شهيد المحراب أوصال ودماء عانقت شفار السيوف.. فإنتصرت
احمد الحسني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد الحسني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من قلاع مدارس الآيات وخزائن العلم ومعادن الحكماء والعرفاء تكون مدرسة القادة الحقيقين، أؤلئك الذين أذلوا السيوف وقهروا سلطة الخوف، فكان لهم التأريخ، قيادة ومسيرة لها صفحاتها المضيئة التي سطرتها صنائع رجالاتها، أنفسهم ودمائهم ومدادهم الدليل أليهم، أؤلئك الذين أيقنوا أن مابين مجدهم والخلود صهوة قدر، فتية ثائرة يرحلون ليولدون، لهم قصب السبق في المضمار، تناوشوا أطراف رداء الشرف عن أجدادهم من مدرسة الطفوف فنافلتهم الرجبية عزة أمة، قيادة ومسيرة سلبت من وجه الطغاة أبتسامة، ولم تبقي لعيونهم زهوة نصر، قد عفر تراب أقدامها سطوة الجبابرة، وجعلت منهم ركاما من سردٍ قصصيٍ مُخجل .
وعلى مر التأريخ، فأن مسيرة الوطن والأمة وزعاماتها الدينية وقياداتها صنيعة مدارس الآيات، قد قطعت أشواطا مستوحى حاضرها من ماضيها، وأن محطاتها متارس وخنادق وتكبير كما مسؤوليتها في صناعة الوعي، مسيرة تستند إلى القوة المتمثلة بقياداتها الشرعية العلمائية التي أوصت بها النخبة الطاهرة وجعلها في المقدمة، وأن ألإلتفاف حولها هو جوهر وأيدلوجية ألمسيرة، محذرة صفوفها من أبواق وأذرع تشوية وتمويه فكري، مشددة على اليقظة مغبة ضرب وعيها الرسالي وإبقائها جماهير منهزمة منهمكة في قراءة الطالع والتخدير بفناجين الساسة، فيما تتقلب هي بين أركان الكدر.
إنها قيادة ومحراب ونافلة سيدي، أريد لها أن تكون بحجم أمة، وقادرة على أعادة الثقة أليها بعيداً عن التضليل عبر ديمومة صناعة الوعي في الجماهير، فوضوح الرؤيا في زمن الفوضى أول الشروع في التغيير في أمة أرادها الطواغيت أن يكون لذيذ عيشها السبات، خاوية سقيمة تعتاش على ثمار ألفاظ خطاباتهم وجعلها في وعي هش، الفاظ خداعة يسوقونها بمسميات عدة وأهداف مفقودة ظاهرها لامع وباطنها خادع، وبما إن الصراع بين المحراب وبين الطغاة هو صراع مبادئ أمة وقيمها الرسالية الحقة منذ أول الرسالات، فقد كانت خارطة الطغاة هو التأسيس لفوضى طاحنة، عبر فتح منافذ جحيم حضارات مستوردة، ومن ثم جعل أجيالها صريعة إنتكاسات هائمة على وجهها في دياجير الجهل، معتمدين على ألوية من أدوات إعلامية ودوائر تبشيرية، تنسج من الوهم والزيف بأقلامها الرخيصة خطاب مخدر وأهداف ميتة .
من هنا كانت صناعة الوعي أول ركيزة تعتمدها قيادات مدارس الآيات ومتبنيات عملها الرسالي في جماهيرها وإن تواترت، ولابد للمسيرة أن تسلك متاريس العلم والفصاحة لضمان حصانتها من هجين الخطابات ولسلامة البناء العقائدي بين صفوفها وعدم إفراغ المسيرة من الداخل، والإنتقال بالمشروع الذي أوصت به قائدا عن قائد الى مراحله المتقدمة التي تتطلب مضاعفة التضحيات مازال الركن والمقام مدرسة القادة الحقيقين ومحرابها الرجبي الذي مازال يوقد على سور الغري جذوات وقناديل كربلائية من دمائه، دماء تعانق شفار السيوف، وتهتف بنداء الطفوف، وتعشق الحتوف حياة كرامة فتهزم الطغاة، فلابد للدماء أن تنتصر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat