صفحة الكاتب : جواد العطار

حكومة محاصصة ام مشاركة
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ انتخاب رئيس الجمهورية قبل اكثر من اسبوع وتكليف السيد محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة التي اعلن انها ائتلافية ستضم جميع القوى الفائزة من مختلف المكونات... والسؤال الذي يدور: ما الفرق بين المحاصصة والمشاركة؟.

المحاصصة في المفهوم السياسي العراقي تعرف بانها: المشاركة في الحكومة وفق حصة معينة من المناصب السيادية والوزارية يرتكز على الثقلين - المكوناتي والرقم الانتخابي ، وتمتاز بانها تهمش اي طرف لا يتفق على معيار التوزيع والتقسيم.

بينما تعرف المشاركة بانها: مساهمة الكيان في الحكومة والبرلمان كليهما او في البرلمان فقط ، فادواره متعددة في الحكم والمعارضة ، وتمتاز بتبادل الادوار والمساهمة الواسعة على اساس الثقل الانتخابي لا المكوناتي ولا تعتمد المحاصصة معيارا لتقاسم السلطة بل تسمح بمساهمة كافة القوى في تشكيل الحكومة حتى من كان خارج البرلمان ، معيارها الاساس تقديم الكفوء والنزيه لتبوأ المناصب العامة بعيدا عن خلفيته السياسية والصرامة في الرقابة البرلمانية على الحكومة بعيدا عن المجاملة والاتفاقات الجانبية.

وبينما تؤدي الاولى الى اندلاع الصراع بين قوى السلطة والقوى الاخرى من داخل البرلمان وخارجه لانها دائماً ما تفشل بالنهوض بأعباء السلطة والحكم ، تنجح الثانية حكومة المشاركة في بناء الوطن وتقديم الخدمة للمواطن لانها لا تهمش ولا تقصي طرفا بل تجمع الكل تحت مظلة المصلحة الوطنية العليا.

واذا كان العراق قد عانى طيلة السنوات الماضية من حكومة المحاصصة التي تقدم فيها الاحزاب المشاركة المرشح الذي يخدم مصالحها دون النظر الى خلفيته المهنية والعلمية وكفاءته ونزاهته ما أدى الى تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية على كافة الصعد ، فإننا نأمل من رئيس الوزراء المكلف ان يقدم حكومة خدمة وطنية تضم نخبا يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة والباع الطويل في ميدان اختصاصهم ، وان تترك له احزاب السلطة والمكونات المجال الواسع والاحقية في الاختيار وان لا تفرض عليه أسماءا محددة ومعينة مسبقا ، لان هذه الطريقة اثبتت فشلها سابقا ونتمنى ان لا تعاد نفس التجربة مع السيد السوداني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/25



كتابة تعليق لموضوع : حكومة محاصصة ام مشاركة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net