صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مهرجان ربيع الشهادة الثامن ... مشروع انساني وطني ( انثيالات مهرجان )(10)
علي حسين الخباز

من اهم سمات المهرجانات  الناجحة هي القدرة على خلق  وشائج المحبة  بين مفكري العالم ومن مختلف اصقاع الارض ، والحديث عن مهرجان ربيع الشهادة الثامن  لابد ان يدور عن تدفق الرؤى وتوحدها تحت  اضلاع خيمة المودة والالفة الفكرية حتى صرنا نلاقي صعوبة في لفظ بعض الاسماء التي نحاورها ونمد جسور محبتنا لتمتد على افق من الزهو .. صرنا نعرف بعضنا البعض لحد الالفة  ونمون على بعض ونأتمن مغزى الحوار الانساني لحد البوح الحواري   لتنثال رؤى وافكار وقصص  وخاصة من  الاخوة المستبصرين الذي كان تجمعهم يعد ظاهرة فريدة من نوعها  في هذا الملتقى ،يرى احدهم واسمه محمد عدنان من الجزائر ان مفردة مستبصر نفسها تذوب  بعد الاستبصار   فيحس الفرد منا وكأنه شيعي منذ الولا دة ، استغرب احيانا عندما اسمع كلمة مستبصر  ويقول احد المستبصرين  قبل مرحلة الانتقال ما كنت اعرف معنى كلمة رافضي صدقني وصل الامر الى اننا نخلط بين الشيعي والشيوعي ويرى آخر من الجزائر ، الجزائري كان لايعرف اي شيء عن مصطلح التشيع  وعرفنا هذا المصطلح في مجتمعاتنا بعد الحملة السلفية  وهذا يعني ان المعرفة كانت وليدة التضاد ، ويقول  المستبصر ( محمد آفند المدقشقري ) اننا في مدقشقر نمتلك دولة مسيحية والاسلام عندنا غريبا  عن الدولة  ونحن المسلمون هناك لانعرف شيئا عن اسلامنا  الا الامور التقليدية ولا نعرف ما معنى الشيعة ولا نعرف معنى  التشيع ، نعرف الآذان  والصلاة   وطرق الصوفية  ، ولاشيء غير ذلك ، انا شخصيا كنت احب دراسة الدين واريد ان اعرف  اللغة العربية  ، وذات يوم سمعت  ان مجموعة من الطلبة سيتم ارسالهم  الى المدارس الخار جية  وتجمعنا مجموعة كبيرة من مختلف المناطق  ودرسنا في تنزانيا  وتعلمت في هذه الدورة اللغة العربية لكني كنت اعجب حقيقة  عن بعض الامور التي يشيعها الشيعة  ، وصرت احاور ثقاته عندنا والاشكال  الذي كان عندي بسيطا لايتعدى مسألة العرف الذي نسمع عنه في ممارسة  بعض عادات اهل مكة والمدينة  باعتبار تلك المناطق تشكل مسقط راس الرسول (ص) فلماذا مدينته  لاتصلي مثل صلاة الشيعة  ولاتقر بشهادة المولى ابي الحسن عليه السلام ، والكثير من هذه الاسئلة البسيطة ، فانا استبصرت على مرحلتين بينما اليوم اغلب المستبصرين  يمرون بمرحلة واحدة من المسيحية الى التشيع مباشرة بفضل المدارس الشيعية المتوفرة الآن  فأدركنا حقيقة واحدة  ان لافائدة من الحياة دون الاسلام ولافائدة من اسلام دون محبة اهل البيت عليهم السلام  فصار معنى الرافضي عندي  هو الذي يرفض الجبت والطاغوت وبهذا المعنى احب ان اكون  انا اول رافضي ، وقال مستبصر آخر ويدعى الحاج سليم .. نحن نرفض  الباطل  بكل السمات  ، واتبعنا  الحق ومحور الحق  علي بن ابي طالب  عليه السلام  ويدور  الحق حيث يدور ، ويقول احد المستبصرين الجزائرين قد اكون انا نصف رافضي لكن اولادي كلهم روافض وأرى من العزة ان يرفض الانسان الباطل واراها هي التي تميزني عن غيري ، نحن اليوم رفضنا الباطل عن قناعة كوننا درسنا وعرفنا اين يكمن الخطا واين مكمن الصح ،  كان علي ان ارفض الباطل الذي رفضته اليوم حتى بدون التشيع  لكن ارى ان التشيع هو الذي فتح بصيرتي على معرفة هذه الاخطاء التاريخية التي اوقعت البعض من الشخصيات ، وفي موضوعة اخرى من مواضيع الاستبصار يقول المستبصر محمد الحاج من الجزائر كنا نتحاور مع كبارالسلفيين فنجدهم يقفون عند دلائل متهرئة ويذهلون  عندما نعطيهم بعض التفسيرات ذات الحجج المنطقية  المعقولة ، وتبدا المواجهة عند جميع المستبصرين من خلال العديد من المحاور مثل محور العائلة  ومحور الناس والمجتمع والمدينة  فانا ما كنت امتلك اي مشكلة مع اهلي بل اصبحت بعد تشيعي بوضع احسن واما من حيث المجتمع فكانت التقية هي المنجية لأن  التبليغ  السعودي  اشتغل منذ بداية تكوينه ضد الشيعة ،وخاصة  بعد مقتل الطاغية صدام ، وانا استغرب حين اسمع البعض يقول لاارتباط  بين شيعة العراق وشيعة الجزائر ، وتعقيبا لمثل هذا الموضوع نرى ان لاأحد ينكر قيمة الترابط الشيعي في كل انحاء العالم  / بل نجد ان كثير من الامور يتحملها الشيعي في العراق كي  لا يمسوا شيعي في الجزائر بأذى ، فيأتي الرد على شكل طرفة حيث تم تكليف احد  السلفيين لمحاورة مستبصر  فعاد اليهم ليعلن هو الآخر تشيعه ،  ويقول الحاج سليم ان ابي عاقبني  عقابا شديدا عندما علم بإسلامي وانقلابي من المسيحية  فطردني من البيت وبخل علي برغيف الخبز رغم غناه ورأيت منه اذى كثيرا وصرفت وقتي كله  في الدراسة الدينية وعلمني الاسلام احترام الوالد فكنت ازوره  وهو لا يرد السلام , وحين رزقني الله الحج اهديت ابي هدية بسيطة من بيت الله الحرام تفاجئت حين قبلها بل راح يقبلها ويعانقني وهو يبكي  ويقول انا اعتذر لك يا ولدي لقد ظلمتك كثيرا  وظلمت معك الاسلام والحمد لله اعيش من يومها بخير وسلام واشكر الله ان مكنني من زيارة كربلاء واستضافتي بمهرجان يساهم في نشر ثقافة الامام الحسين (ع) ويقدم مظهرا من مظاهر العولمة الصحيحة ويقدم التمهيد لظهور  الحجة (عج) ويرتبط مع كافة المسلمين ليوحدهم بالحسين (ع) ...وانا .فرحت كثيرا بحصولي على مثل هذه الانثيالات  التي لاشك انها ستسعد المتلقي , لكن قبل  نهاية الجلسة همس في اذني مستبصر من الجزائر ليسألني هل تعرف من هو الرجل الذي شيع الجزائر ؟ واجابني فورا كي  يرفع الحرج عني ,هو الامام الصادق(ع) اذ قال  لاثنين من اتباعه  اذ هبا الى ما وراء افريقيا وافريقيا في وقتها تعني تونس ,ستجدون ارضا بورا فاحرثاها الى ان يأتي صاحب البذار ,فاستقر الاول شرق العاصمة الجزائر تسمى الكوفة الصغرى وبعد حدود سنة 295هـ  حج مجموعة من البربر فسمعهم عبد الله الشيعي يتحدثون عن فضائل اهل البيت عليهم السلام وعرف انهم من المغرب فقدم لهم نفسه  وقرروا ان يأخذوه معهم وقالوا انت هنا تعلم الصغار وهناك ستعلم الكبار ،فكان يقول لهم انا لست صاحبكم بل صاحبكم هو المهدي المنتظر عجل الله فرجه ، واستغل هذا الموضوع الخليفة المهدي الفاطمي   بعد سقوط دولتهم في الشرق فذهب لهم تحت هذا العنوان ،

احتفوا به لمدة شهر وبعدها بدأ بقطع الرؤوس وقتل عبد الله الشيعي و جميع وجهاء البربر واسس الدولة الفاطمية على انقاض دولة شيعية .

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/10



كتابة تعليق لموضوع : مهرجان ربيع الشهادة الثامن ... مشروع انساني وطني ( انثيالات مهرجان )(10)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net