صفحة الكاتب : عون الربيعي

ما أحرصكم على مصالحكم وما أتعسنا بكم!!
عون الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المفارقات الغريبة ان لهجة التخوين وسط عملية سياسية متعثرة تحتاج إلى التكاتف في سبيل الوصول إلى حلول مرضية للازمة التي مازالت موجودة ولها ما يدعمها على الأرض، فبعد قعقعة سيوف وجحافل الفرقاء وكثرة زئير بعضهم على البعض الآخر، لم يكسب شعبنا في ظل هذه التوترات غير مفخخات الإرهابيين وعصابات القتل وان حملنا الأمر على حسن الظنّ فأن سياسيينا سمحوا لهؤلاء القتلة بالعودة من جديد لإبادة أبناء شعبنا وقتله بدم بارد،وإلا فأن جانباً كبيراً من الاتهامات تؤكد ضلوع بعض القيادات أما بصورة مباشرة أو بالتغاضي عن العمليات الإجرامية، مما يشكل تشجيعاً لمرتكبيها في مواصلة عملياتهم بدعم وتمويل عروبي واضح لا يحتاج إلى تأويلات، ولو ربطنا مابين المتغيرات الأخيرة وتطورات المشهد العراقي والإقليمي فسنجد أن الصفقات والاتفاقات التي دار الحديث عنها والتي أعد لها بشكل مكثف في تركيا والرياض والدوحة وحتّى في عمان تؤكد أن اختفاء المطلوب للقضاء طارق الهاشمي إنما جاء لبدء مرحلة جديدة هي الأخطر في مسلسلات التآمر على العراق وشعبه، ففي نفس التوقيت الذي يهرب فيه الهاشمي أو يتم التستر على إخراجه من تركيا يعقد اجتماع العراقية في عمان ؟؟، ولماذا عمان عاصمة الأردن التي عاشت أسبوعاً ساخناً من اللقاءات الروسية الأمريكية الصهيونية وسط هذا كله وقريب من هذه التوقيتات المثيرة للشكوك تعصف مفخخات الإرهابيين في شارعنا وتقتل أبنائنا؟؟، رُبّما هي رسالة موجهة من جميع الأطراف الإقليمية ( السعودية قطر تركيا)، فالأولى والثانية تمول وترسم مسارات التأزيم، وتركيا الثالثة تخطط وتقدم الدعم، كما ان القاعدة (أكذوبة العصر) تقوم بالتنفيذ المباشر، والعراقية التي تدعي وطنيتها تتفرج وتضغط وتتآمر بعد أن أُتيح لبعض قادتها، ذلك فهذه الترجيحات والربط بين أطراف لا تريد الاستقرار للعراق وشعبه وعمليته السياسية فهل هناك سيناريو آخر أقذر من الذي عشناه ونعيشه، اليوم يمكن أن يكون قابلاً للتطبيق وإلا لماذا تستمر الأمور بهذه الطريقة الدموية، وهل أن الاحتلال الذي يدعون مقاومته تلبس أجساد الفقراء فحلوا محله ليكونوا الهدف الأسمى لكل هؤلاء وكلهم بلا استثناء عبيد وخدم لما يسمونه الاحتلال الذي طالما وقفوا يستجدون النصرة منه، وحاولوا إقناعه جاهدين، أنهم البديل الذي سيحمي أمن إسرائيل ويكون الطرف الأكثر انسجاماً مع دول الاعتلال (الاعتدال) العربي، لمواجهة خطر إيران المزعوم, وغير بعيد عن هذا الموضوع لابدّ من أن نتساءل وبإلحاح هل وجود مثل هذه المحاور والمؤامرات يبرأ ساحة الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة تحديداً من مسؤولياته تجاه أبناء شعبه الذي دعم قائمته الانتخابية وأستهوته شعارات صاحب المنجز الأمني و(الأمن والأمان )، فهل هذا جزاء من ينتظر أن تحمى نفسه وماله وأسرته وأبناء بلده، أم أن السير خلف الأزمة والدخول في معتركها يبيح لدولة الرئيس المالكي تقديم القرابين السخية لأجل أن يستمر ولو بتولية البعثيين واجتثاث المخلصين وتطبيق استراتيجيات غبية لن تكون يوماً البديل، والأفضل هو استقدام المخلصين ورعايتهم وتمكينهم من أداء أدوارهم ومهامهم الأمنية خدمة لهذا الشعب المحروم، وكم من نجاح تحقق لكن دوافع الغيرة والخوف من ان تحسب النجاحات لهذا الطرف أو ذاك ممن رفضوا تغيير وجهتهم بعد أن عرض عليهم صراحة الانقياد للمالكي والسير في ركبه ومغادرة خانة الوفاء والإخلاص لغيره، وان كان هؤلاء من احرص الناس على العراق الجديد واستمرار نجاحاته ليرمى بهم في الشارع بلا حول ولا قوة، ناهيك عن إحلال قيادات بعثية متلونة بائسة لا تمتلك من الخبرة والكفاءة الشيء الكثير، فضلاً عن تورط بعضهم بأعمال قتل للعراقيين إبان حكم المقبور صدام وها هي النتيجة يا سيدي دولة الرئيس فالموت المجاني الذي يوزعه غرمائك عبر بطانتك يوزع بسخاء لنعود ونخون الجميع لأنهم اثبتوا عدم حرصهم لا على العراق ولا على أبنائه.. إنكم جميعاً حريصون فعلاً لكن على مصالحكم وأسماءكم وألوان ربطات العنق التي ترتدونها أكثر من كل الأشياء الأخرى


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عون الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/04



كتابة تعليق لموضوع : ما أحرصكم على مصالحكم وما أتعسنا بكم!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net