صفحة الكاتب : صلاح بصيص

تحت انظار المسؤول...قاضي يفصل موظفا من وظيفته بسبب تجاوزه على شبكة الكهرباء
صلاح بصيص

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 نشرت احدى وسائل الاعلام خبرا مفاده ان قرارا قضائيا صدر من محكمة جنايات ذي قار يقضي بحبس وفصل موظف حكومي تجاوز على خطوط شبكة الكهرباء في مدينة الناصرية، جاء الحكم وفقا للمادة 444 المتعلقة بسرقة اموال الدولة.
الموظف يعمل معلما في احدى المدارس، كان قد تجاوز على خطوط الطاقة الكهربائية بعد ان انشأ دارا صغيرا على قطعة ارض متجازوا عليها(حواسم) وقد سمح له بالاقامة بعد اقرار البرلمان العراقي التريث باخلاء المتجاوزين والسماح لهم بالاقامة بشكل مؤقت لحين ايجاد الحلول السكنية المناسبة. 
قد يتجاوز العقاب حجم الجريمة ليكون رادعا للغير، فأكبر الدول استفادت من فرض العقوبة القاسية لتحجيم الجريمة، شرط ان تسند الاحكام الى قانون يتعامل به الجميع على حد سواء، لا يميز ولا يفاضل بين موظف صغير وكبير، فضلا عن ان يكون الفعل لغرض الاساءة ويوجد هناك من يحرم من هذه النعمة بسبب هذا التجاوز.
لو تمعنا جيدا لوجدنا ان الظروف القاسية التي يعاني منها الناس خصوصا هذه الايام التي ترتفع فيها درجات الحرارة ظروف قاهرة لا تُحتمل، عجزت الحكومة ووزارة الكهرباء على وجه التحديد من تجاوزها، كذلك مرت السنين وما زال المواطن يشعل كل يوم وعدا جديدا يستنير به، يدفعه نحو مزيدا من الصبر، وزير يأتي واخر يمضي، والكهرباء ما زالت نعمة مفقودة، بل وعصية على الحل، فماذا انجز الوزير وماذا قدم وماذا صرف قضايا ثانوية، اما مواطن اقحمته الاقدار ليكون تحت سماء هذا الوطن، يسكن بيتا صغيرا، بالتجاوز، تخلق له القوانين وتفصل ويطرد من وظيفته بسبب شعوره بانه انسان يحتاج هذه النعمة!! عجيب امر هذا البلد، لم لم يجعل القاضي نفسه بدل المذنب ليرى هل بامكانه العيش بدون الكهرباء؟ الجائع في شريعة علي بن ابي طالب حضرة القاضي، يقتل ليحصل على ما يسد الرمق بعد ان يستنجد ولا ينجد يستغيث ولا يغاث، وما اكثر المستنجدين والمستغيثين لا يستجيب لهم سوى صدى اصواتهم، فما هي الشريعة التي استند اليها القاضي ليقتل عائلة بعد ان حكم على معيلها بالطرد من الوظيفة؟.
ذات مرة برر احد الاخوة تجاوز الناس على قطع الاراضي العامة، بعد ان ارجع احدهم هذا الفعل الى الشريعة الاسلامية وقال بانها حرام، فقال له المبرر: ما هي الشريعة التي استندت عليها في انطباق الحرمة، فالله سخر الطبيعة ليحيا الناس ولم يخلقها لغير ذلك، واجب الدين اولا والدولة ان تحقق العدل فيمن كرمه الله، وان تسهمان في خدمته،  فما فائدة البساتين الجميلة وهناك من يفترش الارض ويلتحف السماء، وما فائدة المساجد المزخرفة والمذهبة، عالية المنائر والقباب وهناك انسان يلوذ بجدرانها يستغيث من حر الصيف وبرد الشتاء... القضية ان هناك انسان اعدمته الظروف ووصل به الامر لان يحصل في بلد عاش ابواه واجداده بالايجار، رغم دفاعهم عنه وقتالهم وصبرهم وتحملهم وجهادهم وحرمانهم من كل شيء، وياتي حضرة القاضي ليقرر قطع رأس العائلة لانها ارادت الحصول على كهرباء!!!! اقطع رأس الوزير حضرة القاضي فانت آثم ان لم تفعل، ثم ان اهل الفن قالوا ما مضمونه بان فقدان الكهرباء امر آني يرفع بعد ان تتوفر، عندها لا يحتاج المتجاوز الى التجاوز  فكيف ترقى لتكون جريمة مخلة بالشرف، على رأي الدائرة القانونية في محافظة ذي قار بالتالي يترتب عليها فصل المعلم من وظيفته ومصدر رزقه الوحيد.
ثم يا قاضينا اين هي الكهرباء تذكرني بالجابي الذي يطالب الناس باموال الكهرباء وهم محرومون منها، ادعوك سيادة القاضي الى سحب الحكم والاعتذار الى الله فمصيبتك عظيمة، كما اطالب المحاكم المختصة متابعة الدعوى والتدقيق في الحكم هل يستحق انسان يملك دار تجاوز، اراد ان يثبت لنفسه بانه انسان يحتاج الكهرباء فتجاوز على عهر شبكتها وفض بكارتها ان يطرد من وظيفته... كما اطالب السيد مدحت المحمود شخصيا بالتحقيق مع هذا القاضي خصوصا بعد الاخبار التي سربت بان الارض منحت الى شخصية كبيرة في المحافظة وقد يكون هناك ترتيب للنطق بهذا الحكم.
ختاما اعلم بان ترشيد الكهرباء وعدم التجاوز على الشبكة امر مرفوض لكنه لا يصل الى الفصل من الوظيفة...
Salah_bsy99@yahoo.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح بصيص
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/18



كتابة تعليق لموضوع : تحت انظار المسؤول...قاضي يفصل موظفا من وظيفته بسبب تجاوزه على شبكة الكهرباء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net