صفحة الكاتب : علي ساجت الغزي

إنصاف المطلقات...اسباب وحلول
علي ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في محاولة لتخفيف حدة نظر المجتمعات العربية الى المرأة المطلقة، سعت بعض القنوات الفضائية العربية التي تدار من قبل دول غنية وكبيرة كـ" MBC" وغيرها الى تسليط الضوء على قضية الطلاق ونسبته المتزايدة في الشارع العربي، اذ تشير اغلب الدراسات الى تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية بصورة ملحوظة، فضلا عن رواج زواج الخليجيين من الاجانب وبالاخص بلاد الشام مثل سوريا ولبنان، يعود هذا الرواج الى قضايا كثيرة اهمها تواضع المهور والفارق الكبير بين مستوى الجمال، والأهم من هذا وذاك نظرة الرجل الخليجي الدونية الى بنت بلده المحرومة من ابسط الحقوق سواء كانت زوجة او أم او بنت، وتنتهي اغلب الزيجات في دول الخليج للطلاق.

في الدخول الى عالم المطلقات وبالاخص في مجتمعنا العراقي نلحظ قسوة شديدة ونظرة خاصة تجاه المطلقة، تصل الى خجل الاهل والاقارب، مع ان الطلاق نافذة للرجل والمرأة تكون بمثابة حل أوحد لاسباب كثيرة تنتهي الى رغبة الطرفين في عدم التواصل، وهو مشرع ومعروف وطريقة مثلى للتسريح، لعل اكثر ما تعانيه المطلقة نظرة المجتمع لها، ولأن هذا الموضوع طرق مرات عدة ولا اعلم اذا ما ساوفق في ايصال شيء جديد غير ما ذكر ام لا.
اغلب الزيجات في العراق تقليدية، حتى الزواج عن حب، والتقليد هنا له عدة فروع، منه الاختيار، أي ان يقوم الاهل في اختيار الزوجة نزولا عند رغبتهم ومشاهداتهم لا رغبة الشاب، والشاب يعيش هاجس ضرورة الزواج وحاجته لانها غريزة تحتاج الى اشباع فتجاوز بعض الضرورات في الطرف الاخر واردا، كذلك المرأة تعيش منذ نعومة اظفارها هاجس العنوسة عن طريق الأم او الجيران او المحيط الذي تنتمي اليه، الرجل والمرأة يقبل كل منهما الاخر، غالبا لتلك المخاوف حتى مع وجود خلل في احدهما يتغاضى عنه فالحاجة تعمي الاثنين للوصول الى الهدف الذي ينتشلهما من حياة الأرق واللاستقرار، فهما لا يرون ولا يسمعون وهذا واقع يلتفت اليه بعد الزواج وبعد انقضاء الاشهر الاولى ما يكون عاملا مساعدا للانفصال ثم التفريق.
ثانيا، المستوى الاقتصادي لاحد الاطراف رجلا كان او امرأة، فالغاية من مثل هذه العلاقة ان يسعد طرف على حساب الاخر، وان كان غنى الرجل اهون واكثر قبولا للاستمرار، فالغني حين يتزوج من فتاة فقيرة ليس كقبول العكس، فلو كانت الفتاة غنية والرجل فقير فنهاية هذا الزواج الفشل وان استمر، مع مراعاة ان هناك علاقات زوجية مستمرة ولكنها غير ناجحة ومنهارة تعيش بحكم الانفصال، كذلك المستوى الثقافي، كالموظفة التي تتزوج من عاطل او عامل بسيط، دكتورة تتزوج من دونها في الترتيب الاكاديمي والعلمي طبعا، فضلا عن اختلاف البيئة والمناطقية، كالريف والمدينة وغيرها من الاسباب الكثيرة التي تهدد العلاقة الزوجية وتزيد نسبة الطلاق...
بعض الدول العربية اجرت بعض التعديلات على تلك العلاقة لانجاحها فأكدت على الاستقلالية لدوام الزواج، يستقل الابن في بيت خاص قريبا كان او بعيدا يعش حياته كيفما يريد بحرية تامة دون تدخل من احد، واعتبروه تذليلا لاهم العقبات التي تحول دون الاستمرار، وقد اثبتت التجارب الحياتية نجاح هذا الامر واشارت بعض الدراسات الى طول عمر الزواج المستقل سواء كان على مستوى البيت او المادة، عكس الذي يعش في كنف العائلة الكبيرة، كما اكدت على احترام فترة الخطوبة ومنح الطرفين فرصة التعرف غير ما معمول به في العراق لان احد الاطراف وخصوصا الرجل اذا ما وجد عيبا في شريكه يكون عرضة للمسألة من اهل الفتاة، على غرار ماذا وجدت بابنتنا وتركتها، وبنات الناس ليست لعبة في يديك، ناهيك عن نظرة المجتمع الدونية للفتاة حتى وان كانت صاحبة الرأي في الفسخ فتظل العيون تطاردها والتساؤلات وعلامات الاستفهام تكثر حولها وقد يقل حظها في تكرار الأمر.
لقد حث الدين على ضرورة الاختيار، اختاروا لنطفكم فان العرق دساس، والزواج ليس كما هو معروف بـ(القسمة) بل هو اختيار وتصويب، ولأنها علاقة تدوم سنوات طويلة وكما تسمى بـ(شريك العمر) وجب علينا مراعاة الاستمرار وعدم الانزلاق الغريزي فقط وتغليبه على العقل، العائلة لا تملك منفردة الرأي في قبول الشريك فإن ذلك يزيد نسبة المطلقات ولا البنت أو الأبن غير الناضجين كذلك لهما حق الانفراد في اختيار الشريك، وليس معنى ذلك فرض وصاية بقدر ما هو نقاش موصل الى نتيجة في موضوع مصيري مثل الزواج.
حظوظ المطلقة، مع انها انسانة محترمة ومقدرة ولها شخصية واستقلالية ورأي، حظوظها في العراق كمجتمع عشائري قبلي قليلة، وحتى تعيش دون منغصات عليها ان تفهم ان نظرة المجتمع لا تلغي اعجاب الاخرين، كما لا تتحول نظرتها الى الحياة بعين سوداوية يائسة، بل عليها صم اذانها عن جميع التقولات والاستمرار بذات النظارة والانوثة ولا تكون فريسة سهلة ومتاحة وممكنة للطامعين، وعلى المجتمع ان يدرك بأن الطلاق نافذة مشروعة ليست محرمة وعدم توافقية وانسجام بين طرف واخر، وهذه النظرة من قبل المجتمع القبلي كفر بتعاليم السماء وخروج عن القوانين السماوية التي التزم بها الانبياء وطبقوها.
ملاحظة: هذه المقالة نزولا عند رغبة فتاة عقد قرانها وطلقت قبل ليلة الدخلة لسبب ذكر في المقالة.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/25



كتابة تعليق لموضوع : إنصاف المطلقات...اسباب وحلول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net