هل أكملت رسالتكَ في الحياة ؟!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نحن الحالمون واقصد بكلمة ( نحن ) جميعنا ، انا وانت وهم ، نحلم بامتلاك الاشياء ، وحتى بامتلاك المقامات ، واحياناً نلهث حفاة العقول خلف غاية ما ، وسرعان ما نكتشف انها لا تساوي قشرة بصلة ، فنصاب بالاحباط ونشعر بقزميتنا بدليل اننا نعود لنحادث انفسنا ونقنعها بعدة حوارات هشة جداً .
الحلم المشروع ؛
نحلم ببناء اسرة ، ونفعلها و نخطط النظريات المثالية للمحافظة على هذا المنجز ، وتسير بنا الايام لنكتشف ان نظرياتنا كانت مقبورة تحت اقدام الواقع ، وان كل ماحصل معنا ترتيب من ترتيبات الاقدار ، ان كان النجاح حليف لنا انتفخت لنا الاوداج زهوا ، وفتلت لنا عضلات التباهي ، وان كان الفشل يطرق ابوابنا ويدخل ليتربع على عرش تهديم نظرياتنا نلوذ بفكرة ان الاقدار تعاندنا ، ولا نملك شيئاً يسعف خيبتنا ، ونعاود الاحلام علها تطوف سمائنا .
حب الذات ؛
جميعنا نعش ذواتنا ،حتى المرآت اشتكت لفرشات تصفيف الشعر ، هندامنا و عطرنا المميز الخلاب ، ملك خاص بنا ، ونعتقده بصمة قوية تضاف الى بصمة شخصيتنا ، فهل ياترى في خلواتنا رأينا هذا الجسد وهو عاري كم هو ضعيف ، وكم هو يستحق الشفقة ، فايروس صغير يجعل الادوية تمزق الاوردة و الشرايين ، ونظراتنا الى طبيبنا بتوسل فيها من الجبن الشيء الكثير ، فهل تستحق هذه الحياة كل هذه التنازلات ؟.
فرق بين الاحباط وبين ان تكتشف انك بلا حول وقوة في كل مراحل حياتك ، بعد ان يعلو الشيب في مفارق الرؤوس ندرك قرب الاجل ، ونحاول ترميم انفسنا من الخارج ، ونهمل دواخل الروح ، هذه الروح المسكينة التي تحملت كل مراحل العمر ، لقد انهكناها برعونتنا ايام الطفولة ، وفي شبابنا حملناها ما لاطاقة لها به في نزقنا ، وفي ايام الكبر نريد تهذيبها لتكون وقورة صالحة محترمة ، وننسى كل ما وضعناه على ظهرها لسنوات طوال .
الخلوة مع النفس ضرورية جداً لنا ، ولا اقصد ان تكون بمفردك لتختلي بشخصك ، كلا بل الخلوة التامة مع فكرك وروحك التي في داخلك ، تلك الروح التي قاربت على الرحيل ، ان حدثتها عن بطولاتك واقنعتها بانك كنت صاحب الفضل في كل ماحققته وانك كافحت و ناضلت من اجل كل ماصنعته في حياتك ، هنا تكون انت اكبر كاذب ، وان اخبرتها ان الفشل و سوء الحظ كان خلف كل اخفاقاتك ، وانك حاولت مراراً وتكراراً ان لاتصل الى هذه النتيجة ، لكن الاقدار كانت لك بالمرصاد ، وسوء الطالع كان لك رفيق ، هنا انت ايضا كاذب .
قل الحقيقة ؛
الحقيقة اننا لانملك شيء في كل مامضى لنا في الحياة ، نحن لسنا سوى مكائن كانت تعمل وفق ما صنعت من اجله ، نحن لسنا فلتات من فلتات الزمن ، بل نحن افات استهلاكية ، نعشق ذواتنا لدرجة نسيان ماهيتنا ، وكل افعالنا كانت لزاماً علينا ان نفعلها ، وما نجح الناجح الا لانه ناجح وما فشل الفاشل الا لانه فاشل ولا دخل لنا نحن بفشل او نجاح ، ولم يكمل احدا منا رسالته ، والسبب اننا نعيش بلا رسالة حقيقية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat