صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

نهاية المقدس في السياسة العراقية
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   مع بداية ثورة تشرين الخالدة، بالرغم من اختراقها من قبل تنظيمات الأحزاب الفاسدة ثم اسقاطها، الا انها أسست لفكرة (نهاية المقدس في السياسة العراقية)، وتعتبر الشرارة الأولى لظهور طبقة شباب سياسي مثقف واعي مستقل، مع قلته لكنه سيتكاثر وينمو ثم يحكم بالمستقبل القريب على ما نعتقد.

   ابن الجنوب بدا لا يريد أن يحكمه ابن كاظمية بغداد او ابن النجف او كربلاء، فهم ليسوا بأفضل منه في شيء، كما كان يعتقد جده وابوه في الازمان السابقة، ويقدسونهم مما جعل الآخر يراهم أقل منهُ وتعامل معهم على هذا الشكل، هذا المفهوم بدأ ينمو عند بعض الجنوبيين، وسوف يكبر ويكبر، حتى يصل إلى مرحلة أنهم ليسوا بحاجة إلى أي زعيم سياسي (مقدس). الأمور بدأت بالتغير. فأهلاً بالتغيير...
   لست بصدد التأسيس لفتنة مناطقية أبداً، لكن هذا ما أقرأه من أفكار واطروحات ابن الجنوب، فهو يرى انه مشارك في جميع الأمور الوطنية، السياسية منها والاجتماعية والأدبية والفكرية والاقتصادية وغيرها، ولعل أبرزها العسكرية، فغالبية أبناء الجيش والحشد الشعبي هم من الجنوب، لكنه بالرغم من ذلك يعيش كمواطن من الدرجة الثانية او اقل، لا ذنب له الا طيبة قلبه وسذاجته أحيانا امام ما يظنه مقدساً.
   سينتهي كل هذا بعد أن يضع ابن الجنوب بصمته داخل قبة البرلمان، كذلك حين يمسك وزارة او زمام الأمور كمحافظ في محافظته، إن هذا سيكون بتكاتف أبناء الجنوب ووعيهم، من خلال قيامهم بإنشاء وتكوين أحزاب وتكتلات جديدة، بعيدة كل البعد عن الشخصيات السياسة القديمة والمستعملة، كذلك تبتعد في أيدولوجيتها وبرنامجها السياسي وسياقاتها التنظيمية عما موجود حاليا على الساحة السياسية الحزبية العراقية، والمطالبة بحقوقهم وفق سياقات دستورية يفرضها الواقع.
   قد يتبادر الى ذهن القارئ أني أعمد الى جعل الجنوبي منفصلا عن باقي شرائح وطنه، لا أطلب ذلك البتة. لكن من حق الجنوبي ان يفكر كما يفكر ابن الشمال وابن الوسط، وان ينهض بمناطقه المنكوبة على مر العصور ولا ينتظر من الاخر الرحمة والعطف ورمي فتات ما تبقى وكأنه صاحب فضل؛ كلا، إن مناطق الجنوب ومحافظاته، سياحية تمتلك من المؤهلات ما يجعلها في مصاف المناطق سياحة المشهورة، كذلك هي تمتلك موارد تجعلها تقارع ما يجاورها من دول الخليج، بل قد تتفوق عليها.
   كذلك انا لا اريد الطعن في مقدسات الاخرين، لكني لا أؤمن بالمقدس السياسي الذي يسرقني باسم التقديس، كالإمبراطور والقيصر والملك والخليفة وغيرها من هذه الترهات، التي يُنصب الانسان فيها نفسه كظلٍ للرب ونائب عنه؛ إن هذا ما ثار عليه أبو ذر الغفاري وغيره من الذين فهموا معنى المقدس ومعنى حق المخلوق وانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وان الناس صنفان اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
بقي شيء...
إنما أنزل الله التشريعات والدين لخدمة الناس لا العكس. فافهم.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/05



كتابة تعليق لموضوع : نهاية المقدس في السياسة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net