صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

رسالة عاجلة ومفتوحة إلى السيد نوري المالكي... استقل فورا من حزب الدعوة الإسلامية
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يحق لكافة أولئك  الذين امضوا اغلب أعمارهم بعيدا عن العراق أن يتحدثوا كثيرا عن الديمقراطية ا و أن  يبالغوا في إدانة الفردية  وضرورة اشتراك الجميع في اتخاذ القرارات الحاسمة , أما نحن الذين لم يفارقوا غبار العراق وجوعه وحرمانه وسجونه ومعتقلاته وطباع أهله وفي الوقت الذي نبارك فيه تلك الروح ونشد على أيدي أصحابها نقول لهم بان للواقع هنا في هذا البلد المبتلى حديث آخر 0

سيادة الرئيس لقد تعلم العراقيون منذ عام 2003 الكثير من التقاليد الديمقراطية وهم على الدرب سائرون ومن سار على الدرب وصل ولكنهم والحقيقة تقال ما زالوا يؤمنون بدور الفرد إيمانا راسخا ويتعاملون معه بابوية مفرطة إلى حد تقبيل الأيادي من باب الطاعة والاحترام  ولا يترددون عن تسليمه مقاليدهم ومصائرهم وما زالوا يعولون عليه في إيصالهم إلى بر الأمان وهذا ما يفسر احتكار السلطة والوجاهة والزعامة الدينية والسياسية والاجتماعية من قبل  اسر بعينها منذ ازمنة بعيدة وقبول العراقيين يشكل عام بهذه التقاليد وعدم الاحتجاج عليها  فهؤلاء آل البرزاني  وآل زيباري وآل البطيخ وآل السعدون وآل النجيفي وآل الإمارة والى آخر (الآلات )التي قد تجدها مستحوذة تماما على إحدى الوزارات او الدوائر او المحافظات او الاقضية او النواحي  0
السيد الرئيس المحترم لقد أفرزت السنوات التسع الماضية بآلامها وغزارة الدماء التي سالت فيها وفداحة التضحيات دورا تاريخيا عظيما يكاد يكون مرتبا ومفصلا على شخصكم شرط أن تستقيلوا فورا ومن دون أدنى تأخير من حزب الدعوة الإسلامية ليس لان العراقيين يشعرون بالعداء لهذا الحزب بعينه او أنهم يشككون بنواياه او يشكون بوطنيته فهو على أي حال من الأحزاب المضحية  وإنما لأسباب أخرى مختلفة تماما  0
سيادة الرئيس المحترم استقل اليوم وقبل فوات الأوان لان هذا الانتماء وان كان شريفا يعرقل المهمة العظيمة ويهددها في الصميم لأسباب ثلاث .... أولها أن العراقيين وبعد تجربتهم المريرة مع حزب البعث والاحزاب الأخرى أصبحوا يكرهون التحزب ويمقتونه وفي هذه الحالة فهم غير مستعدين لمنح ثقتهم الكاملة إلى شخص متحزب والسبب الثاني أنهم ينظرون بشك وريبة إلى جميع الأحزاب الدينية الشيعية والسنية ولا يبرئونها من التوجهات الطائفية وأما السبب الثالث فهو كامن في بعض قيادات الدعوة وكوادرها حيث كلما ظهر هؤلاء وهم يستعرضون في مواكبهم الفخمة - وكأن الله قد خلقهم ولم يخلق سواهم - ابتعد الناس ونفروا منهم ومن حزبهم ولكن هذا النفور والابتعاد يصيب شخصكم أكثر مما يصيبهم ويأكل من جرفكم أكثر مما يأكل من جرفهم إذا كان لبعضهم جرف أصلا 0
استقل يا سيادة الرئيس وخاطب كافة القوميات المكونة للشعب العراقي من فوق رؤوس العنصريين سواء أكانوا عربا او كردا او تركمانا , استقل يا سيادة الرئيس وخاطب كافة الطوائف المسيحية والإسلامية من فوق رؤوس الزعماء الطائفيين سواء أكانوا سنة أم شيعة او من أديان أخرى ,  استقل وحينذاك ستجد الشعب العراقي كله بعربه وأكراده بسنته وشيعته يصطفون خلفك في خندق واحد وحينذاك سيسجل التاريخ بان رجلا اسمه نوري المالكي قد نجح  لأول مرة في تاريخ العراق الحديث في وضع اللمسات الأخيرة على مشروع بناء الدولة العراقية الحديثة او مشروع بناء العراق الجديد بهويته الوطنية 0
استقل يا سيادة الرئيس ثم خير أصحاب الأجندة( التركية القطرية )أو غيرهم بين بقائك كما أنت او الذهاب إلى سحب الثقة إن استطاعوا او الذهاب الى انتخابات مبكرة او ضرب رؤوسهم بأقرب حائط إليهم 0والله من وراء القصد 0
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/03



كتابة تعليق لموضوع : رسالة عاجلة ومفتوحة إلى السيد نوري المالكي... استقل فورا من حزب الدعوة الإسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابرار سعد ، في 2012/06/04 .

لايردون رجل يحمي مصالح العراق
بل همهم مصالحهم وذويهم

• (2) - كتب : ابرار سعد ، في 2012/06/04 .

لايردون رجل يحمي مصالح العراق
بل همهم مصالحهم وذويهم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net