صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

هل توجد ازمة سياسية أم تأزيم سياسي ؟!
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل فعلا توجد ازمة سياسية في العراق ام يوجد تأزيم سياسي مفتعل ؟!
لو نظرنا الى الاطراف السياسية العاملة في الساحة العراقية ، لوجدنا جميع هذه الاطراف ضمن التشكيلة الحكومية ، وقد استلموا مناصب فيها كل حسب استحقاقه الانتخابي ولا يوجد أي جهة سياسية لم تحصل على استحقاقها ضمن السلطة التنفيذية ، تحت مسمى المشاركة بل هي المحاصصة التي فرضت على العملية السياسية تحت ظروف شتى ، لكن هذه المحاصصة جلبت الويلات للبلد ، وسمحت لاعداء العملية السياسية الجديدة بممارسة دورهم التخريبي من خلال تواجدهم في السلطة التنفيذية ، اضافة لدور هؤلاء المعادين للعملية السياسية داخل السلطة التشريعية اذ انهم يعرقلون القوانين التي تخدم المواطنين ، لان هؤلاء المعادين للعملية السياسية يعتبرون أي قانون يصدر فيه خدمة عامة يعتبرونه نصرا للحكومة التي يقودها الخط الوطني الذي يمثله جميع الوان الطيف العراقي ، برئاسة السيد نوري كامل المالكي ، الذي تحول في نظر الشعب العراقي الى رمز وطني يجب مناصرته بسبب مواقف القوى السياسية المعادية لهذا الخط الوطني . 
اذن لماذا هذا التأزيم ؟ ولماذا الادعاء بالتهميش من قبل هذه الجهات السياسية ؟ ولماذا الادعاء من قبل الاطراف المعادية للعملية السياسية ، والاطراف الانتهازية بأن هناك دكتاتورية عند المالكي ؟ وهل هم معادون للمالكي ام للخط الذي يسير فيه المالكي ؟ واذا جاء رئيس وزراء غير المالكي من الخط الوطني هل سيتوقف التأزيم السياسي المفتعل ام لا ؟
هذه الاسئلة بحاجة الى وقفة وانتباه من جميع ابناء الشعب العراقي ، كما ان الاجابة عن هذه الاسئلة ليس صعبا فكل عراقي غيور ووطني يعرف الاجابة ، لان الشعب العراقي بحكم التجارب التي مرت وتمر عليه في كل يوم تقريبا اصبح يقرأ مابين السطور .
لو دققنا النظر في الساحة العراقية السياسية لوجدنا ان هناك ثلاثة خطوط رئيسية تعمل في الساحة ، وهذه الخطوط الثلاثة موجودة في الحكومة تحت عنوان المشاركة وهي التي تحكم من خلال تواجدها في الوزارات والمؤسسات الحكومية الاخرى سواء داخل السلطة المركزية او في الحكومات المحلية .
  الخط الاول  الخط الوطني وهو الذي يقود العملية السياسية في البلد برئاسة السيد نوري كامل المالكي ، يضم هذا الخط جميع السياسيين الوطنيين ومن مختلف الوان الطيف العراقي ، سواء كانوا في الحكومة او البرلمان ، يعمل هذا الخط بتوجه يختلف عن توجهات الخطين الاخرين المشاركين في الحكومة والبرلمان ، هدف الخط الوطني انجاح العملية السياسية الجديدة في العراق ، وخدمة الشعب العراقي  بعيدا عن التدخلات الاقليمية او الدولية ، وبعيدا عن التوجهات الطائفية او العنصرية او البعثية او السلفية المتطرفة .
الخط الثاني هو الخط المتقاطع في التوجهات والمتبنيات مع الخط الوطني ، هذا الخط مرتبط ومدعوم من الدول الاقليمية خاصة السعودية وقطر وتركيا ، وهذه الدول الثلاث هي محور الطائفية في المنطقة ، يدعي اتباع هذا الخط التهميش ، رغم اشتراكهم بشكل فعلي في الحكومة وحسب الاستحقاق الانتخابي ، مشكلة هذا الخط انه منفّذ للاجندة الخارجية المعادية للعملية السياسية الجديدة ، لهذا السبب نجده في تقاطع مستمر مع توجهات الخط الوطني ، خطورة هذا الخط كبيرة على العملية السياسية الجديدة ، لانهم مشاركون في الحكومة تحت لافتة المحاصصة ، ومعادين لها في نفس الوقت ، وهذا امر خطير يهدد العملية السياسية برمتها ، لهذا نجدهم يخلقون المشاكل والتأزيم في كل الاوقات ، وما الادعاءات الاخيرة بوجود ازمة سياسية الا من افتراءات وفبركة هذا الخط الذي يعمل باوامر خارجية ، وهجمتهم الاخيرة على المالكي ليس لانه المالكي ، بل لان المالكي على رأس السلطة في قيادة الخط الوطني ، ولو كان شخص اخر غير المالكي ، فلن تختلف الهجمة  لان الغرض هو العملية السياسية الجديدة في العراق ومن يقودها سواء كان المالكي او غيره .
ينضوي تحت لواء هذا الخط المتقاطع مع العملية السياسية الجديدة ، مجموعات من السياسيين الذين لا زالوا ينتمون لفكر البعث الدموي ، متحالفين مع بعض السلفيين  المنتمين للخط السلفي الاقليمي المتصالح مع اسرائيل ، ويضم هذا الخط ايضا بعض الانتهازيين من السياسيين الذين يلهثون وراء مصالحهم الشخصية ، والمنافع المادية ، السياسيون المنتمون لفكر البعث والمتحالفون مع السلفيين لا يؤمنون بالحرية او الديمقراطية ، بل يستخدمونهما وسيلة للوصول الى السلطة ، ثم مصادرتهما وتغليفهما او تزييفهما ، مثل ما يحصل في بعض البلدان العربية اليوم .
الحلف البعثي السلفي لا يؤمن بالاختلاف والتنوع ، لهذا يجيزون استخدام العنف لتحقيق مآربهم ، ويشرعنون الارهاب ، هذا الخط المتقاطع مع الخط الوطني مهمته خلق الازمات ، وتصديرها الى الساحة العراقية السياسية ، وهذه الازمات المفتعلة هي من خلق دول المحور الطائفي الاقليمي الذي يعمل هذا الخط لصالحها  مستغلين وجودهم في الحكومة لخدمة حالة التأزيم التي يفتعلونها بين فترة واخرى .
اما الخط الثالث فهو الذي يلعب في ساحة التأزيم المفتعل لتحقيق مكاسب غير وطنية بل تخدم طائفة او قومية معينة ، او تخدم حزبا بعينه ، واتباع هذا الخط لايهمهم ما يصيب العراق من ويلات ، المهم تحقيق مكاسب لهم ، حتى وان ادى ذلك الى تقسيم العراق الى دويلات صغيرة تحت أي عنوان من العناوين ، ويمثل هذا الخط اليوم السيد مسعود البرزاني الذي اخذ يصب الزيت على النار لزيادة حالة التأزيم لتحقيق اغراض واهداف مخطط لها سلفا ، سيما وانه وجد تشجيعا من دول المحور الطائفي التي لا تريد الخير للعراق .
وما ادعاءات التهميش ، او الدكتاتورية ، او الطائفية ، ما هي الا بالونات اعلامية هدفها خدمة حالة التأزيم السياسي المفتعل ، وللاسف وجدنا بعض من يحسب على الخط الوطني قد تفاعل مع هذه الشعارات المفبركة ، اما غفلة ، او من اجل تحقيق مكاسب آنية غير واقعية ، لكن جميع انواع هذه الألاعيب السياسية المصطنعة قد خبرها الشعب العراقي ، ولن تمر عليه بسهولة وسلام ، واخذت هذه الادعاءات غير الحقيقة وغير الواقعية تعطي نتائجها لصالح الخط الوطني ، مما سبب صدمة او تراجعا لدى بعض من ساهم او شجع على خلق حالة التأزيم المفتعل ، وبسبب هذه الصدمة اتوقع ان تتغير خطة الاخرين المشاركين في الحكومة ، وقد يجلسون مع الخط الوطني في جلسة المؤتمر الوطني الذي يرعاه السيد رئيس الجمهورية ، لكن من اجل عبور مرحلة معينة ، حتى يتهيؤوا لخلق ازمة جديدة اخرى في مرحلة اخرى وهكذا ستبقى حالة التأزيم المفتعل ، ولن ينتهي هذا التأزيم الا بأنبثاق حكومة اغلبية سياسية مثل ما هو جارٍ في الدول الديمقراطية الاخرى في العالم ، وعلى الشعب العراقي ان يختار لانه هو صاحب المصلحة في تقدم العملية السياسية ، اما استمرار حالة التأزيم السياسي المفتعل او اللجوء الى حكومة الاغلبية السياسية ، وليعلم الجميع ان الله تعالى مع المظلوم ، والنصر للشعب العراقي الصابر .
A_fatlawy@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/12



كتابة تعليق لموضوع : هل توجد ازمة سياسية أم تأزيم سياسي ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net