صفحة الكاتب : عبد الحسين بريسم

الشاعر حيدر الحجاج النقد عموماً لايستطيع مواكبة المشروع الشعري العراقي سواء اكان ادبياً او ثقافياً
عبد الحسين بريسم
 اكد الشاعر حيدر الحجاج على ان ثمة توهج شعري كبير في ميسان الآن وهذا عائد بطبيعة الحال الى حقيقة مهمة مفادها ان شعراء ميسان قد استلهموا الحداثة الشعرية بكل طاقتها واعني بهذا قصيدة النثرواضاف في حوار  لا يخوا من الاشكالات والتشكل   ان ولوج الشعر هو ولوج إلى منطقة الدهشة وكيمياء الكلام وانفتاحه إلى مديات مأهولة  باللاوعي ذات أفق واسع يلقي بظلاله على المخيلة بما شاء من تراكيب تصب في صالح النص  وهنا نجد ان الصراع الذي يهيمن على الشاعر هو صراع بمثابة افتتاح الذروة الأولى للنص سالته اولا
 
1-            تأخرت كثيرا في إصدار مجموعتك الشعرية الأولى لماذا
في خضم الاحداث التي واجهت جيلاً دارت عليه عجلة الحروب وطحنته مسننات الحياة القاسية ، حيث الوأد للذات العراقية والخوف من المجهول ...كل هذه التراكمات التي حلت؛ من طواغيت لا شأن لهم بما يتلوه المثقف من تداعيات تجسد مصطلحات النص الشعري الحديث واقصد به قصيدة النثر التي شغلت هواجسنا وحياتنا التي فركتها تلك الحروب ، كان لابد ان تتأخر المجموعة الاولى وهي (لاشيء لظهيرتي ) التي صدرت بجهود من منتدى عين الثقافي انذاك ، ولا يزال التهميش الذي لحق بالمثقف العراقي قائماً ما دام هناك سياسيون لايعبأون بالمثقف وكأن المثقف العراقي هو سبة في هذا العالم ، ان مثقف الغرب يستطيع ان يبدع وان يستمر في عوالمه مادامت هناك دور نشر راعية لما يكتب وتصغي اليه وتراه بعين تصلح لرؤيته بأبعاده الحقيقية كمثقف له امكانية التغيير والتأثير في المجتمع الا اننا هنا نمشي وراء من يزمر ويطبل لأصحاب السلطة العمياء كما ان دار الشؤون الثقافية لا زالت حكرا على أسماء يعرفها الوسط الثقافي ولا أريد ان أشط اكثر في الحديث ،وفي التجربة الاخيرة لاتحاد ادباء ميسان بدورته الحالية ظهرت مجاميع شعرية وقصصية ونقدية وترجمات لنخبة رائعة من ادباء ميسان وذلك بجهود مثمرة من قبل الاتحاد وقد صدرت مجموعتي الشعرية الثانية (أمارة العمى) من رحم مشروع تبناه اتحاد ادباء ميسان بالتعاون مع مجموعة من المانحين افرادا ومؤسسات كان ابرزهم  الاستاذ المهندس محمد شياع السوداني وزير حقوق الانسان ،لذا كان حريا بنا ان نرفع قبعاتنا لمن ساهم وفعّل هذا الانجاز الذي كان رهينا بأدراج رفوف اكلها الغبار .
2-            ماذا يحدث في الشعرية الميسانية الان
ثمة توهج شعري كبير في ميسان الآن وهذا عائد بطبيعة الحال الى حقيقة مهمة مفادها ان شعراء ميسان قد استلهموا الحداثة الشعرية بكل طاقتها واعني بهذا قصيدة النثر اذ ان قصيدة النثر – وعلينا ان نعي هذه الحقيقة دائماً- قد حاز ريادتها العراقية وبوقت مبكر جدا شعراء ميسان ، فمثلاً بواكير الاصدارات الشعرية على مستوى العراق كانت في ميسان على يد شعراء الريادة الاولى وهم الشاعر علي عيدان عبد الله الذي اصدر اولى مجاميعه الشعرية النثرية عام 1974 من بيروت والشاعر جابر محمد جابر الذي اصدر مجموعة قصائد نثر عام 1976 والشاعر والناقد محمد قاسم الياسري الذي اصدر مجموعته الاولى في العام 1978 .. والى هذا ارمي الى ان مسألة استلهام روح الحداثة والانغماس في تنظيراتها الشعرية كان في ميسان في اوج توهجه سابقاً ومتجاوزاً بهذا الكثير مما كتب ودون من قصائد في عموم العراق.. ولذلك فان مايحدث في الشعرية الميسانية – على حد تعبيرك – هو بلوغ اوج حالات التوهج والتفوق الشعري خلافاً لما يحدث في المشهد الشعري العراقي الذي يعاني نكوصاً غريباً يستحق الوقوف عنده اكثر من وقفة والذي حدا ببعض الاصوات النقدية العراقية الاعلان عن موت الشعر وبداية عصر السرد الحديث.
3-            أجد ان اغلب شعراء ميسان يكتبون قصائد متشابهة هل هو التقارب في المشروع الشعري الميساني ام ماذا؟
 
لربما لا اتفق معك في هذا اذ ان هناك تجارب مهمة اشار اليها المعنيون من شعراء ونقاد، لكل شاعر تجربته وخزينه الثقافي ،قد يرد ذلك في نصوص لاتعد على الاصابع وهذه ليست اغلبية كما تعتقد بل حالات نادرة وقد شخصت من قبل الوسط الثقافي الميساني ، وقد يعود سبب ذلك ان التأثير موجود أصلا فالاحتكاك والقراءة يولدان التأثير لكن ان تشتغل بآلياتك ومعرفياتك فذلك أمر هين لا يصعب تجاوزه ، لكل منا نسقه الخاص وأفكاره التي تتوالد مع مجريات الأحداث الآنية التي نعيشها فالشاعر وليد الأرض بما يمتلك من أحاسيس ومشاعر تتفاعل مع ما يجول حوله لأنه العين الثاقبة التي ترى ما لا يراه الآخرون بعين أخرى .
 
4-            من هم شعراء جيلك
اعتقد ان تركيبة هذا الجواب معقدة وسوف تحيلنا الى اشكال جيلي حسب ما اظن ، لكن كل الشعراء الذين ابهرتني قصائدهم هم  ابناء جيلي انطلاقا من اول قصيدة قرأتها وانتهاءً بأخر نص سوف اقرأه لما يتركه من اثر في مخيلتي وتجربتي المتواضعة وتبقى مقهى نوشي هي الجواب وانت تعلم ذلك .
5-     كيف تكتب القصيدة ولماذا
 ان ولوج الشعر هو ولوج إلى منطقة الدهشة وكيمياء الكلام وانفتاحه إلى مديات مأهولة  باللاوعي ذات أفق واسع يلقي بظلاله على المخيلة بما شاء من تراكيب تصب في صالح النص  وهنا نجد ان الصراع الذي يهيمن على الشاعر هو صراع بمثابة افتتاح الذروة الأولى للنص حيث تكمن  أنعطافة النص للسيرورة الولادية التي تحط بركابها عند المحطة الأولى وهذه أحد أسرار النص فالدربة والمران الشعري وثقافته المسجاة على الورق، أي شاعر تبدا فعاليتها بالاشتغال إذا لا تقف عند حد مطلقاً ، والمرحلة الثانية هي مرحلة التدريب وهذه مرحلة شائكة للتحولات العائمة التي تعصف بالنص أحيانا فأما تحيله إلى رماد متناثر أو ترد به إلى مصاف النص الحقيقي الذي يكتمل فنيا من كافة الجهات ويكون ذا أركان متكاملة الأبعاد  ان صح التعبير هنا إذ لا يقتصر التدوين عند مرحلة واحدة يقف عندها ، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الكتابة على أساس تكامل الوعي وتعد هذه المرحلة هي المرحلة النهائية لاكتمال الأدوات الفنية للنص بعدها يبدأ النص الأخير على الورق كنص متكامل فنيا وذهنيا وأيدلوجيا ، 
7-            هل حققت مشروعك الشعري
في الأفق القريب سوف تصدر عن دار ميزوبوتاميا مجموعتي الشعرية الثالثة بعنوان ( عن الوردة التي تطيح بحياتي ) وهذا ليس اخر المشوار اذ ان هناك ثلاث مقتربات وهي العائلة الوطن والاصدقاء تعمل في مشروعي الشعري على حد سواء ولا اعتقد ان تلك المقتربات سوف تنتهي فهي تأكل وتشرب معي على الدوام لذا فان مشروعي مازال في مرحلة النضج ان صح التعبير ، 
 
8-            النقد الثقافي في ميسان هل واكب المشروع الشعري
النقد عموماً لايستطيع مواكبة المشروع الشعري العراقي سواء اكان ادبياً او ثقافياً وهذا عائد الى كثرة النتاج الشعري العراقي (غثه وسمينه) يقابل هذا ندرة الاصوات النقدية العراقية – فكيف والجادة منها على وجه الخصوص- الا انني لا يمكن ان أجحد ريادة ميسان لمشروع النقد الثقافي الذي اهتم بالسردية العراقية اكثر من اهتمامه بالشعرية العراقية وهذا برأيي عائد الى طبيعة النقد الثقافي نفسه وليس قصوراً في نقاده ، لأن الشعر بجمالياته وبلاغياته واقتصاده وتكثيفه ومجازاته ... الخ يصعب على النقد الثقافي اكتشاف الانساق المضمرة الشغالة مع النص، وهذا من اهم تقنيات النقد الثقافي على الرغم من ان نقادنا قد تجاوزوا ذلك الآن بالبحث عن الانساق المعلنة وارتباطها بلاوعي الكاتب واسقاطاته الثقافية على وجه العموم.. من هنا لابد الاشارة الى مسألة جوهرية جدا وهي على الرغم من صعوبة التعامل مع انساق الشعر المضمرة فهذا لايعني ان النقد الثقافي عجز عن تقصيها وتناولها ، لأن الشعر وثيقة قبل ان يكون صورة من الجمال المحض، الا ان القضية هي قضية مواكبة لا اكثر ، اذ كيف تفسر تخصيص الهيئة الادارية لاتحاد الادباء والكتاب في ميسان الدورة الاولى لمهرجان الكميت الثقافي لمحور الشعرية العراقية المعاصرة واسئلة النقد الثقافي.. وقد نجحت اغلب البحوث المكتوبة في المهرجان في كشف الانساق المضمرة في الشعر العراقي وهذه معاينة ثقافية خالصة، من هنا اكرر ما اعتقد به دائماً ان مواكبة أي مشروع نقدياً – سواء اكان شعريا او سرديا – يتطلب زيادة عددية نوعية نقدية لنضمن الحد الادنى من مشروع المعاينة النقدية الكبرى الذي نؤمن به دائماً.
 
9-            الاعلام والشعر ايهما اكل من جرف الاخر عندك
حقيقية ان الاعلام اخذ من جرف الشعر الكثير لكني ما زلت انبض بالشعر واتنفسه فهو الخطوة الاولى التي سلكتها وانا مدين له بالكثير لذا لن يفي أي اعتذار مني حتى اكمل مشواري معه ، ولا اخفيك ان هناك قصائد ومدونات لازالت رهينة الادراج افكر في مشروعها كنصوص تعني تلك المرحلة التي جرفتني ومن اسبابها ضنك الحياة والتزامتها الاجتماعية فنحن نعيش حياة بعيدة عن الترف وقريبة من البؤس قرب الحاجب عن العين 
10-        ماذا تريد من الشعر
ان اكتبه بصدق وافنى فيه وان يكتبني كما اكتبه بعمق تلك الحارات التي ذبنا فيها في زمن السبعينات، وان اتجول في مدرستي واعود الى ذاكرة الطفولة الحرية بتلك البراءة فانا ملوث الان ملوث بفناء الذاكرة التي هُدمت وملوث بأبجديات قمع السلطة وافرازاتها وملوث لاني لااستطيع البوح لحبيبتي وان اكتبها في النص خشية ان تهاجمني الكوابيس .
11-        علي سعدون وجيله كيف تنظر اليهم
باسقون باسقون باسقون..... وقد تعلمت منهم الكثير ولا زلت اتعلم وهم تجارب مهمة في الشعرية العراقية لما قدموه في خضم تجارب عديدة اخذت في الافول وضمرت مع النسيان  
12-        العمل في اتحاد ادباء ميسان ماذا  قدمت وماذا قدم اليك
في هذه الدورة التي انجزت حلم ادباء ميسان وهو مهرجان الكميت الثقافي والذي يتمنى الجميع ان يكون تقليدا سنويا لما تمتلك ميسان من مكانة ادبية يمتد تأريخها لماضيها وحاضرها الحافل بالانجازات والاسماء الكبيرة التي خرجت من ابط تلك المدينة المعطاء  وفي ظل الاصدارات التي وصلت للاصدار السادس عشر كما اشرت سلفا اعتقد ان قولي لايضاهي ما اشاد به ادباء العراق لما تمتلكه الهيئة الادارية اولا من سمعة رفيعة وبجهود مبدعي الهيئة العامة بتظافرهم الدؤوب على رسم سياسة تقول ان ميسان تستحق ان تكون عاصمة الثقافة العراقية  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسين بريسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/29



كتابة تعليق لموضوع : الشاعر حيدر الحجاج النقد عموماً لايستطيع مواكبة المشروع الشعري العراقي سواء اكان ادبياً او ثقافياً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net