القائمة العراقية من القمة الى الحضيض
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تسترت القائمة العراقية بقناع الديموقراطية قبل الانتخابات الاخيرة , وبرمجة خطابها السياسي بلغة ديموقراطية مقنعة في اطار رائع في تصورها السياسي لكامل العملية السياسية , وسبل انجاحها وتقدمها نحو الافضل وذلك من خلال الاسترشاد
بقواعد العمل الديموقراطي واحترام الدستور , وصيانة حقوق المواطنيين والدفاع عن المحرومين في حقهم في الحياة الكريمة . وعبرت عن مساندتها ودعمها للرأي الحر والاعلام الحر بدون تدخلات من الجهات المعنية , وحذرت من المخاطر
الايغال في الطائفية , ونبهت الى استغلال الثروات المالية من عوائد النفط لصالح الشعب لتخفيف معاناته الاقتصادية .. وكان برنامجها السياسي طموحا في تطلعاته واطروحاته الواقيعية . ولهذا حازت على دعم وثقة غالبية افراد الشعب في
صناديق الاقتراع , وبرزت بعد فرز الاصوات باحتلالها المركز الاول ..لكن بعد فترة من الانتخابات نزعت قناع الديموقراطية وكشفت عن وجهها الحقيقي دون مكياج , وهو مغاير او بالضد من برنامجها السياسي الذي استعانت به قبل الانتخابات
وثبت بالبرهان القاطع بانها مارست الخداع والتضليل وان ركوبها حصان الديموقراطية كان من اجل اهداف نفعية او ذاتية يصب في الاستحواذ على السلطة والنفوذ . وانخرطت بشكل مكشوف الى السعي الحثيث الى زعزعة استقرار العراق
وشحن المناخ السياسي بالاحتقان والتوتر واثارة جملة من المعوقات وبمساندتها الفعلية لعصابات الارهاب والجريمة, وان بعض قادتها متورطين بشكل مباشر في العمليات الارهابية التي راح ضحيتها الكثير من الموطنيين الابرياء , واتضح
ان تأريخ بعض قادتها كان مرتبطا بشكل وثيق بالحقبة الدكتاتورية . ووقعت القائمة العراقية في مخالب الظلام التي تصب في خانة ضد تطلعات الشعب , وان همهم الاساسي هو كسب المال والمنافع الذاتية والصراع على السلطة والنفوذ
وبهذا دخلت في شراك التخبط السياسي وتباين مواقف قادتها وضياع موقفها السياسي وهذا ادى الى تصدعها وتفككها الى كتل سياسية متنافرة ومتناقضة في الطرح السياسي . وان رئيس كتلتها ( اياد علاوي ) يدير قيادة القائمة العراقية باوامره
من الخارج , وانه لم يحضر جلسة برلمانية واحدة وهو عضو البرلمان العراقي . مما ادى الى فقدان مكانتها السياسية ووزنها في المشهد العراقي وصارت عبارة عن صراع بين اقطابها بعيدا عن مشاكل الشعب وازماته .. والانكى من ذلك
هو اختيار ( حيدر الملا ) ناطق رسمي لقائمتهم العراقية وهو يتميز بتصرفات وسلوكية تشبه الى حد بعيد بمراهق سياسي يثير السخرية والاستهجان بمواقفه السياسية وتصرفاته البهلوانية مثل .. ان المالكي فقد صلاحيته كرئيس الوزراءوان
ايامه باتت معدودة وان البرلمان يستعد الى تفعيل البند التاسع المتعلق بسحب الثقة منه .. او ان المالكي يستعد الى القيام بانقلاب عسكري .. بينما يريد عليه بعض نواب قائمته بدافع المنافع الذاتية او بدوافع انتهازية صرفة .. ان المالكي انقذ
العراق من تقسيمه على اسس طائفية , وان المالكي يسعى الى ان يبقى العراق موحدا وبالحفاظ على وحدته .. وان الاهداف والمقاصد التي تقف وراء مسألة سحب الثقة هي الاجندات الخارجية وحركة اخوانية , وهناك رغبة في دول
المنطقة هي ان يبقى العراق قلقا وغير مستقرا .. وبمثل هذه التخريجات السياسية والمعلنة بالصخب الاعلامي الذي يدل على الجدب السياسي والعهر السياسي المفضوح ويدل على فقدان القيمة السياسية ووزنها او بريقها او تأثيرها على انصارهم
ومؤيديهم .. انها فقدت ثقة الشعب كفصيل سياسي مشارك في المسيرة السياسية وعليه واجبات تتطلب بدعم المسار الديموقراطية واصلاح الخلل ودعم الاستقرار السياسي والامني .. وقد غابت او تناست رؤيتها في قواعد العمل الديموقراطي
او احترام للدستور او دعمها لحرية الرأي او محاربة الفساد المالي , بل تحولت الى كتلة سياسية كحجرة عثرة في المسار الديموقراطي.. وانها تسير نحو المجهول , او قد تكون تسير نحو حتفها النهائي