قيام مجموعة من المعترضين على السياسة الحميرية بمهاجمة التمثال والعبث به وتخريب بعض ملامحه وهو الأمر الذي وصفه الجحش عمر كلول بقوله: أنه بدرجة الحزن الذي أصابه في يوم موت والده. 

وبالمناسبة، هذه ليست نكتة من الممتعضين من سياسة الكرد وسعيهم لتدمير العراق، فقد تأسس "حزب الحمير" في إقليم شمال العراق في عام 2005 رسميًّا وبأوراق ثبوتية مقرونة بعشرة ربطات من البرسيم وربع كيس من الشعير وكيس كامل من العلف المركز ليس كحزب سري غير مجاز ويعمل في الخفاء، بل كواحد من أهم الأحزاب الكردية التي برزت إلى الوجود بعد 2003 حيث حصل على إجازة تأسيس رسمية ممهورة بحافر حمار من حكومة الإقليم في السنة ذاتها.

وكما هي هيكلية التنظيم الهرمي في الأحزاب السياسية وضع المؤسسون للحزب هيكلا إداريا وسلما للدرجات الحزبية. فمن حيث الهيكل الإداري يتكون الحزب من تشكيل إداري يرأسه (المكتب السياسي) الذي أطلقوا عليه اسم (الخان) أما المكاتب الفرعية للحزب فيسمى كل فرع منها (الإسطبل)

 وأما بالنسبة لسلم الدرجات الحزبية فقد وزعوا درجات ومراتب أعضاء الحزب هيكليا وفق درجات معينة هي من الأدنى إلى الأعلى: الكر،الحمار، الأتان، والجحش.

وآخر مبتكرات الحزب الحمارية أنه طلب من حكومة إقليم شمال العراق دعما ماليا كبيرا من حصة الـ17% التي يتقاضونها من الحكومة المركزية لتأسيس قناة فضائية عالمية باسم قناة (النهيق) التي تقرر أن تكون إشارة البدء فيها نهيقا عاليا لأحد أجود أنواع الحمير الكردية.

ولا أدري ماذا سيطلق المكتب السياسي من أسماء على الأسلحة التي من الممكن أن يجهز بها أتباعه  لخوض حرب تحرير الأراضي المتنازع عليها من أيدي أصحابها الشرعيين العراقيين الأصلاء.

كما لا ادري ما هي العقوبة التي أقرها الحزب بحق من يتطاول على البرذعة أو اللجام ولو سهوا، أو من ينزع اللجام ويهرب نحو الحرية أملا في استعادة إنسانيته المهدورة. 

فهل بعد هذا يحق لكم أن تتساءلون عن سبب تعاون الكرد  مع أعداء العراق لتخريب العراق وذبح أهله، ألم يقل القدماء: 

إذا كان الغريب دليل قوم

يدليهم على دار الخراب

فأين سيقود الحمار وحزبه الكرد هذه المرة يا ترى!؟

 

 

الموضوع السابق كيف تعيش في العراق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat