صفحة الكاتب : عبود مزهر الكرخي

الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ
عبود مزهر الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العقود الماضية وبالتحديد من بداية الثمانينات من القرن طفت على سطح الأحداث ظاهرة مخيفة وخطيرة هزت العالم وهي نشوء ظاهرة الإرهاب وما فيها من قتل وعنف وأسالة الدماء وباسم الدين وقيم سماوية سامية عليا والتي كل الأديان السماوية وبضمنها الدين الإسلامي الحنيف براء منها ولا يمت لها بأي شكل من الأشكال وبراءة الأديان منها كبراءة الذئب من دم النبي يوسف(عليه السلام).
والملفت للنظر أن ظاهرة الإرهاب وما حوت من قيم وأفكار متعصبة ومنغلقة قد اقترنت بالدين الإسلامي وحتى بنبي الرحمة محمد(صل الله عليه وآله )ومن خلال قيام الإرهاب بالقتل بالهوية ورفع التكبير والصاق كل ما يقومون من جرائم وحشية بالإسلام ومن خلال حملة اعلامية منهجية ومدروسة غايتها تشويه الفكر الإسلامي وما يحمله من سماحة وفكر سامي عالي المضامين تم الصاق هذا الفكر الإرهابي بديننا الحنيف.
وللوقوف عند هذا الأمر المهم لابد من القاء الضوء على ماهية الفكر الإرهابي؟ وهل هو وليد الفكرة الحديثة ومنذ اواخر القرن الماضي كما أشرنا إلى ذلك ام قبل ذلك؟.
ومن هنا يجب الرجوع الى الوراء ومعرفة هل هذا الفكر المتطرف والمجرم هو موغل في القدم ومنذ بدايات الخليقة ومعرفة بدايات نشوئه، والحقيقة لو تعمقنا في التاريخ لوجدنا أن الفكر الإرهابي قد بدأ ومن نشوء الخليقة.
وقصة هابيل وقابيل هي توضح بداية الأجرام ومنذ ذلك الوقت في تطويع الشيطان في قتل الإنسان لأخيه الإنسان وبدم بارد حيث سولت نفس قابيل بقتل اخيه هابيل وهذا ما أشار اليه الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه حيث يقول { لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }(1). ومنذ هذه اللحظة بدأ الصراع بين قوى الخير وقوى الشر ولتكون قوى الخير هي القربان الذي يذبح على مذابح اعلاء قيم الحق والعدالة ضد قوى الظلم والباطل، ولتكون بداية العنف وسيلان الدماء وليصطبغ التاريخ باللون الأحمر الدامي ...ويستمر هذا الدم عبر التاريخ ومن أجل الاطلاع عليه نلاحظ أن العنف والقتل (الإرهاب) مستمر وبلا هوادة ويزداد عنف وقسوة ووحشية وكان ذلك ممثل بوجود سلطات حاكمة غاشمة تفعل أي شيء من أجل استمرار حكمها الظالم والطاغي ضد كل المصلحين والعباد الصالحين وبالأخص الأنبياء والرسل.
وتتضح هذه الصورة في نبي الله إبراهيم(عليه وعلى نبينا محمد افضل السلام)ومن خلال قيام الملك نمرود بمحاولة قتل النبي إبراهيم(عليه السلام)ومن خلال عمل أخدود كبير للنار ورميه بالمنجنيق إلى النار لأن النار التي عملها تحرق حتى الطير الذي يمر من فوقها في سابقة خطيرة تمثل مدى الوحشية والتي يحملها الحكام الديكتاتوريين والتي هي موجودة في كل زمان ومكان ولحد وقتنا الحاضر وبشكل أشد وأكثر وطأة من ناحية العنف والوحشية وهي قوى الشر والممثلة في دول الشر من أمريكا وإسرائيل ومن لف لفهم. وبلطف من الله ورحمته نجى الله جل وعلا نبيه إبراهيم(عليه السلام) من تلك النار حيث ذكر ذلك القرآن الكريم ليقول { قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ }(2). وكان من شدة النار أنها وصفها اناس بالجحيم ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه وجعل الذين كفروا والممثلة بقوى الشر من الطاغي نمرود ومن معه من الأخسرين ليؤكد على ذلك ويقول {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ }(3). وكان الرضا بقضاء الله وقدره هو السمة الغالبة في ما يمرون به الأنبياء والرسل من مخاطر وأزمات ، حيث تذكر الروايات أنه عندما تم رمي نبي الله إبراهيم على النار وبالمنجنيق فتلقاه جبرئيل في الهواء فقال: هل لك من حاجة؟
فقال: أما إليك فلا! حسبي الله ونعم الوكيل، فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار فإن خزائن الأمطار والمياه بيدي؟ فقال: لا أريد! وأتاه ملك الريح فقال: لو شئت طيرت النار؟ قال:
لا أريد! فقال جبرئيل: فاسأل الله، فقال: (حسبي من سؤالي علمه بحالي ) (4).
وكان هذا المسلسل مستمر عبر حقب التاريخ ومن خلال قصص الانبياء والرسل من خلال نبي الله يوسف(ع) وكيف تم القاءه في الغياهب الجب(البئر)ومن خلال أخوته ولتمثل مدى قوة الشيطان في إغواء البشر وانفسهم في عمل الشر وبكل ضراوة وشدة ووحشية ثم
ليتضح بعد ذلك في قيام الحاكمين بسجن النبي يوسف ولمدة سبع سنين وفي سجون قاسية وسجانين لا يعرفون الرحمة والشفقة، ومن اجل فعل ما يحرمه الله من فعل الرذيلة والفاحشة ولكن هذا هو حال الحكام وحتى من اعتبرهم في خانة الإرهاب هم يفعلون ما يحلو ويبررون ما يقومون باسم الدين والفضيلة وهو نفس ما يحصل عندنا في وقتنا الحاضر من قبل الدواعش وكل من ما محسوب على الإرهاب والقتلة والمجرمين من جهاد النكاح وحتى تبرير اللواط (أجلكم الله)وكل ما هو حرام وباطل وبعيد كل البعد عن الإسلام ولا يقر به جملة وتفصيلاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ [المائدة : 28].
2 ـ [الأنبياء : 68 - 70].
3 ـ [الصافات : 97 - 98].
4 ـ ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٣٦٥٨. منشورات المكتبة الشيعية. البحار: 71 / 155 / 170.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

عبود مزهر الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/15



كتابة تعليق لموضوع : الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : فوزي صادق
صفحة الكاتب :
  فوزي صادق


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net