صفحة الكاتب : مام أراس

مأزقنا.مأزق الطوائف والمذاهب..ومأزق أللانتماء للوطن ..!!
مام أراس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ   ثمان سنوات او أكثر  يترسخ القناعة لدى المواطن العراقي بان أزمته السياسية لا يمكن فصلها عن التدخلات الإقليمية والدولية وخشية الدول المحيطة به من ان ينقلب السحر فجأة وتتحول المشهد العراقي الى هناك ، .والكثيرون الذين اعتقدوا بهذا الراى كان واردا في مرحلة من المراحل الا ان الالتزام به كثيرا قد أوقعهم في خطاء التقدير والحسابات فتحملوا تداعيات هذه الأخطاء والحسابات الغير الدقيقة لتصبح فيما بعد نفقا مظلما لا يجد العراقي فيه منفذا للنور ..لان الأزمات السياسية التي عصفت بالعراق ولاتزال كانت تعود عقب إيجاد الحلول لكل واحدة منها الى نقطة البداية مع إضافة بعض التغيير على الخارطة السياسية او عند تغيير بعض الأسماء بشكل يتماشى مع طبيعة الأدوار المرتبطة بطبيعة المرحلة التي تليها ..وفي كل الأحوال كان العراق وشعبه هو الذي يدفع الثمن,, التي أثرت بشكل أو بأخر حتى على بنيته التكوينية الأساسية التي بنيت على ثوابت الوجود الوطني والضرورة في حينها ودورها في المستقبل المنظور والنظرة السياسية القائمة بالدرجة الاساس على التضامن الاجتماعي والسياسي من خلال مبداء توافق الطوائف على إرادة العيش السلمي المشترك .لقد وضعت الأجواء السائدة  العراق مجددا في متاهات البحث عن الخلاص بعد ان بدأت الإطراف المشاركة في العملية السياسية تعد عدتها لحجب الثقة عن الدكتور نوري المالكي ،فيما يستعين البعض من هذه الأطراف بالجهود الإقليمية لتجاوز الأزمات التي تعيق العمل السياسي للحكومة التي لا تزال تراوح في مربع مخيف رغم مرور قرابة اكثر من سنتين من تشكيلها في اصعب عملية قيصرية رافقت عملية التوافق السياسي عليها ، و التي  أنهت  في حينها حالة الترقب للشارع   ومخاوفه من ان يتحول البلاد الى ساحة حرب أهلية وتصفية الحسابات ، و دون إن تتمكن كل الأطراف المشاركة بالعملية السياسية من احتواء المشاكل والخروقات الأمنية التي تركت أثارا نفسية كبيرة لدى المواطن ، ودون أن تثبت حضورا موفقا في معالجتها لازمة الكهرباء وتفشي البطالة ومشكلة الفساد المالي والإداري والاهم مسالة أصلاح البين الذي سببت في  صعوبة العيش المشترك.. وأصبح من المستحيل استمرار محاولات تثبيت الركائز الاساسية للدولة ، وبعد ان أصبح من السهل لدى الشارع العراقي إيجاد مبررات تجاهلها والتسليم بسقوطها والذي لم يعد بمقدور احد إعادة الروح لمن فقد روحه .. ما نراه اليوم من حالة متردية وصلت بالجميع الى استبدال سياسة الأمل بالمستقبل (التي سادت خلال السنة الأولى من عملية الإطاحة بالنظام )الى سياسة اليأس القاتل الذي جعل من المواطن ان يقف عاجزا  إمام سر الانهيار العام المتسارع لكل ما كان يتصف به من قيم وعادات وروابط قديما وحديثا وهذه ليست الا نتيجة موضوعية للخلل الذي  اصاب الوضع السياسي والاجتماعي بدليل ان الظواهر التي ترافقت مع حدوث هذا الخلل بررت الملامح التقسيمية التي عززت نفسها بمرور الزمن على حساب الوحدة السياسية والبشرية والاجتماعية للوطن . فامام هذه الحقائق والإصرار على استكمال عملية الفرز الطائفي بمختلف الوسائل وامام تكريس اللامركزية المموهة على اختلاف إشكالها مضافا اليها شرذمة المؤسسات والدوائر الرسمية والتي يتحتم علينا استعراض تلك الظواهر في محاولة لوضع الجميع أمام حقائق ومسؤوليات . لم يعد من الممكن  تجاوزها او الالتفاف عليها كما كان الحال بالنسبة للسنوات الماضية وضرورة الاعتراف دون كذب او نفاق بان المكونات والطوائف ليست بأطراف المشكلة كما يحلو للبعض تسميتها ولم تكن هذه المكونات بعيدة ان بعضها في يوم من الايام كما هو حال اليوم وانطلاقا من هذا الواقع ألتباعدي  الخطير ينبغي تقدير صعوبة المهمة وحجم العطاء من اجل  عودة الوحدة الاجتماعية والثقافية ولو بحدها الأدنى كمرحله أولى مع استمرار  مناهضة  كل الإشكال الطائفية  لدى مختلف الفر قاء التي زادت في المعضلات الموجودة تشكيكا وتعقيدا . فالأطروحات الطائفية المتعصبة لدى جهة معينة لابد ان تؤدي حكما الى نشوء أطروحات حادة لدى الجهات الأخرى او ربما اكثر هجومية منها . فطبيعة نظام عمل هذه الأشكال الطائفية الجادة يشبه الى حد كبير بنظام الأوعية المتصلة التي تستمد ديمومتها من بعضها الأخر ..وكان لفشل القوى السياسية في وضع حد للطرح الدموي الداخلي منذ البداية وتخليها لاحقا عن دورها الطبيعي وانسياقها وراء المزايدات والتطرف املا ببعض المكاسب وتحقيقا لبعض الأحلام الصغيرة أثره البالغ في إيصال الوضع الى ما نحن عليها ألان . كلما طال أمد الخلافات والصراعات السياسية كلما دخلت عليها عراقيل وعوامل جديدة التي تبعد الحلول وتبدد الأماني وتشيع اليائس .. في هذا السياق يمكن الاستنتاج بان فرض الحس الطائفي وحتى المذهبي فاق بكثير الحس الوطني لدى الأغلبية دون استثناء . فتجاوز هذا الحس عند هذه الأغلبية يتطلب قبل كل شيء جرأة وطنية شجاعة والتي هي مفقودة عند المعنيين بالأمر حتى ألان مع الأسف .فإيجاد هذا الحس الوطني لا يمكن ان يولد الا بالاتفاق على أهداف وطنية مشتركة اولا ومن ثم التوصل الى اتفاق سياسي شامل ثانيا يضمن حقوق الجميع في العراق الواحد ويضع حدا لخوف الجميع من الجميع . لقد فشلت تلك الاطراف حتى ألان إيجاد الأرضية المناسبة لعقد المؤتمر الوطني العام الذي دعا اليه الرئيس مام جلال ، بل وغدت الأجواء مشحونة بالتوتر ،والمواطن يترقب ما سيتركها الجلسة الطارئة لمجلس النواب من تداعيات وآثار  ، ناهيك عن مؤشرات العجز التام وشلل في المؤسسات ، وتدني في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن وتفشي البطالة والفساد المالي والإداري وهو دليل على وصول البلاد الى حافة الانهيار السياسي والاجتماعي وهذا مما يعني بدوره انهيار القاعدة الأساسية في مفهوم ألدوله والسيادة . فأمام هذه الحقائق والظواهر نجد ان المأزق عام وشامل فكما هو مأزق الحكم والحكومة والموالين ، فهو أيضا مازق المعارضة في الداخل وخارج السور وهو مازق الطوائف والمذاهب منفردة ومجتمعة . وليس هنالك في الوقت الحاضر لدى احد مخرجا جاهزا وسريعا لهذا المأزق .وليس هنالك قوة في العالم تستطيع وضع حد لهذه المهزلة السياسية التي تتقاذفها معارضة الأمس وسادة الحكم اليوم .فهم الذين وضعونا في هذا المأزق وعلينا نحن إخراج أنفسنا وطننا منه قبل ان نطلب من الآخرين ذلك .مرضنا في نهاية المطاف له علاج والعلاج يتطلب حسن التصرف في اختيار الدواء والدواء كان وما يزال في العودة الى الانتماء الروحي للوطن التي تحصن مبرر وجوده وحقيقة الانتماء  وصيغة التوافق على مبدءا العيش المشترك .فالعودة الى الانتماء تعني العودة الى العقل والمنطق والمصلحة الوطنية والإنسانية وهي عودة لاستعادة الذات والأصول . فلنجعل عودتنا عودة الى ذاتنا ودافعا الى التوافق على حماية وطننا وسيادته من المتربصين بخيراتنا وثرواتنا بل وحتى بعرضنا وشرفنا...

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مام أراس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/07



كتابة تعليق لموضوع : مأزقنا.مأزق الطوائف والمذاهب..ومأزق أللانتماء للوطن ..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net