صفحة الكاتب : رياض العبادي

الخطابة مسؤولية اخلاقية اولا ...
رياض العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

زخرت صفحات الحياة عبر مراحل الوجود البشري بالكثير من الآراء والاجتهادات الفكرية والنظريات الفلسفية وقد ركز القران الكريم على حرية التفكير وحرية الاعتقاد وحرية الرأي . وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ .29الكهف .وقد جاء في الاثر ان الله تبارك وتعالى حين خلق العقل قال له اقبل فاقبل ثم قال له ادبر فادبر فاقسم المولى عز وجل بعزته وجلاله انه ماخلق اعظم من هذا المخلوق .لكن الذي جرى تباعا بعد تكوين المجتمعات وتشييد الحضارات تشتت الاراء وظهور الميولات السياسية على اساس الاستغفال تارة واخرى قسريا على اسس الاستبداد والاكراه وكان للعامل الاول سطوته . فهناك من استغل العقول واستقطبها على قواعد انها غير مهيئة و ناضجة ولابد ان لا تكون مفكرة او محققه في مسائل تتعلق بحياة الفرد والمجتمع وبدينه ومعتقده .حصل هذا من خلال أسطرة التراث او من خلال بث الرعب و التخويف من عقوبات الاخرة التي وضع لها الله تبارك وتعالى قوانين وضوابط واضحة وانه لابد للعودة الى من يمثل ارادة الله بين الناس وهؤلاء الذين يعتقدون انهم يمثلون ارادة المولى جل وعز وضعوا قواعد وخارطة طريق تميت التفكير لدى عوام جمهور المجتمعات وتشل عقولهم وتزيدهم هلعا .وان الناس لابدلهم من العودة لاستشراف راي هؤلاء في مسائل الاعتقاد وهذا مخالف تماما لقواعد اصل العقيدة واسسها التي اوضحها القران الكريم وسنة النبي العظيم كما بينا سابقا .ولم يكن الامر متعلقا فقط في المسائل العقدية وحسب بل وبمرور الوقت اصبح القول في المسائل السياسية والاجتماعية منوطا براي الفقهاء وهذا يتعارض تماما مع اسس دور الفقهاء والذي لا يتعدى مسائل الفقه واصوله فقط .ان الله عز وجل وضع في كتابه الكريم كل المرتكزات الاساسية لفهم الدين التي يحتاجها الانسان سواء كان مسلما ام غير ذلك ..ما فرطنا في الكتاب من شيء. 38الانعام .ربما يظهر احدهم ويقول ليس الكل يفهم معاني القران فنقول له وهل فهمك انت صحيحا ويطابق ما اراده الرب سبحانه وتعالى وهل قولك ورايك هذا يمثل ارادة الله ومعصوم من الخطاء والله عز وجل يقول كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 3فصلت. وقال سبحانه وتعالى وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.35العنكبوت. .الجواب ان هؤلاء وضعوا قوانين لتطور نفوذهم وهيمنته على عقول الناس حتى اصبحت تلك العقول تسحب وتجر خلسة بحسب اراء الخطباء والمتكلمين فبات غالبية الناس يخضعون لهؤلاء حتى اعتقدوا بقداستهم وانهم ماينطقون عن الهوى والحقيقة ان هؤلاء يريدون تعظيم مكانتهم الاجتماعية في نفوس عوام الناس او المحافظة على هذه المكانة المقدسة وهذا طبعا يخالف القواعد التي رسمها القران لسلوك بني ادم .ان ما يراه الخطيب صوابا من خلال استخدام عقله يراه غيره خطئا من خلال ايضا استخدام عقله .ان السياسة ميدان تغيب فيه المبادئ والافكار النبيلة الى حد كبير لذلك تجد الاطروحات التي تقوم على اساس النصب والاحتيال والغلبة والتحزب هي الرائجة .ليس هذا وحسب بل تجد من يضع لهذه المثالب غطاءا شرعي وربما غلفها بآيات من كتاب الله المبين كي تاخذ طريقها في نفوس من قولبت عقولهم وفق توجهات واراء هؤلاء المتكلمون. الراهب الالماني مارتن لوثر انتبه لهذا الامر قبل ستة قرون فرفض مشروع صكوك الغفران وغيرها من الطرق التي انهكت عقول واستنزفت جيوب عوام الناس في اوربا في القرون الوسطى ان ذاك. مطلقا مقولته الشهيرة ان الرب تبارك وتعالى جعل التوبة مجانا للخطائين بدون مال يدفع مقابل الحصول عليها وهذا تماما ماحملته روح القران الكريم ... فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا.10 .نوح. وقد ورد عن النبي الخاتم صل الله عليه واله .كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون . فلايمكن لاحد ان يقول ان رايي هو الصواب ومادوني هو الخطأ مهما بلغ من العلم ومن سلامة التفكير .وكما قال مكسيم غوركي الورقة الّتي لم تسقط في فصل الخريف، خائنة في عيون أخواتها.. وفيّة في عين الشّجرة.. ومتمرّدة في عيون الفصول.. فالكلّ يرى الصحيح من زاويته .لذلك يجب علينا العودة الى كتاب الله وفق اجماع المفسرين ربما كان الانجع وبعيدا عن التأويل الذي لايعلمه الا الله تبارك وتعالى ولنعمل بكتاب الله الذي لاياتيه الباطل ولايقربه الريب والشكوك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/28



كتابة تعليق لموضوع : الخطابة مسؤولية اخلاقية اولا ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net