صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

ماذا افرزت قمة 5 +1 وما هو دور العراق الجديد ؟
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اختتمت في بغداد جولة المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن مضافا اليها المانيا مع الجانب الايراني بعد يومين من المفاوضات الصعبة . واظهرت المفاوضات وكما كان متوقعا ان الملف الايراني معقد ومتشابك الجوانب ولايمكن ان توضع لة الحلول الجاهزة والنهائية بجلسة او جلستين ، علما بان لهذا الملف امتدادات فرعية وجانبية  كثيرة تتداخل في  اهميتها وحساسيتها بالنسبة لكل طرف من الاطراف المتفاوضة وخاصة الجانب الايراني والجانب الامريكي حصرا . اذن مفاوضات بغداد ينظر لها بعض الساسة في طهران بأنها اشبة ما تكون بسلسلة احدى حلقاتها الملف النووي وان هناك ملفات اخرى يمكن ان تطرح تتعلق بشؤون تهم المنطقة وما يحدث فيها الان .

 
قمة بغداد استطاعت حلحلة المواقف بين الجانبين وشكلت خطوة نحو الامام ، واعتبرت استمرارا للجهود التي تمت في اسطنبول .  واكدت وزيرة خاجية الاتحاد الاوربي كاثرين اشتون عقب انتهاء جولة المفاوضات تلك .. بان الجانبين يريدان احراز تقدم ويتفقان بشأن بعض الامور لكن ، بينهما  ايضا خلافات مهمة ، مشيرة في الوقت ذاتة " سنبقى على اتصالات مكثفة مع نظرائنا الايرانيين للتحضير لاجتماع اضافي في موسكو يومي 18 و 19 يونيو القادم ". وافصحت المسؤولة الاوربية عن وجود خلافات جوهرية بين موقف الطرفين حيال الازمة لكنها اشارت الى ان الجانب الايراني ابدى استعدادة للبحث في مسألة  تخصيب اليورانيوم عند مستوى  20 % وقدم طلبا يتضمن خطة من خمس نقاط تتضمن اصرارا  من جهتهم على ان نعترف بحقهم في التخصيب ، من هذا يلاحظ ان تمسك الجانبين بمواقفهما والتباعد في الرؤى والهدف حال دون التوصل لقرارات مهمة وملموسة . 
 
فيما اشار كبير مفاوضي الوفد الايراني سعيد جليلي في المؤتمر الصحفي ، ان استخدام الطاقة النووية السلمية وتخصيب اليورانيوم " حقنا المطلق " وهو تأكيد لما اطلقة الرئيس نجاد قبل اجتماع بغداد ومضمونة .. عليهم ان يعرفوا ان الامة الايرانية لن تتراجع ابدا عن حقها الجوهري في الملف النووي . وقالت مصادر اخرى في الوفد الايراني صرحت بان الطرف المقابل لم يلتزم بما اتفق علية في مؤتمر اسطنبول ، حيث اتفق على ان يكون اطار التفاوض على اساس معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وعلى اساس الخطوة مقابل الخطوة ، وان هناك غموضا في موقف بعض اعضاء الطرف الاخر في اشارة الى الجانب الامريكي عند طرح نقاط عدة ، وهو ما يمثل تراجعا عن ما اتفق علية في اجتماع اسطنبول . نستطيع القول ان المفاوضات كانت تتسم بالجدية في طرح وجهات النظر المتقابلة اضافة الى ان ملف يهم العالم والمنطقة لايمكن من ايجاد حلول مؤقتة او جزئية لة في هذا الوقت المكثف في الاجتماعات . 
 
اجتماعات بغداد  أعتبرت بنظر الكثيرمن المراقبين انها خطوة على الطريق الصحيح ، بالرغم من ان النتائج التي خرجت بها كانت اقل من رغبة المتفائلين  ، ونظر لها بانها آلية جديدة في التعامل بين ايران وبرنامجها النووي ومنظمة الطاقة الذرية الدولية ومجلس الامن الدولي على اعتبار ان التعامل من قبل العالم ومن خلال مجلس الامن قد هيأ فرصة كبيرة للنظربمطالب ايران وابداء المساعدة على تفهم ما تريد وفق ما تتطلبة توجهات منظمة الطاقة الذرية والامن العالمي بعيدا عن الهيمنة الامريكية المطلقة على هذا الملف وتفردها باصدار القرارات وفق ما يتلائم وسياستها واهدافها في العالم ..  والمقارنة بين الملف الايراني والاسرائيلي خير شاهد على الكيل بمكيالين تجاة قضية اسلحة الدمار الشامل . واجتماعات بغداد رسمت صورة جديدة للتعاون في المجال النووي ، والعراق بااستضافتة لهذة القمة الكبيرة في اهميتها ووزنها اصبح رقما كبيرا في فهرست الخارطة العالمية  للدول المهمة ويعكس  التقدم والقدرة على تهيئة مستلزمات النجاح للخطط الامنية واللوجستية . 
 
العراق كسب مواقع جديدة على الساحة الدولية من خلال المعطيات والمؤشرات التي  اثبتت نجاحة في  كسب ثقة العالم  بان بغداد كانت المكان الملائم لعقد القمة 5 + 1 والاعتراف باهمية دورة في المنطقة والعالم وما يمكن ان يلعبة في المستقبل . كما ان عقد المؤتمر بموعدة وبحضور جميع الدول المعنية اعتبر رسالة  لرفع رصيد العراق دوليا وتوطيد علاقتة مع دول كبيرة تقود العالم المتقدم ولها باع طويل في السياسة والاقتصاد والامن والتطور التكنولوجي للاستفادة من هذة العلاقة للمساعدة في بناء العراق الجديد . اضافة الى ان العراق قد ترجم توجهاتة السلمية مسبقا  من خلال النتائج المترتبة من انعقاد مؤتمر القمة العربية الاخيرالذي انعقد في بغداد وما تمخض عنة من قرارات تدعو لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل والتي تمثل مصلحة كل دول المنطقة وبذلك اصبح العراق يحتضن المشاريع السلمية في المنطقة عكس ما كان يمثلة من تهديد لامن المنطقة والعالم قبل 2003 . 
 
 
            رفعت نافع الكناني
refaat_alkinani@yahoo.com
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/29



كتابة تعليق لموضوع : ماذا افرزت قمة 5 +1 وما هو دور العراق الجديد ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net