صفحة الكاتب : اثير الشرع

الحكومات العراقية المتعاقبة.. ولاءات بلا كفاءات
اثير الشرع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خاضت معظم الأحزاب العراقية خمس دورات إنتخابية، وما أن تظهر نتائج الإنتخابات حتى تتولد صراعات بين الأحزاب الشيعية الكبيرة للظفر بفرصة تشكيل الكتلة الأكبر، التي يمكنها تشكيل الحكومة والإستحواذ على الغنيمة الأكبر وهي منصب رئاسة مجلس الوزراء، والسنة يتصارعون على رئاسة البرلمان والكورد على رئاسة الجمهورية، لتتحول الساحة السياسية إلى منصة صراع العروش؛ والحلقة الأضعف هنا والمتضرر الوحيد هو المواطن الذي صوّت لهؤلاء المتصارعين والمواطن الذي فرّط بحقه عن التصويت، والإنتخابات القادمة قد تكون كما يعتقد البعض هي الفرصة الأخيرة للطبقة السياسية الحالية، وحسب إحصائية لمفوضية الإنتخابات فإن أكثر من 5 ملايين ناخب ما زالوا يمتنعون عن تحديث بطاقاتهم البايومترية الإنتخابية لأنهم غير مؤمنين بالعملية الإنتخابية ولا بمن يشارك بها!

لماذا ندم ضابط الإستخبارات الأمريكي السابق سكوت ريتر على غزو العراق ولماذا أعترف جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي الأسبق بخطأه، كذلك توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي إعترف بأن إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ماهي إلا أكذوبة إبتدعت لغايات وأهداف بعضها تحقق والهدف الأسمى لم يتحقق بعد وهذا فشل إستراتيجي غير مسبوق.

توريط النظام العراقي السابق بغزو الكويت كانت نقطة بداية ما يحصل الآن، رغم أن معظم الشعوب العربية تعتقد بأن النظام السابق يتمتع بالحنكة السياسية والدهاء، لكن التوريط حصل بنهاية المطاف وإستطاعت أبريل غلاسبي السفيرة الأميركية في العراق آنذاك إيصال رسالة اللامبالاة إلى صدام حسين وكان المفروض أن يحسب ويدرس نتائج الغزو كي لا يكون ذلك ذريعة لإستقدام الأساطيل الحربية إلى المنطقة وما حصل بعد عام ٢٠٠٣ في الشرق الأوسط ما هو إلاّ مخطط متوسط الأمد الغاية منه السيطرة على المنطقة وإبعاد من يعاند ويدعو إلى الثأر والثورة من الاحتلال والتواجد الأمريكي والأجنبي في العراق والمنطقة.

بعد ٣٣ عام ما الذي جنته دول المنطقة وهل شعرت الأمم المتحدة بورطة وتسرع بإتخاذ قرارات جائرة ضد العراق في تسعينات القرن الماضي وهل قرار ترسيم الحدود البحرية والبرية بين العراق والكويت كان ذر الرماد في عيون الكويتين وبعض قادة دول المنطقة ممن تمسكوا بكرسي السلطة؟ نعتقد بأن زيارة وزير الخارجية الكويتي الأخيرة إلى بغداد لم تكن سوى بداية النهاية ونصح بعض قادة العالم الكويتيين بحسم المشكلات العالقة مع العراق إستنادا على القرارات الأممية السابقة، لأن العراق نفذ معظم ما عليه من قرارات وإن كانت جائرة وصعبة؛ لكن العراق نفذها وجاء اليوم كي يعود العراق دولة يسودها الإستقرار على جميع الصعد.

الطبقة السياسية الحاكمة لم تتعامل مع الكفاءات بل تعاملت مع الولاءات، وكان تعاملها مع الكفاءات والمتخصصين محنطاً، وكل ما ينقص الحكومات المتعاقبة متخصصين تكنوقراط في جميع المجالات لهم حرية إختيار الفريق الذي يعمل معهم بعيدا عن الإملاءات وفرض الإرادات الداخلية والخارجية والإقليمية، كذلك لم يتسنى للحكومات المتعاقبة تعيين وتكليف مفاوضين حقيقيين يتمتعون بقدرة تفاوضية عالية مع الدول المجاورة والإقليمية لصالح بلدهم، وكل المآسي التي حصلت على بلادنا كانت نتاج ضعف السياسات والمفاوض، وما يؤسفنا أن نقول بأن بعض الأطراف كانت مؤدجلة لصالح دول أجنبية ولم تعمل من أجل الوطن الأم.

ختاماً نود أن نصحح مفهوم ما زال سائدا لدى معظم الماسكين والمتمسكين بالسلطة بأن العراق ليس عراق النظام السابق، والشعب العراقي بات يرفض وجود معظم الماسكين والمتمسكين بالسلطة، وليس كل من ينقد الطبقة السياسية هو (بعثياً) أو مناصراً للنظام السابق؛ وعليكم عاجلاً وليس آجلاً تصحيح المسارات والسياسات والعودة إلى جادة الصواب، وكفى هدراً بالمال العام وكفى تخبطاً وجوراً لأن الجيل الجديد سوف لن يرحمكم، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اثير الشرع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/10



كتابة تعليق لموضوع : الحكومات العراقية المتعاقبة.. ولاءات بلا كفاءات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net