آه يا فلسطين سينصرك غير العرب.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا أريد الخوض في هذا الموضوع الشائك، ولكن عقلا وحسب الروايات الإسلامية فإن ظهور العرب يتزامن مع لغتهم العربية، وتدل الروايات على أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة. ففي الحديث النبوي ورد قوله (ص) : (أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي).وفي حديث آخر: (أحبوا العرب لثلاثة، لأنّى النبي العربي، وأنّ القرآن عربي، ولسان أهل الجنّة عربي).(1) فقد قال المفسرون : واللسان يوم القيامة بالسريانية ، فمن دخل الجنة تكلم بالعربية. (2) عموما فإنهُ لابد للناس في ذلك الجانب من لغة موحدة يتكلمون بها، وإلا سيكون هناك حشد هائل من المترجمين.
بعد هذه المقدمة الموجزة أقول : لم ينفصل العرب والفلسطينيون تاريخيا، فكلاهما عاشا في هذه البقعة إما متجاورين أو متخالطين. وقد قيل أن الفلسطينيين كانوا قوما من الجبارين وهم من غير العرب ،ولكن لهم علاقات قوية مع العرب يتحالفون ويتصاهرون وينصر بعضهم بعضا. ولما جاء الآباء الأوائل لليهود ونزلوا حول ارض فلسطين كلاجئين غرباء فقد كانت فلسطين أرض عامرة بأهلها وشعبها : (العرب الكنعانيين واليبوس). ولعل اقدم نص واضح بين أيدينا يقول بذلك هو التوراة، حيث دوّن بني إسرائيل تلك الفترة ضمن التوراة مثل الحوادث التاريخية ، ومن ذلك ما جاء في سفر الأخبار : (وأهاج الرب على يهورام روح الفلسطينيين والعرب الذين بجانب الكوشيين، فصعدوا إلى يهوذا وافتتحوها، وسبوا كل الأموال الموجودة في بيت الملك مع بنيه ونسائه).(3) فقد استعان الله تعالى بالعرب والفلسطينيين لكبح جماح الأمة المتمردة العبرانيين الذين حاولوا غصب أرض فلسطين فتصدى لهم الحلف العربي الفلسطيني.(4)
السؤال هو : ماذا جرى اليوم حتى يتخلى العرب عن فلسطين ويتحالفوا مع الصهاينة ويتركوا الفلسطينيين نهبا لرصاص اليهود.؟ هل هي علامة من علامات الاصطفاف الأخير وراء جيش السفياني المدعوم صهيونيا وغربيا.(5)
المصادر:
1- رواه الطبراني في الأوسط ج3 ص:245.وذكره السيوطي في كتابه : الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة وله عدة طرق عن ابن عباس كما في رواية العقيلي والطبراني والحاكم والبيهقي. ولربما نستدل على ذلك من قوله تعالى : (بلسان عربي مبين). سورة الشعراء آية : 195.وكذلك قوله تعالى عن أهل الجنة (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين). وكذلك قوله تعالى : (تحيتهم فيها سلام).وكل الذين قالوا بضعف الحديث كانوا من غير العرب.
2- تفسير ابن كثير تفسير سورة الشعراء آية: 195. وعلى ما يبدو تم تصحيف كلمة (السريانية) وقلبها إلى (الفارسية) ولا تخفى الأهداف من وراء ذلك.
3- سفر أخبار الأيام الثاني 21 : 16.
4- ورد اسم العرب في كامل الكتاب المقدس 52 مرة. وورد اسم فلسطين بهذا الاسم 254 مرة.
5- الذي يُثير العجب هو أن المسيحية التي قاتلت لمائة عام من أجل استرداد فلسطين من المسلمين ، لسبب نجهله في بداياتها قامت بتغيير اسم فلسطين إلى أورشليم حيث ورد إسم أورشليم في الإنجيل بهذا الاسم (141) مرة في حين لم يرد اسم فلسطين ولا مرة واحدة. وكأنها لا وجود لها. فهل كان السيد المسيح منحازا لكونه من بني إسرائيل فانقلبت على يده فلسطين إلى أورشليم؟، ام هناك يد تلاعبت بذلك؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat