صفحة الكاتب : نعمت ابو زيد

هدىً و نور
نعمت ابو زيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 خاتمُ الرّسل
هو نسمة الصبح،هو بلسمُ الجُرح،هو السّماحةُ والصّفح،هو التفصيل والشّرح.. هوفخمٌ مفخّم، وفي العيون معظّم، وفي القلوب مكرّم ..هو رحمةٌ للعالمين،هوسيد أهل الأرض أجمعين،هو رسول رب العالمين..حين للدنيا أقبل..أنار العقول وأشعل..وللأفكار الجاهلية بدّل..فلنشعل لمولده الشموع..ولنُطلق الأهازيج بين الجموع..ولنردد بكل خشوع..لبيك يا رسول
إن الشخصية التي حملها محمد بين برديه كانت خارقة العادة، وكانت ذات أثر عظيم جداً حتى إنها طبعت شريعته بطابع قوي جعل لها روح الإبداع وأعطاها صفة الشي‏ء الجديد...
  " يقول إينين دينيه في كتاب "أشعة خاصة بنورالإسلام :"لقد دعا عيسى إلى المساواة والأخوة، أما محمد فوفق إلى تحقيق المساواة والأخوة بين المؤمنين أثناء حياته إينين دينيه في كتاب "أشعة خاصة بنور الإسلام  تجلّيات الرحمة الإلهية
من مقتضيات الحكمة الإلهية تجاه البشر أن يُعيّن اللهُ تعالى الإنسانَ في مسيرته المليئة بالمنعطفات لبلوغ هدفه التكاملي الذي خُلق من أجله، وإلّا انتَقض الهدف من الخلقة، وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه بغير الوحي الإلهي والكتب السماوية والتعاليم السليمة من كل خطأ وسهو. قال الله تعالى في كتابه الكريم واصفاً رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾2
رسول رب الرحمة
ومن رحمة الله تعالى العامة والخاصة وربوبيته فائقة العطف والودّ لا يمكن أن تَترك الإنسان وحيداً في طريق سعادته المليئة بمختلف الموانع والعقبات والمتاهات، فلا يرسل إليه قائداً ومرشداً يَحمِل التعاليم الشاملة للأخذ بيده وتوجيهه، وعليه فإنّ حكمته ورحمته توجبان إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية. وفي هذا السياق كانت الرسالة الخاتمة والبعثة الشريفة لنبي الرحمة والهدى محمد بنِ عبد الله (صلى الله عليه وآله)، والتي كان عنوانها العام في الرؤية القرآنية لبيان هدف البعثة هو "الرحمة للعالَمين"
 
هل رحمته للمؤمنين فقط أو للعالمين؟
كما أنّ الرحمة الإلهية شاملة لجميع بني البشر، المؤمن منهم وغير المؤمن، كما هو المدلول الواضح لقوله تعالى: "الرحمن الرحيم"، فكذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو رحمة للعالمين بمقتضى الآية الكريمة: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
فهو ليس رحمة لأهل مكّة أو أهل المدينة فقط، وليس رحمة للمسلمين الذين كانوا معه، ولا للمسلمين عامة، وإنّما هو بنصّ الآية القرآنية رحمةٌ للعالمين جميعاً، في الدنيا والآخرة.
وفي بعض أوصافه أنه (صلى الله عليه وآله) أمان لأهل الأرض من العذاب، فقد ورد في النهج الشريف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "كان في الأرض أمانان من عذاب الله، وقد رُفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسّكوا به، أمّا الأمان الذي رُفع فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار" بدليل الآية ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾3
فهو (صلى الله عليه وآله) قد اختُصَّ بهذه الكرامة أنّه أمان لأهل الأرض. فرَفع اللهُ سبحانه العذاب، أي عذاب الاستئصال عن أمّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببركة وجوده، بينما كانت الأمم السابقة مهدّدة ومعذّبة بهذا العذاب.
وقد حدّثنا القرآن الكريم في كثيرٍ من آياته عن العذاب الذي حلّ بأقوامٍ وأممٍ سابقين نتيجة عنادِهم وكفرهم وطغيانهم، وكيف أنه سبحانه وتعالى أفناهم وأبادهم مِثْلَ قوم صالح وقوم ثمود، وكيف عذّب الآخرين بمسخهم قردةً وخنازيرَ وغيرَ ذلك.
إلّا أنه يُطرح سؤال وهو أننا نقرأ بعض الآيات القرآنية فنلاحظ أنها وصفت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه رحمةٌ للمؤمنين، فكيف يمكن الجمع بين هذين الوصفين المختلفين؟
ومن الآيات الكريمة التي وصفته بأنه (صلى الله عليه وآله) رحمة للمؤمنين قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾.4
ومما ورد في شأن نزول هذه الآية أنّ جماعة من المنافقين كانوا يذكرون النبي (صلى الله عليه وآله) بسوء، فنهاهم أحدُهم وقال: لا تتحدّثوا بهذا الحديث لئلّا يَصِلَ إلى سمع محمد فيذكرنا بسوء ويؤلّب الناس علينا، فقال له أحدهم: لا يهمنا ذلك، فنحن نقول ما نريد، وإذا بلغه ما نقول سنحضر عنده ونُنكر ما قلناه، وسيَقبل ذلك منّا فإنّه سريع التصديق لما يقال له، ويَقبل كل ما يقال من كل أحد، فهو أُذُن، فنزلت الآية وأجابتهم.
ومراده من ذلك أنه (صلى الله عليه وآله) يصدّق كل ما يقال له سريعاً
والجواب عن السؤال المتقدم هو أنّ للرحمة درجاتٍ ومراتبَ متعدّدة، فإحداها مرتبة (القابلية والاستعداد)، والأخرى (الفعلية)
فمثلاً: المطر رحمة إلهية، أي أنّ هذه القابلية واللياقة موجودة في كل قطرات المطر، فهي منشأ الخير والبركة والنمو والحياة، لأنّه مِن المسلّم أنّ آثار هذه الرحمة لا تَظهر إلّا في الأراضي المستعِدّة، وعلى هذا يصحّ قولنا: إنّ جميع قطرات المطر رحمة، كما يصح قولنا: إنّ هذه القطرات أساس الرحمة في الأراضي التي لها القابلية والاستعداد لتقبّل هذه الرحمة، فالجملة الأولى إشارة إلى مرحلة (الاقتصاد والقابلية)، والجملة الثانية إشارة إلى مرحلة (الوجود والفعل)، وعلى هذا فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أساسُ الرحمة لكل العالمين بالقوة، أمّا بالفعل فهو مختصّ بالمؤمنين، فالمؤمن يملك كل الاستعدادات والقابليات، وهو بالفعل موضعُ قَبولٍ لرحمة النبي (صلى الله عليه وآله)أما غير المؤمن فإنه من خلال كفره وعناده يَمنع هذه الرحمة من الوصول إليه، وبالتالي يَحرُم نفسه من خيراتها وثمراتها.
 
مؤسّس سياسة التغيير ‏
"عند ذكر مناق(ص)به لا بدّ لنا من التعريج إلى التاريخ،فلم يكن محمد على الصعيد التاريخي مبشراً بدين وحسب بل كان كذلك مؤسس سياسة غيّرت مجرى التاريخ، وأثرت في تطور انتشار الإسلام فيما بعد على أوسع نطاق...
وكما يظهر التاريخ الرسول قائداً عظيماً مُلئ قلبه الرأفة، كذلك رجل دولة صريحاً قوي الشكيمة له سياسته الحكيمة التي تتعامل مع الجميع على قدم المساواة وتعطي كل صاحب حق حقه.
لا بُدَّ أن يكون محمد الذي عرف كيف ينتزع رضى أوسع الجماهير به إنساناً فوق مستوى البشر حقاً، وأنه لا بد أن يكون نبياً حقيقياً من أنبياء الله".
مارسيل بوازار في كتاب "إنسانية الإسلام"5
 
تحت مسمّى حرية التعبير
نرى مؤخّراً استهدافاً لهذه الشخصية العظيمة والى أمّته من خلال التلطي خلف مقولة "حرية التعبير"لكن هذه الحرية ليست الا مطية لاستهداف الدين أو احدى مقدساته، وظهرت عملية الاستهداف المتعمد المبني على نظرية شيطنة المسلمين والمرتبطة بمساعي نشر الاسلاموفوبيا على مساحة العالم الغربي،على شكل إساءات ورسومٍ كاريكاتورية وهذه لها من الدلالات أنّ الإستهداف هو لضرب البنية المتماسكة لهذه الدولة التي أسسها الرسول ص ومنبع تعاليمها الكتاب المقدّس _القرآن الكريم_الذي هو دستور متكامل لحياة البشرية و رسم لنا نمط حياةٍ متوازنٍ من كل النواحي ،لذلك فإنّ من واجبنا أن نتمسّك بهذا الدين الذي بات أنموذجاً ومحطّ نظر العالم بأسره وأن نحافظ عليه بكلّ قوانا ففيه الفوز في الدنيا والآخرة.
 
المصادر:
1- إينين دينيه في كتاب "أشعة خاصة بنور الإسلام
سورة الأنبياء: الآية:107.2 
سورة الأنفال: الآية:33.3
4-سورة التوبة: الآية:61 
5-مارسيل بوازار في كتاب "إنسانية الإسلام"                                                
            وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعمت ابو زيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/29



كتابة تعليق لموضوع : هدىً و نور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net