صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

المطلوب إسرائيليًا الأمن، ولا تحلموا بالسلام!
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان الشعار هو "الأرض مقابل السلام"، ثم أصبح "الأمن مقابل السلام"، فأسقطت الأرض، ثم تحول الى "الأمن ولا سلام"، فأسقطت الأرض وأسقط السلام. وهكذا هو الأمر اليوم في ظل مجموعة من الحقائق التي لا تدحض

1-الحكومة الإسرائيلية الحالية تعتبر الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من الكيان الصهيوني وهذا ما كان بالاتفاقيات الموقعة بين "نتنياهو" و"الصهيونية الدينية" التي قرّرت أحقية يهود  قوميات العالم المختلفة في كل أرض فلسطين. وما عبر عنه "نتنياهو" المراوغ بلا مواربة بالقول: أن لا أحد يستطبيع أن يمنع يهودي من البناء في "أرضه"!؟ والمقصود في ما يسمونه "يهودا والسامرة" أي الضفة الغربية من فلسطين.

إذن لا يوجد ألف ولا باء ولا جيم بالضفة! ولا اعتراف بدولة فلسطين تحت الاحتلال ولا يحزنون!

(أنظر: في 22 نوفمبر 1974، حيث صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3236 بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة في فلسطين. كما اعترف بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحها مركز مراقب في الأمم المتحدة. وتبنت الأمم المتحدة تسمية «فلسطين» لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1988 اعترافاً بإعلان الاستقلال الفلسطيني، لكن الدولة المعلنة لا تتمتع بعد بوضع رسمي داخل النظام. وفي يوم الخميس، 29 نوفمبر 2012، بأغلبية 138 صوتا مقابل 9 أصوات (مع امتناع 41 عضوا عن التصويت)، اتخذت الجمعية العامة القرار 67/19 الذي يمنح فلسطين مركز «الدولة المراقبة غير العضو» في الأمم المتحدة.)

2-تطور الأمر في مدينة القدس (التي أعلنها نتنياهو من سنوات عاصمته الأبدية من 4000 عام مضت! كما قال، ووافقه على الأمر صاحب صفعة القرن والمنبوذين من الأمة منذ العام 2020م) الى التهويد الكامل بالطرد والقتل والاعتقال، وهدم المنازل وتزوير وسرقة الأرض والبيوت والاعتداءات التي لاتتوقف على المسجد الأقصى وتغيير كل المعالم والأسماء، وتواصل مشاريع البناء بالآلاف بالقدس، وبالمستعمرات حول القدس، وتواصل فعل بناء الوهم والخرافة المسماة الهيكل.

3-من الواضح -بناء على اعتبار أن الضفة الغربية جزء من"اسرائيل"- فإن البناء   للمستعمرين يصبح سياسة يُحضّ عليها ولا يستطيع أحد أن يمنعها.

(أنظر: قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334، المعتمد في 23 ديسمبر 2016، حيث: حث المجلس على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ونص القرار على مطالبة "إسرائيل" بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء "إسرائيل" للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967.")  

4-تطور عمل المستعمرين/المستوطنين ضد الفلسطينيين من الاشتباك اليدوي وإحراق الأشجار أوقطعها أوطرد المزارعين والرعاة من أراضيعهم، ومنعهم من البناء وهدم البيوت الى القتل المباشر والإرهاب المدمّر، والحرق مثل حرق (الحرق الشهير الاول لآل الدوابشة في قرية دوما-نابلس عام 2015م ثم اليوم في 26/2/2023م حيث حرق المستعمرون الارهابيون في حواره-نابلس 100 سيارة و35 منزلًا، وخلفوا شهيدًا وعشرات الجرحى).

أي تحول عمل المستعمرين الى عمل عُصابي منظّم ومدفوع الأجر عبر مجموعة من العصابات الإرهابية المدعومة والمحمية من الحكومة الصهيونية، التي تعيث إرهابا بالضفة وفي القدس بل وفي فلسطين الداخل، حيث يتم الاستعانة بهم وكأنهم يمثلون "الجيش الشعبي" أو "الحرس اليهودي" أو بما يريد تطبيقه العقل المؤدلج "سموتريش" وشرعنته باعتباره "الحرس الوطني" لليهود.

5-يتعاضد عمل المستعمرين الإرهابيين مع قوات الجيش، ومع الكهنة أصحاب فتاوى امتلاك الأرض، والقتل والعنصرية والفتك بغير اليهود حتى الأطفال منهم، كما هو واضح منذ تمركز عُتاة الكهنة الدينيين في مستعمرات الضفة، امثال اسحاق شابيرا، ويوسيف اليتسيور صاحبا الكتاب الإفتائي التحريضي شريعة الملك، وحاليًا بدعم كامل من المستوى السياسي الصهيوني.

6-قالت صحيفة هآرتس في 27/11/2022 "أن تولي "سموتريش" مسؤولية الإدارة المدنية سيقود إلى توسيع المستوطنات، وتشريع البؤر الاستيطانية غير القانونية]كل المستوطنات غير قانونية[، مع ارتفاع في تنفيذ أوامر هدم المنازل والمباني والمنشآت الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية، وتعزيز الفصل والتمييز لصالح المستوطنين على حساب الفلسطينيين . وها هو الإرهابي "بن كفير" يحقق حلمه وزمرته، والوزيرالإرهابي "بتسلئيل سموتريش" يتولى منصب الحاكم العسكري للضفة الغربية، فكيف أصبح الوضع؟

7- رفض الفلسطينيون المفهوم الإسرائيلي-الامريكي "الأمن مقابل السلام"! منذ خارطة الطريق عام 2002م فكيف يقبلون اليوم الأمن مقابل اللاأمن أصلا! أو الأمن مقابل الأكل والهواء المقنن!؟

8-الوضع الصريح الآن أن:

 1-الإسرائيلي لا يعترف بالفلسطينيين شعبًا، مطلقًا. (لا بالحقوق التاريخية ولا القومية ولاالسياسية، ولا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة حقًا للشعب الفلسطيني، ولا غيرها)

 2-لا تعترف الحكومة الإسرائيلية، والأيديولوجية الدينية الأسطورية القائمة بأية مساحة من الأرض للفلسطينيين، فهي تعيش خرافات الأسفار التي سقطت تاريخيًا.

 3-ويعتبر الإسرائيلي أن مُلاك الأرض العرب الفلسطينيين غرباء في "أرض إسرائيل"، وعليهم العيش كخدم أو مجرد حيوانات تأكل وتشرب وتشكرمالكها فقط، أوتطرد أو تقتل كما أراد  منظر العنصرية والإرهاب الجديد "سموتريش".

4- تقوم الدولة الصهيونية باحتواء القوى الفلسطينية والفصائل السياسية عبر السيطرة الفعلية على الضفة وقطاع غزة من خلال الاتفاقيات الصريحة أو ما تحت الطاولة بإدامة "التنسيق الامني" من قبل الطرفين معها حفاظًا على التهدئة، وصونًا للانقسام والانشقاق الفلسطيني الى الأبد.

5-يسعي الإسرائيلي -المنتفخ بأوهام العظمة والسيطرة والقوة- لأمنه فقط، مباشرة أوعبر تسخير الآخرين واستغلالهم سواء في فلسطين أو في الامة العربية، بلا أي التزام لا بأمن للآخر مقابله، ولا بسلام وبالطبع، بلا أي أرض.

في دراسة هامة للأخ عليان الهندي الباحث في الشان الإسرائيلي تحت عنوان: "مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية من وجهة نظر إسرائيلية" عام 2017م، خلص للقول "أن الموقف الإسرائيلي، أدخل مسيرة السلام وإمكانية التوصل لحل نهائي مع الفلسطينيين في مأزق عميق، سيؤدي إن عاجلا أو آجلا، إلى انهيار السلطة وتفككها. ما دفع المؤسسة الرسمية والأحزاب الإسرائيلية المختلفة ومراكز الأبحاث في "إسرائيل" إلى البحث عن خطط للمحافظة على الوضع القائم، خاصة إذا إنسحب الرئيس محمود عباس من المشهد السياسي".

بناءً على كل ما سبق يمكننا القول أن الإسرائيلي قد أسقط كل علاقة سياسية حقيقية مع السلطة الوطنية الفلسطينية، أو منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك الأمر مع  "حماس" وحكومة الأمر الواقع في غزة.

واقتصر التعاطي الإسرائيلي الرسمي معهما على صون أمن الاحتلال فقط لا غير، فلا اعتراف ولا إقرار بالآخر بتاتًا، لذا فإنه على المدى المنظور فإن الإسرائيلي يستدعي انتفاضة فلسطينية عارمة ضد هذا الاحتلال بما لا شك فيه، فهذا الشعب لايقبل بتاتًا انتقاص كرامته وحريته ولا يقبل سلب أرضه وحرق بيته وقتل أخيه، ولطالما ثار ولن يتوقف، والبدايات كثيرة والنهايات مُصانة بالإيمان.

أما على المدى الاستراتيجي فإن الحل السياسي بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي هو بالعودة فقط لأصل الموضوع: فإما صراع بدأ ينحو نحو الصراع الديني الفتاك، وهوصراع لا ينتهي إلا والنصرمهما طال الزمن سيتحقق لصاحب الحق، وإما الحل السياسي حيث تحقيق الاستقلال لدولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني، وبغير ذلك لا أمن ولا سلام ولا استقرار بل ريح عاتية وعاصفة وحريق لا يتوقف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/28



كتابة تعليق لموضوع : المطلوب إسرائيليًا الأمن، ولا تحلموا بالسلام!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net