صفحة الكاتب : صالح ابراهيم الرفيعي

اسناد المصادر البديلة للنفط ضرورة واجبة
صالح ابراهيم الرفيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اكدت موازنة العراق للعام 2012 انها تعتمد على انتاج النفط بنسبة 92% وبسعر 85% للبرميل الواحد . وهذا مايسمى باقتصاد وحيد الجانب وماذا سيعمل العراق بميزانيته لو لا سامح الله ان نضب النفط او حدثت كارثة نفطية عالمية وهبط سعر البرميل الى النصف مثلا , معناه ان الاقتصاد والمشاريع كافة ستنهار وحينذاك ستتحير العقول ماذا ستصنع وبماذا تحل مشاكلها . 

على القيادات الاقتصادية والتخطيط من ذوي الخبرات ان يجدوا مخرجا بديلا قبل حدوث الازمات طالما ان الحلول متيسرة حاليا ومن الممكن ايجاد البدائل وهي معروفة منها النهوض السريع بدعم القطاع الخاص بجميع موارده ودعم الاستثمار السريع في المجال الزراعي وعلى مساحات الاراضي الواسعة بزراعة المحاصيل الستراتيجية كالقمح والشعير والذرة والرز لزراعة الأراضي الواسعة المسطحة فاغلب الاراضي الزراعية في الجنوب والشمال مسطحة وصالحة للزراعة بشكل جيد جدا وان صحراويتها تشكو وتنادي من يرعاها وهي هبة من الله للعباد في ارض الانبياء . فما بال العباد منكرون هذه النعمة الفضيلة التي حباها الله للعراق خاصة .اضافة الى امكان استثمار الكثير من الاراضي المسطحة لانتاج الخضر بانواعها الصيفية والشتوية واذا شح الماء فالابار الارتوازية والابار العادية يمكن استغلالها فهي ناجحة حتى في الاراضي الصحراوية ويمكن من خلالها استخدام الري بالتنقيط للخضروات والرش المتحرك للمحاصيل الستراتيجية .
اما استثمار الاراضي التي تنشأ عليها البستنة والفواكه المتنوعة فهي كثيرة وان اقرب مدة لما بعد التشجير هي سنتين للاعناب وست سنوات لقطف ثمار النخيل والفواكه بتكثيف الاستثمار وتسريعه . اما الجانب الاقتصادي الثالث فهو الجانب الصناعي وتطوير المعطل منه وتاسيس الجديد ايضا عن طريق التعجيل بالاستثمار الوطني والاجنبي كصناعة السيارات والرافعات والمكائن الزراعية والالات الكهربائية والصناعات الاستخراجية ومنها معامل السمنت والحديد والقضبان والطابوق والفوسفات والكبريت ومعامل النسيج بانواعها المختلفة وجميع الشان الصناعي الذي له علاقة بتنمية هذا القطاع ليكون رديفا موازيا للنفط . والاهتمام بالقطاعين الزراعي والصناعي سيؤدي الى التخفيف من هموم المستقبل وعدم الخوف من انخفاض اسعار النفط او نضوبه لا سامح الله .
اما القطاع المهم الرابع فهو قطاع السياحة الدينية والاثرية والتراثية فهو لا يقل اهمية عن سابقيه ليكو ن دعما للاقتصاد العام فلدينا مزارات الائمة والعلماء في جميع انحاء العراق وكثرة الزوار من داخل العراق وخارجه مما يسهم بانشاء المطارات لنقل الزوار ويمكن تطوير هذه المطارات وجعل في كل محافظة مطارا للنقل الداخلي كما معمول به في السعودية . ثم انشاء كراجات النقل الحديث بالحافلات الكبيرة وقطاع النقل الخاص والسكك الحديدية اضافة الى ضرورة الاهتمام بتنويع المدن السياحية على ضفاف البحيرات والانهار والمساحات الخضراء في مختلف الحافظات التي تتهيأ فيها هذه الاجواء بطريقة الاستثمار الواسع واحداث مكثفات واسعة  لهذه المنشات لجذب السواح والرواد من داخل العراق وخارجه . وليعلم الجميع ان بعض الدول التي لاتمتلك النفط ولا حتى الصناعة فان موردها الوحيد هو السياحة الوطنية والدينية والاثرية وشعبها   مرتاح وسعيد كلبنان ودول شرق اسيا . 
ان ماوفره الله للعراق ما يجب شكرنا عليه وشكر انعمه المتعددة اولاها النفط والغاز ثم الموارد الطبيعية الاخرى في كنوز الارض كالكبريت والفوسفات والرمل العراقي ثبت انه من افضل الانواع للصناعات الزجاجية وكذلك الزئبق والمواد المشعة المختلطة بالصخور الجبلية وحتى اليورانيوم والطين للصناعات الخزفية والتراثية . كل ذلك مبعث امل لمن يهتم بالاقتصاد العراقي عدا النفط .
ويجب تحريك وتفعيل واستخراج هذه النعم . نهيب بوزارة التخطيط والصناعة والزراعة والسياحة ان تضع خطط خمسية ناجحة ملزمة التنفيذ بالتطبيق السريع والمتابعة وعدم التسيب فيها بل بالمحاسبة الدورية والمراقبة الشديدة وخضوعها للمسائلة وحسابات الانجاز السريع وتصحيح مساراتها .دائما 
وهذه الخطط الخمسية ممكن انجاحها بسواعد ابناء البلد المخلصين وبمساعدة الاستثمار السريع مع الدول الصديقة التي يمكن الاستفادة من الفرص الاستثمارية لها وللعراق , وبهذا النوع من التخطيط والمتابعة يمكننا تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على النفط فقط كمصدر للعيش بل تفعيل الموارد المتوفرة الاخرى لننعم بامان المستقبل لنا ولاجيالنا القادمة وحقها واجب علينا 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح ابراهيم الرفيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/19



كتابة تعليق لموضوع : اسناد المصادر البديلة للنفط ضرورة واجبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net