صفحة الكاتب : محسن الجيلاوي

رد على مقالة كاظم حبيب (وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق)
محسن الجيلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

محسن الجيلاوي / كاتب وسياسي مستقل - السويد 
 
أخيراً وتحت ضغط الرأي العام والصحافة على الأستاذ كاظم حبيب، وبعد تردد وانتظار، أعترف وأقر بما كان قد طرح ونشر قبل حوالي أكثر من سنة، من أنه يستلم راتب برتبة  وزير متقاعد من الإدارة الكردية المحلية، حسبما ورد في الصحافة الكردية ومن بعض التسريبات في حينه. 
 
كنت أتمنى من الأستاذ حبيب، وهو سياسي وكاتب قضى دهراً طويلاً في الحياة السياسة، أن يستخدم تجربته هذه في صياغة مداخلة عقلانية ومحكمة في الدفاع عن نفسه بطريقة أفضل، وأن يبتعد عن التبريرات الضعيفة وأن يعتذر عن ممارسته الغريبة هذه، لكي يجعلني وغيري أيضاً في وضع أن أتفهم ما يريد أن يقول، وبالتالي أشعر ولو للحظة فقيرة واحدة أني كنت مخطئا في ما قلته في أحدى مقالاتي عن هذا التجمع وأغراضه وأشخاصه لا أن يشن هجوماً عشوائياً مضطرباً، حيث جاءت هذه المقالة لتؤكد بما لا يقبل الشك على محاولة قلب الحقائق ومحاولة تسطيح عقولنا عبر مقالة تستخدم المشاعر على أفعال السياسة ودلالتها فالخبرة في فهم بواطن وخلفيات الأمور ليست حكرا على أحد فالجميع نضج مع تجربة عراقية مريرة يعرفها جيدا الأستاذ كاظم حبيب قبل غيره، ومحاولة مضحكة حقا بجعل المقارنات بهذا المستوى عبر الهروب للأمام، وبالتالي أصبح من يحضر (ماديا) على موائد الحكام ( ثوريا ) رغم كل الازدحام الموجود في هذه الفعالية من حيث الشكل والمضمون والترتيب والتزكية والمال والفنادق وبطاقات السفر ومعها خمس سنوات كنصير تعطيك هبه لا يحلم بها ملايين من المناضلين أقصد (تقاعد وزير) ، وليصبح في الجانب الآخر كل من حمل التساؤلات المشروعة تجاه العناوين والطرق هذه وبجرة قلم أصبحوا بنظركم وعاظ سلاطين... رغم أن أي مقارنة بسيطة ومنصفة ودون ذكر الأسماء أستطيع القول أن الذين كتبوا عن هذا التجمع يعيشون بشرف من عرق جبينهم أو من المنح الشحيحة التي يأخذونها وفق قوانين البلدان التي يعيشون فيه أخر أيام العمر... وكل تبريره لاستلام تقاعد بدرجة وزير غير مقنع حتى للسذج سياسياً فكيف بنا ونحن خبرنا دروب السياسة وتعلمنا وتتلمذنا في قسط من هذه الرحلة التراجيدية للأسف على (أيديه) بحكم كونه كان قائدا في أعلى هيئة حزبية ومعها نظّر لكل (الفتاوى) التي مارسها الحزب فعليا كأحلام وبديهيات غير قابلة للنقاش وطاردة لكل من له وجهة نظر أخرى في تراكم هذه السياسات التي قادت إلى أن تتسع رقعة الدماء التي سالت عبثا وبسهولة فائقة في العقود الأخيرة من مشوار الحزب المعروف...!
 
 ساترك تلك المقدمة الإنشائية عن أهداف التجمع فهي تشبه برامج الأحزاب الأيدلوجية التي تتبخر بأول منعطف يناقش موضوعة الحرية والديمقراطية ، لقد ذكر أحد الذين اشتركوا مع الأستاذ كاظم حبيب مقارنات بائسة مشبها ذلك كما في حركة ( السلام الآن) في إسرائيل وفي تضامن البيض مع السود في جنوب أفريقيا متناسيا أن الحركة الأولى كانت تدافع وتتظاهر في الشارع اليهودي وكان أعضائها يدخلون السجون والمعتقلات جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين والثانية كانت حركة مناضلة وسط البيض في حين كان زعيم السود ( نلسن مانديلا) في السجن، وكلاهما حشدت وكسبت الأعضاء وجمعت الأموال لمساعدة فقراء هذه الشعوب عكس الحالة التي يتنعم بها استأذنا الفاضل!
 
 لقد عشت عقد من السنين في كردستان وكان النظام ينثر الكيماوي على الشعب الكردي وعلى أنصارنا وعلى القرى المنكوبة لم نسمع لعشرات من هؤلاء إي صوت تضامن، سبحان من غير الأحوال! 
 
أستطيع القول أن الذين حضروا هذا المؤتمر بهذه الطريقة المسرحية أساءوا بشكل واضح  لمفهوم أن تكون صديقاً لشعب مظلوم من حقه أن يعيش بسلام وبحرية وتآخي مع جيرانه وبعيدا عن قعقعة الطلب من حاكم الإقليم لتنفيذ هكذا فعالية فاشلة في كلا الشارعين، فلا الشارع العربي صدق هذه النوايا لأنها أرادت أن تخاطب هذا الشارع ككتلة غير واعية وتصدق كل ما يصدر من أربيل،  ولا الشارع الكردي احترمها لأنه لم يجد نفسه فيها في مشاغلة الكثيرة فيما يتعلق بالحقوق الأساسية من حريات وعيش كريم حيث يصادرها بعهر أحزاب هرمة وشائخة ومتغطرسة وبعيده عن مبادئ التحضر سواء في آليات عملها أو في تاريخها الأسود...!
 
وسأضع نص ما كتبه الأستاذ كاظم حبيب بين قوسين :
 (ولم يكتف البعض من هؤلاء تشويه الحقائق عن المشاركين في المؤتمر وجلساته ونتائجه فحسب، بل ادعى البعض بملكية البعض من أعضاء التجمع والمساندين لنضال الشعب للقصور والأطيان مما دفع ببعض الأخوة الكرام إلى تكذيب هذا الادعاء الوقح. وطالب الدكتور صادق البلادي من قوى التيار الديمقراطي أن يمارسوا ذلك أيضاً والذي لم أجده مناسباً بأي حال. ومع ذلك فلا بد لي من تأكيد كذب هذا الادعاء بالنسبة لي أيضا, فأنا لا أملك قصوراً ولا أطياناً ولا داراً أو كوخاً أو شبراً من الأرض في إقليم كردستان وفي كل أنحاء العراق وفي الخارج أيضا, والشقة التي اسكنها في برلين ادفع عنها إيجاراً شهرياً, رغم إني كنت أستاذ جامعة في العراق وفي الجزائر وكنت عضواً متفرغاً في المجلس الزراعي الأعلى بدرجة خاصة هي قريبة من درجة وزير وأحلت في حينها بعد اعتقالي من قبل أجهزة أمن صدام حسين على التقاعد وبدون تقاعد وإنزالي درجتين وظيفيتين. وحين منحت تقاعد بدرجة وزير في إقليم كردستان بسبب نضالي مع قوى الأنصار لما يقرب من خمس سنوات وحقي في التقاعد الذي يمتد إلى ما يقرب من خمسة عقود جن جنون البعض واتهموني بشتى التهم وكأني أبتلع السحت الحرام أو أعيش على حساب الشعب الكردي. وهي فرية ما بعدها فرية. وقد سجلت هذا التقاعد في مديرية المالية العامة في ألمانيا وادفع عنه ضريبة وبقية ما ينبغي أن يدفع بحيث لا يبقى منه إلا النصف تقريباً الذي بالكاد يكفي للإيجار والمعيشة في ألمانيا. ولو كانت الحكومة العراقية قد سهلت أمر تقاعدي والذي يصل إلى حدود راتب بدرجة وزير لشكرت الأخوة وتسلمت راتبي من الحكومة العراقية. كنت أتسلم راتباً قدره خمسة آلاف دولار شهرياً حين كنت أعمل بدرجة أستاذ في جامعة الجزائر ولثلاث سنوات. ولكني تركت هذا الراتب والعمل الجامعي, كما تركت زوجتي وأطفالي, كما فعل غيري من المناضلين, وغادرت إلى كردستان للمشاركة في النضال المسلح, كنت مع الكثير من رفاق النضال في العديد من المرات اقرب إلى الموت منا إلى الحياة بسبب هجمات قوات النظام الفاشي حينذاك. وها نحن نعتبر إننا نعيش حياة إضافية. هذا كان حديثنا ونحن نستعرض أيام النضال المسلح قبل أيام في أربيل مع الرفيق الفاضل عزيز محمد. وقد استشهد الكثير منا أيضا, وكانت لنا فرصة البقاء على قيد الحياة)
 
لننسى إنكارك للأطيان فهذه من خيالك، لقد كتبت الصحافة الكردية ونشرت قوائم عن إفساد سياسي... فعليك أن لا تنسى أن الشعب الكردي أيضا شعب حي وله صحافة ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب وقوى يهمها دفع كردستان وشعبها نحو الأفضل.. !
 
 قبل أكثر من سنة جاء في كتابة احد الأشخاص المعروف بتاريخه وعلاقاته السياسية ( شوكت خزندار ) عن ذكر أنك وبعض من الأشخاص استلمتم هذه المكرمة مقابل (طمطمة) قضية بشتآشان وقد راسلك عدد من الأنصار متسائلين عن صحة ذلك  ولكن مثل كل مرة عند قادة الحزب يطغي الغرور على فائدة الرد الواضح والصريح ولو من باب احترام الرفقة التي جمعتنا... بعدها جرى تناول هذا الأمر علنا وأصبح شائعا ومعروفا وبحكم الأكيد ..وما مقالتك هذه إلا محاولة لتبرير انزلاقكم في وادي التبعيات السياسة.. أما أن وظيفتك في العراق (مجلس زراعي الأعلى) فهي لم تنتج لنا سوى مشروعك عن ( التطور اللارأسمالي، ومعاً يداً بيد مع الديمقراطيين الثوريين (البعثيين) حتى بناء الاشتراكية) الذي هُزم ومعه سفح دم غزير لآلاف الرفاق الذين ضيعتهم سجون التحالف، ولم تذكر حقوقك المدنية المترتبة على إلقائك لمحاضرات عن الماركسية ب(تكليف وموافقة قيادة الحزب حسبما ذكرت) لمعهد الأمن القومي والذي أسسه ناظم كزار بتكليف من صدام حسين كي يتعلموا كيفية سحق الشيوعيين حد الكفر..ثم تعتقد بأحقيتك بهذا التقاعد كونك تركت الجزائر والعراق ووو.. ولم تنصفك السلطة الحالية بالتقاعد.. سؤال لك نحن الآلاف من الأنصار الذين لحقناكم في هزيمتكم هل تعتقد جئنا من المزابل .. أليس لنا أهل وأمهات وزوجات وحبيبات وأطفال ومدارس وأموال وشهادات ووظائف...؟؟؟ من منا أعيدت له السلطة الحالية أرضا أو مسكنا أو راتبا ...؟؟ وحدكم انتم كان يستفيد دوما من عرقنا ودمنا ... لقد كنت وهذه القيادة في وضع من يستفيد من كل التنقلات السياسية التي ورطتموها بها أنتم وليس غيركم..؟ وإذا كان صحيحا ومنطقيا أن خمس سنوات نضال تعطيك حق تقاعد وزير، فهذا يعني بحساب بسيط أن مئات من الأنصار يستحق تقاعد رئيس وزراء.. ولو كان الأمر لوجه الله لماذا لم تعط هذه المنحة لشخصيات كانت في كردستان وأكثر نفوذا حزبيا وتاريخا منك رغم اختلافي الشديد مع جميع هؤلاء مثل باقر إبراهيم وآرا خاجادور أو المرحوم أبو يوسف ومشاكس عنيد لكل الأنظمة مثل بهاء الدين نوري الذي رفع رسالة احتياج إلى رئيس الجمهورية  والعشرات غيرهم ......؟؟
 
القادة العظام في التاريخ من يقدمون مثالا  في الإيثار والنزاهة والصدق والاستقامة أمام جنودهم وشهدائهم أما انتم فمصيبة حقاً...!
 
أما عندما يجن جنون البعض فهذا يعبر عن حالة (اليسار) في تبرير الأمور بعيدا عن واقعها الملموس... أليس من حق حزب الدعوة نهب الأموال وتوزيعها على أعضاءه تحت نفس الحجة (مناضلون)؟؟ .. لماذا تحللون على أنفسكم وتحرمون على الغير ..؟؟ وقد فعلتها أحدى القابضات فهي تدعي محاربة الفساد في بغداد لكنها تقبض راتب نائب وزير من كردستان رغم أن ارثها النضالي مقارنة بعشرات من الرفيقات يكاد يكون ضعيفا ومعدوما...هذا التناقض لن يفيد في تبرير واقع الحال المرير في منطق الأشياء وفق مزاج مريح ينتصر لنشوة البعض في الخروج من المسميات التي صاغها وعي الناس وخبراتهم ومشاهداتهم الملموسة...!!
 
دعوة إلى كل التيارات النظيفة وقوى المجتمع المدني وكل سياسي ومواطن كردي يهمه سيادة القانون والعدالة وعدم هدر الأموال في صفقات الأحزاب السياسية أن تفضح وبشدة هذه الممارسات وأن تجري مطالبة فعالة بمحاسبة من أهدر المال العام وعلى الذين تورطوا في الإفساد السياسي مراجعة سريعة وجريئة للذات وان يقوموا بأبسط نقد ذاتي عبر إعادة هذه الأموال إلى خزائن الدولة العراقية عاجلا.. عداها ستطالهم يد العدالة التي ينشد ويناضل من اجلها فقراء العراق بكل صبر وعزيمة...!!
 
على الدولة العراقية التي نحلم بوجودها أن تقف موقفا حاسما  إزاء هكذا أشكال غير قانونية تصوغها عقول سلطات محلية تحت قوانين (قرقوشية) تسقط بأبسط تحليل منطقي للأمور...!! 
 
شعبنا يعيش العوز والفقر والحرمان علينا نحن الملايين من الذين نعيش بأوضاع أفضل السعي في مساعدته على أقل مستوى عبر العفة ونظافة اليد والعقل والمغايرة المنتمية إلى تجربة الشعوب الحية في بناء أمم عصرية وحديثة ومزدهرة عبر تشجيع الدول والشركات في أوطاننا الجديدة على أهمية الاستثمار هناك وبناء علاقات ونشر الخبرات وطرق الحداثة وتعزيز ركائز الدولة العصرية والقانون ومكافحة الرشوة كمرض عالمي ينخر في اقتصاديات الشعوب وبشكل خاص الفقيرة منها حيث تتعرض للنهب المزدوج والعلني وبالتالي رفع حالة الحيف والإملاق والعوز والفقر وتدني مستوى التعليم والصحة والوعي التي تخيم على حياة الملايين من أبناء شعبنا ..!
 
ما قلته في هذه المقالة يجعلني أقول بصوت عال أنكم اشتركتم في جريمة جز رقابنا في كردستان كجنود فقط ..لكي تتقاسموا الغنيمة مع قتلتنا ...سأضعكم من اليوم على قدم المساواة مع عيسى سوار وكاك مسعود ومام جلال وناوشيروان ...هنيئا لك...!
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محسن الجيلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/22



كتابة تعليق لموضوع : رد على مقالة كاظم حبيب (وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net