صفحة الكاتب : فلاح السعدي

الحسين(عليه السلام) والتيارات والاحزاب والجهات
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لا سيما ان الأهداف حينما تكون أهدافا سامية فذلك يدل على سمو ورفعة من يدعوا لها ويخط حروفها ويحولها من جانب النظرية إلى حيز التطبيق العملي لأرض الواقع متجسدة بشخصية وأخلاقية الواضع لها, وهناك فرقا شاسعا بين الدعوة والادعاء والعمل والاصطناع’ وكثيرا ما نلاحظ هذه الدعوات اليوم أن هناك من يدعي الفكر السليم والنافع للمجتمعات بصورة متقنة وماطرة بإطار الأهداف السماوية المنزهة عن النفعية والادعاءات غير الواقعية ...

وعبر التاريخ برزت أهداف جسدت حقيقة السمو والرفعة والحركية نحو خدمة البشرية جمعاء متجسدة بسبط النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله) الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) الأهداف التي لم يكن مصدرها المخلوق بل الخالق في اجل كماله وأعظم جلاله ومن هنا تنطلق إشارة الفرق والافتراق بين الإمام الحسين (عليه السلام) وبين الأحزاب والتيارات والجهات...ولو تتبعنا بعضا من تلك الفروقات لاستحى الكثير من أنفسهم أمام ولعرفوا حقيقة وزيف ادعاءاتهم ورسم أهدافهم الملطخة بحب الدنيا والبعيدة عن أهداف السماء وبذا ينطبق عليهم ما قال تعالى في كتابه الكريم (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)/الصف:3.

ومن هنا نلحظ بعضا من هذا في جوانب شتى:

1.     من الجانب الإلهي:

 *أن مصدر الأهداف الحسينية هو الله (جل وعلا) فدستور الحسين(عليه السلام) هو المعصوم بما نزل به الروح الأمين على قلب المصطفى (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )/النجم:4.

*مصدر أهداف الجهات والتيارات والأحزاب هو البشر الإنسان غير المعصوم بل أن بعضها يستمد هدفه من الغرب وبعضا آخر قد تملى عليه الأهداف من الغير.

2.     من الجانب الروحي:

*الأهداف الحسينية تشكل الحافز الذي يخرج الإنسان من العبودية للآخرين إلى حرية النفس (...كونوا أحرارا في دنياكم...)

ا*لأهداف الحزبية والجهتية تحفز الإنسان إلى عبوديتها وتقييد حريته نحو تقديم أهدافها على أهداف السماء.

3.     من جانب التضحية:

*الأهداف الحسينية مرسومة بخط تضحية وشهادة القائد من اجل الشعب والنفع العام وإصلاح ووحدة المجتمع.

   *الأهداف الحزبية والجهتية مرسومة بخط تضحية الشعوب من أجل رفعة الأحزاب والنفع الخاص وتهديم وتفريق المجتمع.

4.     من جانب الاستقطاب:

*الأهداف الحسينية تستقطب الفقير والغني والضعيف والمظلوم والأسود والأبيض إستقطابا تطوعيا من غير لحاظ للمكاسب المادية والثروات والأموال والوجاهات الدنيوية ومن أجلها يضحي الفرد بماله ونفسه وولده.

*الأهداف الحزبية والجهتية تستقطب القوي وصاحب النفوذ والوجاهات الدنيوية وذلك بإنفاق واعطاء الأموال والثروات لهم أي مع لحاظ المكاسب المادية, ومتى ما انتهت مادتها وأموالها تركها الأعضاء.ودعا الآخرين لتركها.

5.     من جانب التسامح:

*الأهداف الحسينية منبعها منبع الرحمة وحب الخير والتسامح مع المذنبين والمخطئين وترمي لرفعتهم في الدنيا والآخرة وان اخطأ شخص مع القائد فالقائد يدعوا الله للغفران له ويسعى به لنيل رضا الله وسعادة الدارين كما كان مع الحر وموقفه مع الحسين عليه السلام.

*الأهداف الحزبية والجهتية منبعها منبع إن أخطأت فلا غفران لك ولا تسامح معك بل لا بد من تسقيطك في نظر الآخرين وان أخطأت مع احد القادة منهم كنت من الهالكين فيا للفرق بين القيادتين وبعد الهدفين.

6.     من الناحية الاستمرارية والديمومية:

*الأهداف الحسينية أهداف خالدة وقد اثبت الواقع خلودها مع مرور الأزمان وهي متجددة في كل عصر حتى بأشخاصها الذين رسموا منهجا للأحرار ونصرا للثوار مدرسة يستفيد منها الآخرين للنجاح وتحقيق الخلود.

*الأهداف الحزبية والجهتية لها أمد قصير وحياة لا تتجاوز مصلحة قياداتها ومؤسسيها والمنتفعين من حولهم ويستفيد الآخرين من بعدهم من تلافي الفشل الذي وقعوا فيه.

وهناك الكثير من النقاط إلا أن الملل وسوء واقع الحال الذي تمر به الأمة من النفعية القائمة على ارضاء تفضيلات أناس نصبوا أنفسهم كـ(قادة) أو نصبهم الغير كـ(قادة) سواء بطرق لها وجه او بطرق غير مشروعة ...فيالله وللأمور فمن لها إلا إمام نحن بانتظاره ليقيم فيها قسطا وعدلا...

وما قولي هذا إلا من جهة التنبيه والنصح لمن ادعوا الحسينية بلسانهم وفعلوا اليزيدية بأفعالهم ...ولا اقول غير مال قال تعالى سبحانه جلت عظمته من قائل (...إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم...)  راجيا أن لا يكون جوابكم كما قالوا من لا يؤمنون من قبل ...(قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين)... فالدنيا ساعة ...والسلام

F_m1333@yahoo.com

27/رجب الخير / 1433هـ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/18



كتابة تعليق لموضوع : الحسين(عليه السلام) والتيارات والاحزاب والجهات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net