صفحة الكاتب : عبد العزيز ال زايد

داء السلطعون 
عبد العزيز ال زايد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحديث عن حالة اجتماعية، لا علاقة لها بالجانب الطبي، فما هو داء السلطعون الذي نعنيه؟، في البداية علينا أن نتعلم من أخطاء الغير ولو كانوا سرطانات بحرية؟، ألا نتعلم من الجاهل ضرورة العلم؟، ومن الأحمق ضرورة التعقل؟، فماذا يفعل السلطعون لنحذر من تصرفاته الأنانية؟، من خلال المطالعات أدركت أن للسلطعون أو السرطانات البحرية حالة عجيبة تتفرد بها، وهي 

حينما توضع في صندوق، فإنها ستجذب للأسفل كل سلطعون يريد الخروج، وهكذا هم بعض البشر، يطؤون بأقدامهم كل زهرة ترنو للتفتح، فكم من مُفَوه ألقم حجرًا قبل أن يتكلم؟، وكم من مجداف كسر قبل أن يمارس تحديفه؟، أزعم أن للسلطعونات فيروسات تنتقل لبني البشر دون واسطة، فلماذا نسحق الأزاهير في بواكير مهدها؟ 

الحمد لله أنّ في مجتمعاتنا وبيوتنا الكثير من المبدعين على صعيد الجنسين، لكن السؤال: كيف نتعامل مع هذه المواهب الفتية؟، هل نرعاها وندعمها؟، أم ندعها في حال سبيلها؟، للأسف لهذا ولا ذاك، فالحقيقة المرّة التي نراها أنّ هناك دورٌ سلطعوني سلبي يُمارس تجاه المحيطين بنا؛ فلنتأمل ردود أفعالنا مع الأزاهير المتفتحة؟، أشاهد عدة نماذج مشرقة، ثم أرى أفولًا وانكفاءً لعطاءاتها، فأسأل ربّ الأسرة أو المسؤول عن سبب هذا الإنسحاب، فلا يفوه إلا بكلمة واحدة هي: "لا أدري"، بينما يرد صاحب العطاء والموهبة: "إنّ أبي هو السبب!!"، أو يشير بالملامة إلى الرئيس أو المتزعم للرعاية، نقول: "رُبّ كلمة خاطئة غيرت دفة الإبداع للهاوية"، فهلا تفكرنا قليلًا قبل الحديث؟!، ورد في الأثر: "لسان العاقل وراء قلبه، ولسان الجاهل مفتاح حتفه"، فلماذا نفتح أبواب الظلام ونطفأ مصابيح الإبداع بأفواهنا؟!، اللعنة السلطعونية متعلقة بنا، وأصبحت غدة سرطانية تتعملق لتدفع من حالق كل متألق، تمامًا كما تصنع السرطانات الحاسدة والحقودة، فلماذا لا نصحح المسار وندفع نحو المجد بأبنائنا وكل من هم حولنا؟ 

أتمنى أن أكون مخطئًا في التوصيف والتشخيص، ولكن تأملوا بأنفسكم لتشاهدوا الحالة السلطعونية تتقافز في مجتمعاتنا، في بعض الأحيان يكون الفاعل مازحًا أو ذو نية طيبة لا يقصد بمزحه الهدم، وهذا لا يعني أنّ المبتسم الساخر أو الضرير الطائش خارج دائرة الاتهام، ما دام في يده مشرط يتوغل في الأكباد. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد العزيز ال زايد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/03



كتابة تعليق لموضوع : داء السلطعون 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net