صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

هل بسبب الكرسي تم قتل الحسين عليه السلام .
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مع أنهم دولة مترامية الأطراف وذات قوة عسكرية كبيرة واقتصاد متين إلا أنهم شعروا بالخطر الشديد من قبل شخص واحد شكّل لهم خطرا وجوديا، فقرروا ازالته من الوجود. فهل كان قتل الحسين عليه السلام بسبب الكرسي والحكم؟

فلو كان قتل الحسين لهذا السبب ، لكان في قتله وأصحابه الكفاية في ازاحة هذا الخطر ، وسوف يتوقف جيش الخلافة عن القتال ، ولكن على ما يبدو من سير الأحداث بعد مقتله عليه السلام ، أن القضية ليست قضية خلافة وكرسي بل ابعد من ذلك ، فقيام الجيش بالتمثيل بجثث القتلى ، وخصوصا الحسين فهذا يدلنا على عمق الكره الذي يكنه هؤلاء ليس للحسين ، بل للنبي وآل النبي ، فالمقصود هو الانتقام من هذا البيت بما يُمثلهٌ من طهارة مقابل بيوت العهر التي نشأ فيها القتلة وأن الهدف من المعركة هو ان يمحوا أهل هذا البيت من الأرض، وقد بدا ذلك جليا في منادي الجيش (لا تُبقوا لأهل هذا البيت من باقية).(1)

فقتل الأطفال والنساء في حرب إبادة جماعية لا يوجد فيها للرحمة مكان لا علاقة لهُ بالكرسي.إنما للتشفي والانتقام والاصطلام، وقد حانت الفرصة ليزيد أن ينتقم لأسلافه الذين قُتلوا في بدر وغيرها. وأن في حمل رؤوس القتلى من آل الرسول (ص) ورض أجسادهم ، ودفن الجيش الأموي لجثث قتلاه ، وتركه لجثث آل الرسول في الصحراء بلا دفن تسفي عليهم الرياح ، والطريقة التي قادوا فيها السبايا والضعفاء والمرضى ، وهم مقيدون بالسلاسل والأغلال حفاة عراة وقد اجهدهم العطش، وقتلهم للأطفال وترويعهم للنساء ، لكان ذلك خير مقياس لدرجة الحقد والتحامل الذي يتمتع به جيش الخلافة ليس على الحسين فقط بل على الرسول وآل الرسول (ص) ، وقد تمثل هذا الحقد على لسان خليفة المسلمين وإمامهم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان عندما رأى رؤوس القتلى من آل الرسول حيث فتغزّل قائلا :

لما بدت تلك الحمول واشـرقت ــ تلك الشموس علـــى ربا جيرون

نعب الغراب فقلت صـح أو لا ــ تصح فلقد قضيت من النبي ديوني (2)

إذن القضية قضية دين وليس كرسي وحكم.

انتقل هذه الحقد على كل ما يتعلق بهذا البيت الطاهر حيث فعل احفادهم الافاعيل ضد كل من ينتسب لأل البيت عليهم السلام من بعيد او قريب، فعمدوا إلى قبورهم فهدموها وأمعنوا في شيعتهم قتلا وتفجيرا وذبحا وتكفيرا وسيستمر هذا الحقد إلى ما قبل يوم ا لقيامة حيث يتم القضاء على آخر بقاياهم (السفياني) .ولذلك وجب على كل مؤمن عاقل أن يحمل السلاح للدفاع عن العقيدة بالنفس والمال او الدفاع بالكلمة عبر كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع وهذا واجبٌ عيني على كل فرد في استخدام وسائل الرد الثلاث . (اليد ، اللسان ، القلب).(3) لدرء خطر أتباع السفياني وفلول الأمويون الجدد عن نفسه واهل بيته ووطنه والمحافظة على جوهر الدين الذي بذل الحسين مهجته من أجله، لكي تتحقق النصرة لهذا الدين (ألا هل من ناصر ينصرنا).

المصادر :

1- مقتل الحسين للمقرم ص 316 طبع بيروت لبنان.

2- تذكرة الخواص ، لاين الجوزي ، ج2 ص 148 .

3- وهو مصداق الحديث النبوي الشريف : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ص 1-2 ، ج1.والحديث يقول : (من رأى منكم منكرا) فكيف بالمؤمن إذا رأى خطرا ؟؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/15



كتابة تعليق لموضوع : هل بسبب الكرسي تم قتل الحسين عليه السلام .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net