صفحة الكاتب : حسن الخفاجي

صداميون يقتحمون بيوت العراقيين !
حسن الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سياسة  الهبات والمنح والإكراميات , التي أوجدها صدام  خلقت شريحة كبيرة من العراقيين بمثابة شحاذين ,ينتظرون دائما "هبات القائد ومكرماته" .هؤلاء كثيرا ما نشاهدهم في الحياة العامة ونشاهد بعضهم من خلال شاشات اغلب الفضائيات العراقية .سياسة المكرمات الصدامية أفرزت أيضا صداميون جدد !!.

الصحفيون والكتاب والشعراء الذين صوروا صدام بصورة الإله مازالوا بيننا , خرج منهم جيلا جديدا  اغلبهم من المتملقين القدامى الذين نزعوا الزيتوني ومسحوا نقطة الحياء عن وجوههم , ليغرقوا المسؤولين الجدد بالأسلوب الرخيص ذاته من المديح , وكان التاريخ يعيد نفسه !!.
أظهرت لقطات تلفزيونية شاب عراقي قطعت ساقاه  بجريمة إرهابية بمظهر المتسول الذي حظي"بمكرمة" عبارة عن كرسي متحرك  وكأن من منحه الكرسي  يعيد لعب دور "القائد الضرورة" في الزمن الديمقراطي !. كان ذلك الشاب عفيفا ومسحة الحياء العراقي غطت وجهه , لأنه طوال بث فلم تكريمه وهو يشيح بوجهه عن شاشة كاميرات المسؤول , التي لاحقته كظله بصلف .لقطة تكريم الشاب  العراقي أعادتني لإطلالات صدام اليومية وأحاديثه , التي خاطب فيها العراقيين في أكثر من مناسبة قائلا :"انا من ألبس العراقيين النعل بعد ان كانوا حفاي" .
على المسؤولين العراقيين ان يخافوا الله في فقراء العراق , وان لم يخافوا الله عليهم ان يخجلوا من إظهار العراقي بمظهر الشحاذ .لأنهم بذلك يحاكون ثقافة البعث وصدام  ويطبقونها .
أي مسؤول  من هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بحركاتهم الصدامية تبرع من ماله الشخصي وليس من أموال الشعب العراقي ؟.لايوجد.
النشاطات التي يريدون إبرازها هي من صميم واجبهم الوظيفي .ان كان فيها ما يخدم الناس يجب عليهم فعله دون ضجيج إعلامي فارغ.
وإلا ما معنى "زار سيادته  وأمر سيادته ,والكاميرات تظهر أسبوعيا تفاصيل زياراته وجولاته الميدانية " .
في العراق الآن وعلى ساحته السياسية ممارسات لا تمت إلى الديمقراطية بصلة .ابسط مسؤول في الدولة العراقية دكتاتورا بتجاوزه على القانون وانفراده بتطبيقه حسب هواه .ابسط ما يمكن ملاحظته في هذه الجزئية مواكب اغلب المسؤولين والبرلمانيين , وما ترتكبه من تجاوزات مرورية وتجاوزات بحق العراقيين.
لدي معلومات عن بعض الحوادث , ولدي أسماء لمسؤولين وبرلمانيين لو أردت سردتها لكان بإمكاني تأليف كتاب من الحجم الكبير ولسميته: يوميات خربطان في جمهورية هوسه ستان .
سأعمد إلى ذكر بعضها دون ذكر أسماء , حفاظا على من أتمنوني وكتبوا لي عن هذه الحوادث بالتفاصيل والتواريخ .
برلماني جاء بموكبه في الاتجاه الخاطئ "عكس السير" أوقفه شرطي مرور شجاع , نزل احد أفراد حمايته وكال الشتم للشرطي قائلا : "ألا تعرف ياطنطل يا ابن ال….. ان هذا الموكب هو موكب النائب....ال , سنرميك للكلاب ان أوقفت موكبنا ثانية !!"خوش ديمقراطية  سفري".
البرلمانية.... ال .جلبت والدتها إلى مستشفى ابن البيطار في العام الماضي , بعد قليل من وصولها الردهة خاطبت "النائبة المصون" أطباء ومنتسبي الردهة بلغة  ينفر منها حتى من تربوا في الشوارع , ملوحة بالوعيد والتهديد , لا لسبب , إلا ليعرف الجميع ان الراقدة في المستشفي هي والدة نائبة , تمثل امتداد حقيقي لحقبة صدام.
سمعنا عن عشرات الحوادث لاعتداءات تعرّض لها  الصحفيون والعاملون في المستشفيات وبعض الدوائر وهم يؤدون واجبهم , من  أطقم حمايات المسؤولين !!.
كيف سيكون تصرف أفراد الحميات مع باقي أبناء الشعب؟ .
المسؤولون الذين يستغلون مراكزهم الوظيفية ويقتحمون بيوت العراقيين , من خلال برامج الوزارات والمحافظات وبشكل أسبوعي منتظم , يحاكون صدام في هباته ومكرماته , هؤلاء يظهرون عبر شاشة الفضائية العراقية "القناة شبه الرسمية"  صداميون بحق , وان لعنوا صدام وقال عنهم الإعلام المنافق غير ذلك .
 
(زخارف الدنيا تفسد العقول المريضة) الأمام علي ع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/25



كتابة تعليق لموضوع : صداميون يقتحمون بيوت العراقيين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net