صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

ماهي نتائج سحب الثقة عن السيد المالكي ؟
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حلت على البلاد أزمات سياسية كثيرة وبفضل الله وتهاوت إلى مهاب الريح وبقى العراق شامخا بحكومته وانسجام شعبه بالرغم من تلك التقلبات التي عصفت بالبلاد بين الحين والحين ثم تذوب كما يذوب الجليد في فصل الصيف ,ولكن أكثر تلك الأزمات خطورة وقساوة وهي نابعة من حقد طائفي وسياسي الأزمة الأخيرة التي ايقضت الشعب والخيرين فيه من سباتهم الطويلة , واستنهضت المثقفين والمحللين السياسيين  ليكونوا أمام مسؤوليات كبيرة في نقل الصورة الشفافية والواقعية وأيضا على الكتل المستقلة والتيارات الفاعلة في الساحة العراقية وفي البرلمان أن تأخذ الطريقة المثلى بالتعامل مع الأزمة الحالية وان تضع أمام أعينها مصلحة الشعب ودور العراق المتعافي بين الدول الإقليمية, المعروف لدى الجميع أن سبب تطور الأزمة هي التصريحات الأخيرة بحق تهريب النفط والتجاوزات التي تقوم بها الأحزاب الكردية في شمال العراق على الحكومة المركزية وابتعادها عن تطبيق فقرات الدستور , ثم بعد ذلك تسيست القضية لتصبح أزمة تعصف بالبلاد ,هول إليها وتعاطف فورا معها قيادي القائمة العراقية صاحبة اكبر رقم قياسي في الحكومة العراقية منذ تأسيسها في اختلاق الأزمات وصنع المشاكل وتعطيل دور الحكومة في تقديم الخدمات وممارسة دورها الوطني ومسؤولياتها الكبيرة والتحديات الدولية والإقليمية , وكلما نجحت الحكومة في ردم وتجفيف منابع الإرهاب يزداد حجم التحديات عليها من قبل القائمة العراقية ومشروعها الإقليمي, حتى أخذت في الفترة الأخيرة اجتماعات تلك القائمة خارج الوطن في عمان واستلام توجيهات مهمة وحساسة من دولة قطر والسعودية ومبالغ نقدية كبيرة كوقود تستخدم في تسير عجلة المشاكل الى العراق , أن الاجتماعات والتشاورات التي يقوم بها مسعود البر زاني من اربيل وهو يدعو بعض رؤساء الكتل السياسية ويقرر سحب الثقة عن السيد رئيس مجلس الوزراء باطلة ولا تستند الى حكم شرعي وسياسي , كون اربيل لا تمثل الصوت السياسي العراقي ولم تكن بديله عنه وعن البرلمان صاحب القرارات والممثل الشرعي لجميع أطياف الشعب , ولا يمكن لاربيل أن تصادر أراء وحب الناس للسيد المالكي وهو قد حصل على  أكثر من 700 ألف صوت لمجرد عداء مصلحي , الا يعتقد المجتمعون في اربيل ان هنالك نتائج خطيرة ستظهر حال سحب الثقة عن السيد المالكي , أولها هو إدخال العراق في فوضى عارمة وستلعب الطائفية مرة ثانية دوراً تخريبياً لتمزق جسد العراق وستسقط دماء كثيرة وضحايا من الأبرياء وقد لا يتوقف العنف حتى أذا أعيد السيد المالكي مرة ثانية للحكم , وثانيا أي رئيس وزراء يأتي إلى الحكم لاينسجم مع رغبات والتطلعات الشوفنية  للبرزاني وسيطلب اقالته فورا وهكذا سيشهد البلد أزمات كثيرة وربما يبقى بدون رئيس وزراء في حين المنطقة الشمالية مستقرة وقوية وتكون اربيل صاحبة القرار السياسي وتتجه أنظار الشعب والعالم إليها , ثالثا ستلغى الديمقراطية من  قاموس العراق كون أن رئيس الوزراء جاء من رحم صناديق الاقتراع وبنسبة عالية من الأصوات وسحب الثقة منه يعني قمع أصواتهم ومصادرة حقهم , مما يحد بالشعب أن لايدلوا بأصواتهم مستقبلا , رابعا تتعطل جميع مشاريع الحكومة وستنعكس على الحياة الاقتصادية للشعب العراقي وتنعدم الثقة بين الشركات العاملة والحكومة العراقية كونها لاتمتلك القوة الفاعلة والمؤثرة بالقرارات السياسية , سيصبح العراق عرضة ولعبة في نفس الوقت بيد الدول الإقليمية كونها خططت ونجحت بذلك وسيغيب دور العراق عن المجتمع الدولي بعد أن حظي باهتمام عالي وثقة من جميع دول العالم , وبنفس الوقت سيكون العراق ساحة للصراع الإقليمي بين الدول المحيطة وكل دولة تعتزم أن ترسل أجنداتها السياسية لتحصل على موطئ قدم سياسي , وستلعب أمريكا هنا دوراً مهماً وربما تزيد من نفوذها بحجة حماية مصالحها والحفاظ على أصدقائها من أعداء العراق , بتغير السيد المالكي سيفقد العراق الكثير لان الطريقة لم تكن قانونية وستجعل أعداء العراق والخلايا النائمة يواصلون اعتداءاتهم على المؤسسات واستهداف الشخصيات والرموز الدينية لغياب الدور الأمني والاستراتيجي , وقد تحصل بعض الأمور غير متوقعة , فعلى جميع الكتل السياسية أن تنحني لشعب العراق الذي تحدى الإرهاب وصوت لصالهم بعقد مؤتمر يضم جميع القوى والكيانات السياسة لتناقش فيه كل الخلافات والأزمات وفيصلهم الأول والأخير هو الدستور وأمام أعين الشعب ليكون شاهداً وحاكماً عليهم , مع أن الحكومة استطاعت أن تلحق بالإرهاب الهزيمة وحققت بعض الانجازات في المجال الاقتصادي والعمراني وهي في طور تقديم أفضل ولكن التحديات والمؤامرات  تطرحها أرضا بين فترة وأخرى على حساب الشعب المسلوب الإرادة في جميع الأزمات السياسية المغيب دوره والمصادر صوته 

sadikganim@yahoo.comA

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/02



كتابة تعليق لموضوع : ماهي نتائج سحب الثقة عن السيد المالكي ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : نسمة عبد القادر ، في 2012/06/03 .

كشفت النائب عن الكتلة العراقية الحرة كريمة الجواري بأن احد نواب القائمة العراقية هددها بالتصفية عن طريق تنظيم القاعدة في حال عدم توقيعها على سحب الثقة عن المالكي

وقالت الجوراني بان النائب الذي لم تذكر اسمه لدواع امنية اتصل بي خمس مرات وفي ساعات متأخرة من الليل وخيرني بين التصويت على سحب الثقة او التصفية من قبل القاعدة "






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net