صفحة الكاتب : سيف علي اللامي

حجاب المرأة جزء لا يتجزأ من هويتنا..
سيف علي اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أن الحرب ضد الحجاب هي حرب قديمة يقودها أعداء الإسلام، فهي لم تكن الأولى و لا الأخيرة، فعلى مر العصور والازمان كانت مستمرة ضد القيم والمبادئ، لكن الأساليب هي فقط ما تغير من زمن لآخر، ومن بلد لآخر.

ففي فرنسا هناك نظرات مهينة، ومضايقات في بعض الأحيان لكل من ترتدي الحجاب، وقد تصل هذه المضايقات إلى حد الاعتداء بالضرب. حيث أصبح الحجاب في أوربا وبالتحديد فرنسا ممنوعا، و سبب ذلك الكره، "هو عند حلول منتصف القرن العشرين، عادت أوروبا إلى أراضيها مُثقلة بخسائر عسكرية واقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية التي دمَّرت القارة وقتلت الملايين من سكانها، لذلك كان لزاماً عليها البحث عن يد عاملة تُعيد بناء هذه البلدان. وهكذا انتقل الآلاف من العرب والمسلمين  -الذين أنهوا للتو حقبة الاستعمار المباشر على أراضيهم، للبحث عن فرص العمل- مُلبِّين في الوقت نفسه حاجة أوروبا إلى اليد العاملة. حملت هذه الجاليات عاداتها ومعتقداتها الدينية، وشعيرة ارتداء الحجاب معها. 

وهكذا انتقلت "المعركة" إلى الداخل الأوروبي. فبات حضور النساء المحجبات  تحدّياً ثقافياً قوياً لأوروبا، ما أفضى إلى تبلور معركة ضدّ الحجاب الذي ظلَّ يمثّل عند الغرب دليلاً على غرابة الشرق وتخلُّفه، فكيف يُسمح به داخل أوروبا؟ "
كذلك أعلنت استراليا الحرب ضد الحجاب، حيث وصل الأمر في هذه القارة إلى إجبار الأخوات الملتزمات ان يخلعن الحجاب رغما عنهن، عند مراجعة أي دائرة حكومية!
و هناك اكاديميون عرب يؤيدون هذه الرؤى المضحكة ويتبنونها حيث يقولون:
(أن طريق التقدم للمسلمين هو السير خلف الغرب وتقليدهم في قيمهم ونظرياتهم. كما اعتبروا أن المجتمعات المسلمة يمكن تصنيفها كمجتمعات متقدمة أو متأخرة  حسب درجة هجرها لثوابتها الأصيلة المتجذرة في ثقافتها -وعلى رأسها الحجاب- وتقليدها في المقابل للنمط الثقافي والاجتماعي الغربي)

بأي شيء نقلد الغرب 
بالمخدرات المنتشرة!
أم بالمثلية المقرفة! 
أم بحالات الانتحار!
أم بالإنحلال الأخلاقي! 

ولهذا السبب ترى الباحثة (كاثرين بولوك)، المحاضرة بقسم العلوم السياسية بجامعة (تورنتو)، أن أفكار هؤلاء الأكاديميين العرب في الحقيقة لم تكن إلا "صدى لتشخيص الغرب لمرض الشرق المتخلف" أي أنها مجرد ترديد لرؤية الغرب الاستعمارية. 

فالغرب بصورة عامة يعتبر الإسلام ومبادئه، وقيمه ما هي إلا مرض، وإن الحجاب أحد تلك الأمراض المقيدة لحرية المرأة، وحجب جمالها وظلمها!!! 

لكن الإسلام، والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والائمة الأطهار، والأنبياء (عليهم السلام) يقولون العكس فالحجاب هو بالأحرى تقييد لحرية الرجل من النظر بشهوة إلى المرأة، وإن الحجاب ليس حجب جمال المرأة؛ بل انه جمال وجلال تلك المرأة المؤمنة عكس المرأة السافرة فالسافرة رغم أنها تبرز مفاتنها وجمالها إلا أنها فاقدة للجلال والعزة فينظر لها الرجل نظرة شهوة وجنس فهي بنظره سلعة استهلاكية، أما المرأة المؤمنة، يجعل الحجاب من جمالها جمالا عزيزا فيه كرامة وعظمة، فالمرأة المحتشمة هي رمز للعفاف ورمز للطهارة وللأخلاق. 

والحجاب هو فرض من الفرائض التي اوجبها الله (سبحانه وتعالى) كالصلاة والصيام فلا يمكن تركه، والتخلي عنه فهو واجب شرعي. 

قال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59

قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ...) النور/31

الله سبحانه وتعالى حذر النساء وامرهن أن يغضضن من أبصارهن فعدم غض البصر، والتبرج يؤدي إلى فوضى عارمة تصيب المجتمع. حيث إن السفور و إبراز المفاتن، والجمال، سيجعل من ذلك الجمال بضاعة رخيصة يتناولها كل من هب ودب، وحتى المرأة عندما تتزوج ستكون بنظر زوجها امرأة عادية لأنه اشبع رغبته من النظر الى السافرات اللاتي يبرزن جمالهن وجعلن منه بضاعة باخسة. 

فواجبنا ان ندافع عن الحجاب كونه فريضة من الفرائض التي اوجبها الله تعالى وان ننتصر للحجاب بالمقال وبالمواقف والإعلام وان ننصره بالمظاهرات وبالكلمة، وأن نشجع المرأة على ارتداء الحجاب والدفاع عنه فهو الذي يحافظ عليها من شر الأشرار، ويحفظ لها حياتها الزوجية ويجعلها مملوءة بالسعادة والفرح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف علي اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/09



كتابة تعليق لموضوع : حجاب المرأة جزء لا يتجزأ من هويتنا..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net