صفحة الكاتب : د . نبيل ياسين

الجمهورية العراقية المريضة
د . نبيل ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جمهوريتنا مريضة. لا اقصد المرض الجسدي الفيزيائي الذي يحتاج إلى علاج طبي  مثل الأدوية أو العملية الجراحية  وله أسباب كثيرة مثل الشيخوخة والإرهاق أو الضغط والسكري وتصلب الشرايين وغير ذلك ، وكل إنسان عرضة للإصابة بمرض ما

لكني اقصد المرض الأخطر انه مرض الجمهورية وهو مرض ثقافي واجتماعي وإيديولوجي لا تنفع معه الأدوية أو العمليات الجراحية ، وإنما يحتاج إلى معالجات سياسية وثقافية واجتماعية لاستئصاله وتحويل العراق من جمهورية مريضة إلى جمهورية تتمتع بصحة القانون والمساواة والمواطنة والإيمان بالتعددية والدولة المدنية وتداول السلطة سلميا وتكافؤ الفرص والالتزام بالدستور التزاما شاملا وليس انتقائيا. وسأحاول ان أحصي واشخص عددا من أمراض جمهوريتنا. 
 
مرض النيابة البرلمانية
 
تعاني جمهوريتنا من مرض مجلس النواب. وهو مرض أصاب أكثر من ثلاثمائة من نوابنا. ومن أعراض هذا المرض كثرة التصريحات والاستخفاف بالعمل والتشريع ، ومصالح المواطنين واحترام إرادتهم وخياراتهم وحقوقهم. ومن أعراضه أيضا  خرق القانون والدستور وتلقي رشى بملايين الدولارات لتغيير الولاء وشراء وبيع الأصوات النيابية لتغيير موازين القوى السياسية . وقد ظهرت أعراض أخرى منها مرض التمتع بالحياة على حساب حقوق المواطنين فبدلا من توفير الأمن للمواطنين اقر النواب شراء مصفحات لإطالة حياتهم رغم انهم مؤمنون يأتيهم الموت ولو كانوا في بروج مشيدة. 
وهناك أعراض أخرى لهذا المرض مثل تفشي الجهل العلمي والأمية السياسية التي تعبر عن نفسها بتصريحات فلسفية وفكرية عالية وعميقة التفكير ، حتى إنني اضطررت للبحث في كتب أرسطو وروسو وتوما الاكويني وفولتير ومونتسكيو مؤلف موسوعة (روح الشرائع) أو روح القوانين التي أصبحت مرجعا ديمقراطيا للغرب الديمقراطي بما فيه أمريكا، فوجدت انهم أميون وجهلة بقضايا الدستور والقانون والحقوق وتوزيع السلطات واستقلال القضاء والنظام البرلماني واقترحت عليهم رغم انهم موتى جسديا وأحياء فكريا، ان يرموا بكتبهم إلى (مزبلة التاريخ) وهو المصطلح المحبب لكثير من السياسيين العراقيين والأحزاب العراقية، ويعيدوا تعليمهم على يد نخبة من النواب والوزراء العراقيين ومن يسميهم الإعلام (القيادي في القائمة الفلانية) ممن يتبادلون الاتهامات عن الانفجارات والفشل الأمني ومقتل مئات العراقيين و(يفلسفون) العنف والإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني واحتكار السلطة وإلغاء الآخرين والسيطرة على الوطن واعتباره ملكا صرفا لكل حزب حاكم سواء عبر الانقلابات أو عبر الانتخابات.
وجمهوريتنا هي الوحيدة المصابة بمرض تحول بعض الأحزاب إلى زمر وعصب تخفي ملفات قتل المواطنين وسرقة أموالهم ومصادرة حقوقهم وتستخدمها في التنابز والابتزاز وهي المؤتمنة شرعيا ودستوريا على حياة مواطنيها وحقوقهم وأموالهم وأعراضهم. وبذلك ينطبق عليهم قانون تضليل العدالة وإخفاء الحقائق واحتقار القانون والتستر على الجريمة والتهديد بكشفها لأسباب سياسية وليست قانونية، وهي أعمال ضد القانون وهي خرق للدستور الذي لم يقدم أي مسؤول إلى المحاكمة بتهمة خرقه وقد أصبح مخرقا مثل لوحة التعلم على الرمي.
 
مرض لا صحة لذلك
 
وجمهوريتنا مصابة بمرض مزمن  عانيت منه منذ الستينات حين بدأت حياتي الصحفية ،وهو تكذيب كل حقيقة تكشفها الصحافة،على طريقة رد أمانة العاصمة ووزارات الأنظمة السياسية بكتاب رسمي يتضمن( لا صحة لما نشرته جريدتكم)، وهو مرض ساري المفعول حتى الآن وقد تحول إلى سرطان يفتك بجسد الجمهورية، وكأن لا حقيقة في العراق سوى حقيقة الحكومة ومسـؤوليها الذين يسعون لتغطية النور بأصابعهم.  فالحقيقة مثل الشمس يمكن ان تحجبها عن عينيك بأصابعك ، ولكنها تبقى تشرق على الآخرين. وهناك مرض آخر هو الرد على الآراء التي لا تعجبك بالقول بأنها (أقلام مأجورة) ، في حين ان الأقلام المأجورة هي بيد من يكيل الاتهامات بالمأجورية للآخرين.أو الرد بان الكاتب يعاني من مشكلة نفسية مع نفسه. وقبل أيام كنت أحاضر في موضوع ألازمة السياسية العراقية وسقت أفكارا واقعية حول تفوق السياسة على القانون وتفوق العضوية الحزبية على المواطنة وقلت ان كل الأحزاب العراقية تشترك في هذه الظواهر فقام احد اليساريين وطلب مني ان اترك نقد حزبه مع حريتي في نقد الأحزاب الأخرى المخالفة له طبعا, وقال حرفيا وهو محسوب على مثقفي حزبه ( متفك ياخة عن الحزب) . وهكذا يصبح التاريخ المحرم صفة الجميع وصفة كل الحقب التاريخية وتصح نظريتي ، فلا يجوز لكاتب أو مفكر أو عالم اجتماع أو عالم سياسية أو عالم تاريخ ان يستشهد بوقائع التاريخ وحقائقه ،لأنه لا صحة لما حدث، ولا صحة لما وقع، فليس هناك شهداء عراقيون يقعون صرعى انفجارات وسيارات مفخخة واغتيالات وعبوات ناسفة والذين يكتبون عن ذلك مصابون بالخرف وهم أقلام مأجورة ولا صحة لما كتبوه وهم مصابون بأمراض نفسية، ولابد ان (يفكوا ياخة) عما يحدث فما يحدث هو وهم وعداوة لهذا الحزب أو ذاك .
 
مرض تضخم المسؤول
 
ومن أمراض جمهوريتنا مرض تضخم الذات بعد استلام المنصب أو الدخول في حزب. إذ يستطيع أي عابر سبيل جاهل تولى منصبا ،ان يكون مفكرا من طراز رفيع لايسمع مايقوله الآخرون من أصحاب الفكر والثقافة والخبرة، ولكنه يتحدث بكل ثقة عن الدولة وعن الدستور، وعن فصل السلطات والفدرالية والديمقراطية والحكم الرشيد والحكم السعيد والحكم العنيد ومرض التضخم النقدي ويعتبره علامة على الرفاهية والقدرة الشرائية وتوفيرا ماليا. وهذا التضخم أصاب 101% من ذوي المناصب والعضويان الحزبية العالية الذين يخلطون بين الأيديولوجيا والميثولوجيا، وبين الفيمينولوجيا والانثربولوجيا، وبين الفسيولوجي والبيولوجي. وبين التوتاليتاريا والبروليتاريا, وبين الابستمولوجي والهيستورولوجي. واكتفي بهذا القدر من المفردات الجدلية والإشكالية ، وهما مفردتان تولع بهما الكتاب والصحفيون والسياسيون العراقيون بعد إضافة مفردة أجندة ، والمربع الأول ، إليهما لتكتمل الثقافة اكتمال القمر يوم الرابع عشر من كل شهر . وهذه الأعراض هي في الحقيقة والواقع على حد قول المرحوم مصطفى جواد، هي لمرض احتقار الثقافة واعتبارها خرافات ليبرالية وديمقراطية وعلمانية، والاحوط ان تبقى هذه الثقافة بيد الباعة المتجولين الذين يتجولون من شارع لشارع بحثا عن مقر حزب أو بيت مسؤول ليبعونه بضاعتهم التي لم تكسد رغم تغير الأنظمة والحكومات والأشخاص والعهود وتحول النظام من ديكتاتوري إلى ديمقراطي.
 
مرض النزاهة 
 
ومن أمراض جمهوريتنا ان الفساد أصبح هو الصحة، وان النزاهة أصبحت هي المرض. وقد اخبرني صديق ان المهندس النزيه الوحيد الذي لايوقع على مقاولات وهمية أو غير قانونية في مدينته الجنوبية قد تم تفجير بيته وهو خارجه إنذارا له ، فهرب المريض بالنزاهة مع زوجته إلى سوريا التي صارت شقيقة ولا اعني مرض الشقيقة الذي هو دوار نصفي شفى الله مرضاه منه.واقترح ان نسمي بعض دول الجوار الدول (العديقة) لأننا لانعرف هلي عدوة أم صديقة؟
من أمراض جمهوريتنا المستفحلة مرض معالجة الأزمة بإعطاء دواء هو عبارة عن أزمة أخرى.  فصرنا نحل الأزمة بإيجاد أزمة أخرى لتستمر سياسة خلق الأزمات، حتى يمكن وصف جمهوريتنا بأنها جمهورية الأزمات الديمقراطية.
ومن أفدح أمراض جمهوريتنا ان الفضيحة لاتدفع صاحبها للتواري عن الأنظار حتى لو كانت الفضيحة جنسية مصورة بالصوت والصورة قد يكون قد دبرها له خصومه ووقع في فخها. فهناك من أصبح يتباهى بفضائحه سواء فضائح الفساد المالي أو الفساد الإداري أو الفساد الأخلاقي الجنسي ويعتبرها طبيعية في وضع طبيعي تغيب فيه معايير الشرف والكرامة والمسؤولية والشذوذ عن القاعدة الأخلاقية ومع هذا نصيح ان الغرب شاذ وغير أخلاقي في حين يطاح بأكبر مسؤول شاذ جنسيا أو ماليا أو إداريا أو ضبط بوضع جنسي أو وضع مالي أو اكتشف ذلك عنه.ان مرض السرقة أصبح هو العافية التي يتباهى بها كثير من المسؤولين والموظفين ولكي يبعد احدهم الشبهة عنه ماعليه سوى إعادة نشر الفضائح في موقعه الالكتروني لكي يقول إنني عدو الفساد الأول بعد ان يحمد الله على الثروة التي انزلها عليه من خزائن الدولة ولم ينزلها على العباد المؤمنين بالعدل والشرف والأمانة والاستقامة والفضيلة والحرية والحق والواجب وخدمة العباد الآخرين من فقراء الله في أرضه حتى أني سمعت ، بالصدفة لأني اقل من يشتهد تلفزيونا، الناطق باسم الحكومة في لقاء مع العربية يستنكرا التفجيرات واصفا العراقيين بـ (الحفّاي) وبعد تسع سنوات لم نستطع في نظامنا الجديد ان ننسى صدام الذي كان يحلو له ان يصف العراقيين بالحفاي أيضا. ولا اعرف متى تأتي حكومة تلبسهم أحذية ؟
ومن أمراض جمهوريتنا التي أخشى ان تكون أمراضا مزمنة هي ان الجميع يتحدثون عن الفساد ويدينونه ويفضحونه في الصحف والمواقع الالكترونية ولكن ليس هناك أي إجراء حكومي أو قضائي ضده. وبذلك سيكون الفساد ظاهرة سياسية. أي مسيسا محميا بنفوذ الأحزاب والسياسيين ليكون سياسة رسمية لاتتعافى منها جمهوريتنا المجيدة.
 
مرض الطائفية بدل الوطنية
 
لا اعتبر الطائفية من أمراض جمهويتنا فقط لأنها أصبحت مرضا إقليميا عربيا وإسلاميا. وهي بذلك مرض تاريخي اشتد بين الصفويين والعثمانيين منذ القرن السابع عشر  وكان العراق ضحيته. فقد كان السلطان مراد يغادر بغداد ليذبح ثلاثين ألف شيعيا قربة إلى الله تعالى في الشماسية بعد أخذهم من الكاظمية.  وكان الشاه نادر يأخذ ثلاثين ألف سنيا أثناء خروجه من بغداد ليذبحهم قربة إلى الله تعالى على طريق خانقين. ومطلوب منا إعادة هذا المجد التاريخي شغفا بفكرة إعادة التاريخ التي شغف بها صدام فأعاد تمثيل القادسية، ولكن مدة العرض الدامي استمرت ثمانية أعوام بدلا عن أربعة أيام أشهرها يوم عماس وهو اليوم الثالث وليلة القادسية وهي ليلة الهرير أصعب ليلة على المسلمين والتي انتهى بها القتال بهزيمة الساسانيين.
كثيرة هي الأمراض في الجمهورية العراقية ومن إمراضها ان الجمهورية هي سلطة وحكومة وليست دولة. ومن أعراض هذا المرض ان الجيش والشرطة وأجهزة الأمن لا تعمل تحت أمرة الدولة وبنظام الدولة وإنما بأوامر وتوجيهات سياسية لطرف واحد أو حزب واحد أو شخص واحد . فإذا ذهبت الحكومة في انقلاب أو حرب أو انتخابات ذهبت معها أجهزتها .ولذلك ليس لنا نظام خدمة مدنية حيادي يعود للدولة لا للسلطة، يجد فيه المواطن العراقي درعا لحماية حقوقه.
ومن أمراض الجمهورية ان التعليم إيديولوجي يؤدلجه كل حزب يستلم السلطة ويغير المناهج من إيديولوجيا إلى أخرى ومن عقيدة إلى عقيدة حتى تحول مفهوم العلوم إلى عقائد شخصية أو حزبية أو مذهبية. ورغما على انف الديمقراطية يتحول التعليم إلى ما كانت الكنيسة تفرضه على الناس. وبالتأكيد ليس صحابيا أو خليفة مسلما من كشف قوانين الجاذبية. وبالتأكيد فان جاليلو قد  أفاد المفسرين المسلمين المعاصرين حين أكد على كروية الأرض فهم لايبرحون يرددون (والأرض وما دحاها) ومعنى ذلك ان الكرة الأرضية ليست مستوية وإنما (بيضة) في الكون ، وان ما نطلق عليه (البسيطة) أي الأرض يعني ما هو مبسوط أمام ناظرينا فقط.
وبالتأكيد فان نيوتن لم يكن سوى شخص اكتشف قانون الجاذبية وهو قانون طبيعي موجود في الكون وليس في أوهامه أو في تدينه أو عدم تدينه. والجاذبية ليست قانونا مسيحيا أو يهوديا وإنما هو قانون طبيعي موجود منذ بدء الكون واستمر حتى خلق الإنسان الذي اكتشفه.
فما خطب بعض شيوخ الدين يقترحون تعليما خاصا للشيعة وتعليما خاصا للسنة، وكأن للسنة قانونا خاصا للجاذبية يختلف عن قانون الجاذبية الشيعي؟
وبعد مرور آلاف الأعوام على الأديان السماوية من حقنا ان نسأل: ما بال رجال الدين لايكتشفون شيئا طبيعيا وإنما على العكس نراهم يحرقون أو يقتلون أو يعدمون أو يحاكمون  العلماء من غالليلو إلى برونو إلى ابن رشد فيما يدعون انهم رجال علم ،وان الدين يوقر العلم والعلماء؟ حتى المصلح الديني البروتستانتي كالفن الذي أصبح له مذهب اسمه الكالفنية قد احرق عالما اكتشف الدورة الدموية الصغرى.
 
مرض شراء الذمم
 
ولدينا مرض شبه مزمن هو مرض شراء ذمم الصحافة والإعلام وتوزيع أموال الدولة دون قواعد أو قوانين وكأننا في دولة شمولية وليست ديمقراطية. وهذا المرض مرتبط بمرض التحدي لكل فضيلة ورأي سديد فبدلا من ان نعيد تنظيم الصحافة نسمع ان نقابة الصحفيين سعت إلى تمتع المتزوجين من أعضائها وهم بالآلاف عبر إهدائهم غرف نوم (وليس لي تفسير سايكولوجي لهذا)ويذكرني هذا بما قام به معاوية لاستفزاز علي بن أبي طالب وتحديه له حين بعث له برسالة يعلمه فيها الإسلام وكيف نزل الدين على محمد وكأن عليا كان من أعداء الإسلام ومعاوية كان يشهد الوحي في بيت محمد فاضطر الرجل المكلوم إلى ان يجيب معاوية قائلا ( أما بعد، فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء الله محمدا صلى الله عليه وآله لدينه، وتأييده إياه بمن أيده من أصحابه، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى ونعمته علينا في نبينا.....ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة ، ولست هناك وأنى يكون ذلك ومنا النبي ومنكم المكذب ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف ومنا سيدا شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار ومنا خير النساء ومنكم حمالة الحطب؟)أليس ما يحدث هو ما حدث من قبل فليس معاوية إلا رمزا واقعيا، وليس علي إلا رمزا واقعيا نقيضا لذلك الرمز.
وزيادة في أمراض الجمهورية اتصل بي احد مدراء المراكز الثقافية التي صارت تفتتح في الخارج وقال( أنا الدكتور فلان مدير المركز الثقافي العراقي نريد ان ندعوك لحضور حفل افتتاح المركز) فقلت له  عفوا أنا لست مثقفا ولاعلاقة لي بالمركز ولا بالثقافة العراقية. واتضح ان الوزير أرسل ابن أخته وزوج ابنته والحاصل على الدكتوراه قبل سنتين عن موضوع جهاد المقاومة العراقية ضد الأعداء. واعتقد انه دعاني بعد ان اخبرني شخص ان مركزا للثقافة العراقية قد افتتح فلماذا لم يدعوك للحضور؟  فقلت له لو دعوني لكان ذلك أمرا غريبا،  فاخبر هذا الشخص المثقف الجديد صاحب دكتوراه الجهاد والمقاومة ضد العراقيين فتفضل وتنازل فدعاني. أليس مرضا ان مثقفي العراق لايعرفون عن إدارة ثقافتهم شيئا وان الثقافة بيد إرهابيين وأميين وجهلة وأقارب هذا الوزير أو ذاك ثم يقال (الثقافة العراقية).
ومن أمراض جمهوريتنا ان منتخبنا الوطني حين يفوز يستقبله شيخ دولة خليجية ولا يستقبله رئيس جمهوريتنا أو رئيس وزرائها. ومن أمراض جمهوريتنا الصعبة العلاج  إنها ست جمهوريات : واحدة لإيران وواحدة لسوريا وواحدة لتركيا وواحدة للكويت وواحدة للسعودية وواحدة سادسة للأردن. وكل واحدة من هذه الجمهوريات الست لها ممثلون في الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والصحافة والفضائيات والمنظمات المدنية التي تقبض ولا تعمل.
ومن أمراضنا الجمهورية ان كل مسؤول يقرأ علينا مقالاته في خطب وتصريحات وتحليلات تلفزيونية ليجعلنا نكتشف أننا في محنة وفي أزمة وفي ورطة وفي هاوية تجعل الشعب شبعانا بالخطب ومستورا بالبيانات ومتخوما بالتصريحات ولذلك يصاب الناس بعسر الهضم والكوليسترول والضغط .
ومن اخطر الأمراض ان الاختصاصات قد ألغيت، ومن أعراض هذا المرض ان كل وزير سواء في الوزارة أو بعد مغادرته الوزارة يتحول إلى كاتب يقترح على الحكومة والشعب ما لم يقترحه أثناء استيزاره ، وان كل مسؤول هو مفكر ومثقف وفيلسوف، وان كل من يرغب في الحصول على قطعة ارض ثالثة أو رابعة ومكرمة عاشرة يدخل نقابة الصحفيين ويحصل على فراش زوجي مريح بغرفة نوم مهداة بمناسبة عيد الصحافة الذي احتفلنا به لأول مرة في العيد المئوي عام 1969  وكل ما قدم لنا هو عشاء في حدائق قاعة الخلد التي تحولت إلى مزبلة في المنطقة الخضراء.
 
شئ من التاريخ
 
(وكان أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك مولعا بمغنيتين هما حبابة وسلامة القس. وكان يزيد ذات في مجلسه فغنته حبابة وسلامة فطرب طربا شديدا فقال أريد ان أطير فقالت له حبابة يا مولاي فعلى من تترك الأمة وتتركنا؟)
وفي الختام اذكر لكم ما قاله انجلز بعد وفاة ماركس عام 1883 أين أنت ياماركس لترى كل هذا؟ وربما كان يقصد انتشار الماركسية أو تحريفها وهي صيحة تصلح لحال الأحزاب الشيوعية اليوم . أما أنا فدعوني أصيح ، وبالعراقي الفصيح: وينك يا ابوذر الغفاري؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . نبيل ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/19



كتابة تعليق لموضوع : الجمهورية العراقية المريضة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net