صفحة الكاتب : فاطمة محمود الحسيني

على طريق المجد على درب السماء
فاطمة محمود الحسيني

  بالروح والفداء لبوا النداء، نداء المرجعية العظمى للسيد السيستاني (دام ظله) عاهدوا أنفسهم على تطهير الوطن من دنس الدواعش؛ حفاظاً على وطنهم ومقدساتهم، تركوا الأهل والأولاد في سبيل تحقيق هدفهم لم يثنهم عن عزيمتهم لا حر الصيف ولا برد الشتاء.. انهم أبطال الحشد الشعبي رجال الله..

 لم تحدد المرجعية في فتواها المقدسة سناً للمتطوعين، بل كوجوب كفائي جعل الأمر تحت رغبة من يريد ويرغب وظروفه تسمح له، لم يكن من المتوقع أنه وبمجرد صدور الفتوى أن يتطوع عدد هائل، فمنهم كبير في السن، ومنهم الشاب ومنهم من لديه عائلة أو في طور تأسيس عائلة وكل ما يجمعهم ويجعلهم يتركون كل ما لديهم ويتطوعون للجهاد هو التمسك بعقيدتهم وتربيتهم على نهج أهل البيت (عليهم السلام).. إنهم مدعاة للفخر والاعتزاز، فالفتوى الكفائية أنجبت جيشا سحق أعتى الأعداء فكيف لو كان جهادا واجبا.
 في كل قصة شهيد حكاية وعبرة واكليل غار عندما نطالع سيرة الشهداء نجد ما يجعلنا فخورين بالوطنية وصون الدين والالتزام بمبادئ الحفاظ على الأرض والعرض..
وفي وقفة مع سيرة المجاهد النقيب نعمة عامر كاظم الشمري المولود عام 1961 في مدينة النعمانية نجد طهر النشأة فقد ولد لأسرة عرفت بالتدين وحب أهل البيت (عليهم السلام) وسلك طريق العلم والمعرفة.
 وبعد إكمال دراسته الابتدائية والثانوية قبل في اعدادية العزيزية المهنية ومنها الى العسكرية الثانية ليتخرج منها برتبة ملازم احتياط خدم في صفوف الجيش العراقي خدمة إلزامية ومن ثم اكمل دراسته الاكاديمية ليحصل على دبلوم في العلوم الاسلامية ثم بكالوريوس من جامعة بغداد.
 كل هذا ما هو إلا إعداد إلهي، لقد تسلح بالعلم قبل أن يحمل السلاح لقد غرست في نفسه المبادئ العظيمة للحياة الكريمة، بعد دراسته اخذ يمارس العمل الحر كما وعمل محاضرا بالمجان بمديرية تربية النعمانية لمحو الأمية، في مركز الامام الحسين (عليه السلام)، وإن دل على شيء فيدل على سمو القيم في نفسه تلك القيم التي لا تقارن بالمال وارتباطه المعنوي بالحسين وبأهل البيت اﻷطهار (عليهم السلام).
 لم يكن ينقطع عن زيارة الامام الحسين (عليه السلام) مهما كانت الظروف ويضع نفسه في خدمة زوار الامام الوافدين الى مدينته قبل زيارة الأربعين أي أنه تعايش مع النور الذي يشع في النفوس الطاهرة فبدأت تتشكل روحه التي ارتبطت بالفداء.
ومن المواكب التي كان يخدم فيها موكب الامام الصادق (عليه السلام) موكب ام البنين (عليها السلام)، موكب عشائر شمر موكب شباب الحسين (عليه السلام)، ومواكب أخرى.
 وهو اول من لبى نداء المرجعية في فك الحصار عن حرم الامام علي (عليه السلام)  عندما دعا اليه السيد السيستاني أثناء فترة محاصرته، من قوات الاحتلال الامربكي وهل لنا أن ندرك حجم العطاء الذي أهداه إياه أمير المؤمنين (عليه السلام)؟! وهو من أوائل من لبى نداء المرجعية في فتوى الدفاع الكفائي التي اطلقت في الخامس عشر من شعبان لعام 1436 هجري ليشكل اول نواة الحشد الشعبي في مدينته هو وبعض ممن هبوا لنصرة المذهب، وكان يسمى (فوج غيارى النعمانية).
 لم تكن لديه أمنية غير الشهادة ولطالما طلب الدعاء من أحبائه وأصدقائه لينالها فطلبها وعمل لها فكان مقاتلا شديدا يضع حب الله والمقدسات نصب اعينه، وفي كل مواجهة مع العدو كان يجدد طلبه في الخلود وفي أن يكون في ضيافة سيد الشهداء (عليه السلام).
 وتحققت امنيته في نيل الشهادة في إحدى معارك الدفاع عن حرم الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، حيث تلقى طلق ناري في رأسه ليسجل اول شهيد من أبناء الحشد الشعبي في مدينته النعمانية.
 أقامت له مدينته عرسا يليق بالمكانة العظيمة له، وتشيبعا مهيبا، ثم دفن جسده بجوار امير المؤمنين علي (عليه السلام) وسط مراسيم الفرح بنيله الشهادة والاعتزاز به، وهكذا أنبتت الدماء نصراً لأرض العراق حيث استطاع مجاهدوها أن يدحروا الدواعش ويطهروا أراضيها ولم يكن ليحصل هذا لولا همم الأبطال الذين ضحوا بكل شيء، فالوطن يفخر اليوم بهم والتاريخ يسجل بطولاتهم بأحرف من نور.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة محمود الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/28



كتابة تعليق لموضوع : على طريق المجد على درب السماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net