(شهداء) حريق الحمدانية؟! لا أكره أحد ولكني أكره الإستغلال.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في زلة لسان وأثناء تأبين القتلى في المقبرة المسيحية قال القس عمانوئيل توما : (أتمنى في الإحتفالات القادمة أن تضعوا المشروبات الروحية خارج مكان الإحتفال ، لأنكم رأيتم ماذا فعل إشتعال الخمر بالمدعوين).
هذا الكلام الذي أذاعتهُ الإذاعة الآشورية في نقل مباشر، دفعني للإتصال بقريبتي التي كانت في الحفل ، وسألتها عن ملابسات الحادث الذي أحرق أكثر من ثلاثمائة مسيحي آشوري بينهم بنت خالتي الشابة الجميلة. فقالت : إن سبب الحادث هو أن أحد النساء جفلت من صوت مفرقعات رماها طفل وبسبب خوفها إنقلبت الطاولة التي كان عليها مئات الأقداح وقناني الخمر السريع الإشتعال فإلتهب المكان بسرعة هائلة فاجأ المدعوين المشغولين بالرقص والشرب ، وإنفجرت بقية القناني التي يبلغ عددها أكثر من أربعمئة قنينة هي هدايا لحفل الزفاف.
إذن إن سبب إشتعال المكان بهذهِ السرعة هو كميات الكحول الهائلة التي كانت في وسط قاعة الإحتفال قرب الباب ولهذا لم يستطع المدعوين الهروب لأن الباب كان يثور بالنيران المشتعلة وقناني الكحول المنفجرة ترمي بشضايا الزجاج فحوصر الجميع وهكذا كانت الفاجعة.
لعل الغريب في المسألة أن ممثل الآشوريين السريان سمير ميخا في مجلس المحافظة إنتقد القس على كلامه هذا ، لأن بعض السياسيين الآشوريين يريدون أن يحسبوا قتلى حريق الخمر (شهداء) ، ينالون كامل حقوق شهداء الحشد الآشوري.
طبعاً هذا إستغفال للدولة وإستغلال وإنتهازية ، لأن العراق في كل يوم تحصل فيه حرائق ويسقط ضحايا بالعشرات في حرائق أو حوادث سيارات.
على كل حال أنا لست ضد أي قرار ، ولكن على أي إنسان يتحمل نتيجة غفلته وأفعاله ، وحادث الحمدانية هو نفس ما حصل لكنيسة العذراء في الموصل الذي إشتعلت فيها النيران نتيجة إشتعال (الخمر المقدس في المذبح) ، الذي يشربونه قبل الصلاة لنيل بركة يسوع في أولى معجزاته صانع للخمور فاشتعلت الكنيسة وإحترق المصلّين بالعشرات. حيث يقول الإنجيل أن يسوع المسيح كان في أحد الأعراس ، ولمّا فرغت الخمر طلبت منه أمه القديسة مريم العذراء أن يصنع لهم الخمر ، فطلب يسوع أن يملأوا سبعة أجران كبيرة بالماء ، ثم قرأ عليها إسم الله فتحول الماء إلى خمر صرف ، أعجبت الوالي الروماني الذي كان حاضراً ، وهذه هي الخمر المقدسة التي يتم شربها في المناولة.
يقول يوحنا في إنجيله : (في اليوم الثالث للعرس كانت أم يسوع هناك ودُعي يسوع أيضاً للعرس ، ولما فرغت الخمر قالت مريم العذراء لإبنها يسوع : ليس لهم خمر .. وكانت هناك ستة أجران ، فقال لهم يسوع : إملأوا الأجران ماء . ثم قال لهم إسقوا . فلما ذاق رئيس المتكأ الخمر قال إنها خمر جيدة. فسكروا جميعا وكانت هذه أولى آيات مجده). إنجيل يوحنا ٢ : ٣ ــ ٩.
هذه الخمر هي سبب مصيبة قاعة الحمدانية. علماً أن الكحول مصنوعة محلياً وفيها أكثر من تسعين بالمائة من الكحول. أي أنها أسرع إشتعالاً من البنزين. ثم ساعدت كراسي البلاستك على إتمام بقية الحريق.
الغريب هو تعلق المسيحية بالخمر مع أنهم يقرأوا قول الرب : ( يكون عظيما أمام الرب الذي لا يشرب خمراً ولا مسكراً). إنجيل لوقا ١: ١٥.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat