صفحة الكاتب : فاروق الجنابي

القاضي زايد شمخي الجليحاوي قمرا يببزغ في علياء مجلس القضاء العراقي
فاروق الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صحيح ان العراق كغيره من بلاد المعمورة يمتلك موروثا انسانيا ومجتمعيا وقيميا قد يتباين معها من حيث المساحة التي تختزنها الذاكرة التاريخية او ماتشظى منها على مراحل التاريخ الحديث لكنه في الجانب القانوني والقضائي يتخطى تلك المساحة ليرتقي الى الفضاء السامي لانه اول من اوجد منظومة التقاضي وحزمة قوانين التعايش السلمي في المجتمع الانساني  تلك القوانين التي تنتظم من خلالها حقوق الناس وتتساوى في رحابها واجباتهم ، فالقضاء العراقي ينتمي الى مدرسة الفقه الانساني الممثلة بعلي بن ابي طالب (عليه السلام ) الذي كان عنوانا للعدل ومفخرة للانسانية كيف لا !! وخيرمن شهد في حقه عمر الفاروق (رض) مرورا بمسلة حمورابي التي استقت فصولها من عدالة السماء لتكون اول ملحمة انسانية يصوغها ويقننها العقل البشري التي اصبح الانسان في حدودها غاية سامية ،مثلما كانت علامة مشرقة في تاريخ العراق واسطورة تحاكي الزمان عن ذلك المجتمع الذي حمل ابهى معاني التعايش السلمي رغم اشتداد وطيس التامرلتفكيكه ، وللحفاظ على موروثنا القضائي الممتد الى تاريخ نشاة المجتمع العراقي لابد من توافر بعض العناصر التي من خلالها يستطيع القضاء العراقي النهوض بدوره المنشود ومن بين تلك العناصر توفير الاجواء المناسبة والحماية اللازمة والاستقرار النفسي للقاضي ليتمكن من تحقيق العدالة المجتمعية لانه يحتاج الى مقومات الحماية اسوة بالاخرين من الناس ،فاول الغيث كان انشاء جمعية القضاء العراقي والخطوة الاولى في مسار النهوض بالواقع القضائي على ابهى صوره ،ومرجعية للدفاع عن حقوق القضاة في خظم تبعثر الحقوق والواجبات واختلاط الخيط الابيض بالخيط الاسود وكان للاستاذ زايد شمخي الجليحاوي القاضي في محكمة استئناف كربلاء الاتحادية دورا مهما في تاسيس هذه النافذة القانونية من خلال فضاء المقبولية التي يتمتع بها بين اقرانه القضاة في عموم العراق ،ذلك الرجل الذي طوى مساحة الليل بافق النهار باحثا بين اشواك الحياة عن ظلِ يحتمي به القاضي العراقي من مخالب الذين اشتروا الضلالة بالهدي وهو يدرك تماما ان المخاطر تحف به من كل حدب وصوب لكنه قد عزم الامر وتوكل على الله الذي كان حسبه ،منطلقا من عراقيته التي نهل نسائمها من آداب الحسين الانسان ،ليكون العراق بكل فضائه حاضرا في وجدانه ،كان الرجل لايسعى الى صفصفة الجاه او بناء مجد يخلده لانه يدرك ان العدل اساس الملك ولاملك يسمو على القضاء العادل ،نال ثقة اقرانه في بغداد والانبار وصلاح الدين والبصرة و كربلاء والنجف والسماوة والكوت مثلما وجد فيه قضاة العمارة والناصرية والديوانية وديالى وبابل انه لاينكسر امام الضغوط التي لاتريد للعراق ان ينهض فتم انتخابه بالدورة الاولى عضو مجلس ادارة الجمعية وبعد ان تيقن الجميع انه القاضي الذي لايمكن ان تأسره المناطقية ولاتحبسه الطائفية ولن يكون قشّة في رياح السياسة واهوائها  النرجسية فمنحوه ثقة الواثقين خطاهم ليكون قاب قوسين او ادنى من رئاسة الجمعية التي كانت من استحقاق القاضي المثقف سامي المعموري المشهود له بالعفة والانصاف ويكون الاستاذ القاضي زايد شمخي نائبا لرئيس الجمعية وانتخاب الاساتذة القضاة رافد المسعودي واحمد الهلالي اعضاء للجمعية وعضاء آخرين لم تسعفني المعلومة عن ذكر اسمائهم 0اني ادرك تماما ان الجميع سيكون عقلا هاديا وجسدا راشدا لما تقتضيه نواميس الحياة وما تستوجبه حلّتها وحرمتها وماتقتضيه ضروراتها مثلما سيكونوا سدّا منيعا بوجه من ابتاعوا ضمائرهم بالقدر الذي سيكونوا فيه مصابيح تنجلي من نورها عتمة الضلم وتدور في رحابها دورة العدل المنشود ولايسعنا الا ان نتقدم باسمى ايات التبريك الى الاستاذ القاضي سامي المعموري رئيس جمعية القضاء العراقي الرجل الذي عرفته ذي بأس شديد بوجه الخارجين على القانون ورحيما تتسامى في وجدانه نسائم العدل والى نائبه الاستاذ القاضي زايد شمخي واعضاء الجمعية الاستاذ القاضي احمد الهلالي الذي عرفته عن قرب باحثا عن فضاء يسمو في رحابه القضاء العراقي والاستاذ القاضي رافد المسعودي الطامح بان يكون العدل مرجعا ساميا في تقاسيم الحياة والى باقي اعضاء الجمعية لمناسبة تكليفهم بهذه المهمة الانسانية التي يسعى الجميع من خلالها بان يكون القضاء العراقي مستقلا وحصنا منيعا وعصيا على العابثين باقدار الناس والف تحية الى رئاسة محكمةاستئناف كربلاء ورئاسة محكمة جناياتها الاتحادية التي رفدت فضاء القضاء العراقي برجال نهلوا من فيض الحسين معاني الانسانية وكانوا نجوما سطعت في سماء العراق واقمارا بزغت في علياء مجلس القضاء الاعلى وتحية لكربلاء عاصمة الانسانية التي انطلقت من رحابها صرخات العدل وزفت هذه الكوكبة من رجال العدل الموشحين بشرف الانتماء الى هذا البلد العريق وهنيئا لصحافة العراق بهذا المنجز الذي ستنسحب ثماره على حماية الكلمة الحرة والاقلام النبيلة التي تسعى لبناء دولة المؤسسات المدنية                 

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاروق الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/24



كتابة تعليق لموضوع : القاضي زايد شمخي الجليحاوي قمرا يببزغ في علياء مجلس القضاء العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : فاروق الجنابي ، في 2013/07/18 .

الاخ احمد
بدأ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكرا لمروركم الكريم
اني متيقن ان الاستاذ القاضي زايد يتفاعل مع التحقيقات بروح لاتتغالب عليها العاطفة مدركا ان هنالك جريمة قتل لاناقة له فيها ولاجمل سوى تحقيق العدل الذي ننشده جميعا وبما تقتضيه نواميس المهنة وشرف الانتماء اليها واني اراهن على شجاعة الاستاذ زايد بما يراه مناسا في القرارات لاتحددها امزجة الاخرين
وثانيا ياأخي العزيز احمد ان هنالك على الطرف الاخر أناسا مفجوعين بصدمة ماجرى ، صحيح ان القتل يحصل في ثنايا العراق من شماله الى جنوبه ولكن الغرابة ياسيدي ان حصلت في اجواء شعبانية تطوف الملائكة فيها بعرين كربلاء الرجل الذي القى خلفه ازاهير الدنيا (هولاندا ) واشترى لنفسه نسائم كربلاء عاشقا ومغر ما وبارا لها
صدقني يااخي كلنا نتوجع من صرخات الظلم اينما حلت
وعرفانا بالعدل علينا ان نترك القضاء يبحث عن دقائق الامور التي نستعين بها في تطبيق القانون الذي هو فوق الجميع
ولست منيبا عن القضاء في قولي هذا ولكني اجد ان لانتعاجل في الطرح ولندع كل شيء في مواضعه حتى يبزغ قمر العدل
وان لانتحامل بعضنا على البعض في محراب الظنون فشمس الحقيقة لن تحجبها الغرابيل
تقبل تقديري

• (2) - كتب : احمد ، في 2013/07/17 .

خلي القاضي زايد يطلع الناس الابرياء بقضية المدرب محمد عباس وحسب تصريحاته بان الجنات معرفين من خلال التحقيقات ولا يوجد مبرر لبقاء المتسبين الذين ليس لهم علاقة بالمشاجرة وان ابقاء هذا العدد قيد التوقيف لتضليل الحقيقه والقضاء


• (3) - كتب : فاروق الجنابي ، في 2012/06/06 .


الاخ الفاضل كاتب التعليق احييك تحية الاخوة والعرفان واشكرك على قراءة مقالي ولكني لااملك وسيلة للرد سوى ان حسبي الله ونعم الوكيل لانك نسبت لي مقالا ذكرت انه يحمل اسما مستعار واود ان اطفأ ثورة غضبك اني لن اسمح لنفسي ان تتخفى وتحت اي عذر باسماء مستعارة او اختبيء خلف متاريس الشبهات لانني ولدت حرا وجميع مقالاتي تحمل توقيعي وبذات الاسم
ثم اني استغرب لماذا اخترتني لمقال لاادري عنه شيء
وهل كان استنتاجك بعائديته من خلال تطابق ارقام سريه او استند على حاسة اللمس
وسؤالي اليتيم اليك الم تكن انت الذي يختبيء خلف الرموز
ولاادري اي موضع من مقالتي التي اخص بها الاستاذ زايد قد استشاط غضبك
واضيف اليك ان العمر تجاوز الخامسة والخمسون وليس فيه محطة للتملق ولا تقوى يداي الربت على اكتاف الاخرين
وازف لك بشرى انني قبل هذا المقال لااعلم عن الجمعية اي شيء ولذلك ليس من حقي ان اتعرض عليها لا بالخير ولابنقيضه وذكرت في مقالتي انه الجمعية ستكون بطاقمها الجديد الخطوة الاولى للنهوض بمسؤولياتها المهنية لاني اعرف الاخ الاستاذ زايد ومقدار مقبوليته بين الوسط القضائي وكذلك السادة والاعضاء الذين اوردتهم بمقالي ومايمتلكونه من مهنية تمكنهم جميعا من اتمام رسالتهم بما تقتضية نواميس الحياة
وكل ما امتلكه في وجداني هو التقدير والاجلال للقضاء العراقي الذي نتباها جميعا بمصاديقه
ولاادري ياسيدي الكريم لماذا حشرتني مع ذلك الطلفاح انا مستغرب مثلك
يشرفني ياصديقي ان احمل اسمي وكنيتي اللتان يلازماني منذ وطأة قدماي هذه الدنيا الغريبة وحتى التقي الله بما كسبت يداي
واتمنى ان تتصفح مقالاتي جميعها مثلما اتمنى يااخي ان لاتتعجل في توجيه رشقات الاتهام لي ولغيري لمجرد الشك
وختاما انتهز مناسبة عيد ميلاد سيد البلغاء وامام الفقهاء علي بن ابي طالب عليه السلام لاهنئك ونفسي والثقلين جميعا ادعوا الله الذي لاتغفو عيناه ان يطهر انفسنا من الرجس والغيبة وان نتعلم من صبره لانه قدوتنا في الحل والترحال واتمنى ان لااكون قد تسببت لك بومضة حزن

• (4) - كتب : المحامي ، في 2012/06/05 .

بسم الله الرحمن الرحيم
السيد ا .س . ر ) سبق وأن نشرت مقالك على موقع العدل نيروز وتهجمت فيه على جمعية القضاء العراقي بشتى الألفاظ النابية ووصفتها بجمعية خير الله طلفاح .. وكم كان جميلا ولطيفا لو انك انتقدت هذه الجمعية نقد بناء ايجابي خاصة وأنت تكتب في موقع محترم يخص رجال القضاء والقانون وهم مفكرون ويمثلون نخبة المجتمع .لذا نقول لك
إن أعضاء جمعية القضاء العراقي انتخبوا من قبل صفوة الرجال ألا وهم القضاة العراقيون المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والشجاعة في انتخابات حرة ونزيهة ولم يفرضوا على الوسط القضائي من احد , ولا نخفي اننا في البداية استغربنا من تهجمك غير المبرر على جمعية القضاء رغم مضي أيام على مباشرة أعضاء مجلس إدارتها بأعمالهم,ولكن بعد أن تعرفنا على شخصك من خلال أسلوب كتابتك وطريقة تهجمك على الآخرين, بطل عجبنا . فأنت مزمارا كنت للسلطة ومازلت وعشت عمرك في خانة المصفقين لطلفاح وابن أخته, وأنت وان كنت محسوبا على الوسط القانوني ظاهرا, إلا انك لم تشعر يوما بأنك من هذا الوسط لأنك تشعر دائما بأنك دخيل على هذا الوسط ولا مكان لك بين نخبة المجتمع, لذا تختبئ في كل مرة تحت أسماؤك المستعارة الوهمية , ودليلنا على ذلك هو انه لا احد يطعن في جسده أو جسد توأمه خاصة وان منصب أعضاء جمعية القضاء العراقي هو منصب فخري ليس فيه أي امتياز مادي أو نفعي كما هو حال المناصب العامة اليوم . كما إن من أهداف الجمعية حسب نظامها الداخلي المحدد في نص الفقرة4 و5 من المادة الرابعة , هو دعم القدرة المالية للقضاة وجعل رواتبهم مجزية وتتناسب مع المتغيرات الاجتماعية والعمل على توفير السكن اللائق لهم ونصت الفقرة 1و2و3 من ذات المادة على التأكيد على الحصانة القضائية للقضاة وتعزيز مبدأ استقلال القضاة وبالتالي كان عليك أن تقرأ النظام الداخلي للجمعية قبل التهجم عليها.... وبعدها نوجه لك هذا السؤال لتجيب عليه أمام كل رجال القانون والقضاء العراقي , أين كنت من مجالس إدارة الجمعية والجمعية منذ تأسيسها في عام 2006 ولحد عام 2012 للدورات الثلاث السابقة ؟ وهل تستطيع أن تذكر ما قدمته الجمعية طيلة هذه السنوات الماضية بمجالس إدارتها الثلاث ؟ أعطني هدف واحد تحقق من أهداف الجمعية المحددة بنظامها الداخلي .؟ اسأل لماذا يا أخي هذا التهجم ؟ ألم يكن حريا بك أن تنتقد رؤساء وأعضاء مجالس إدارة الجمعية للسنوات الماضية ؟والتي لم يكن لها اثر أو نشاط سوى بداية كل سنه حينما يرد تعميم من رئاسات لاستئناف بدفع بدلات الاشتراك ... وأخيرا نشكر كل انتقاد بناء مؤدب هدفه تقويم عمل الجمعية وأعضاء مجلس إدارتها المنتخبون , فلسنا بالضد من ذلك وسنتقبل ذلك برحابة صدر وكما قيل الشجرة المثمرة ترمى بالحجر لكن نتمنى أن تكون اليد التي تقذف الحجر نظيفة وغير ملوثة برشا السلطان وان تكون غاية القذف الثمر وليس الغل والأحقاد أو ترضية السلطان .... والسلام عليكم.





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net