صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

مأساة الكرد الفيليين وانتمائهم للعراق :نظرة على كتاب قصة الكرد الفيليين محنة الانتماء وإعادة البناء للدكتور محمد تقي جون :ح3
رائد عبد الحسين السوداني
نتناول اليوم مع الدكتور محمد تقي جون قضية تعد من أهم القضايا وأخطرها في نفس الوقت ،باعتبارها إحدى أهم مقومات البناء القومي لو صح التعبير  ،من الناحية الاجتماعية ،والسياسية ،وحتى النفسية للفرد والجماعة على حد سواء ،و بها و بنتاجها تفخر الأمم والشعوب وبفرسانها يتغنون ،وهي عامل موحد ،كما إنها أحد أهم عوامل السيطرة من قبل الدول الكبرى على الأصغر منها  .
وعن أهمية اللغة ننقل عن صموئيل ب.هنتنغتون والذي ذكر في كتابه القيم (من نحن؟  التحديات التي تواجه الهوية الأمريكية ) في صفحة 165" (اللغة) ،قال ميغيل دي أونامونو (( هي دم الروح) )  وهي أيضا شيء ما أكثر واقعية .إنها أساس الجماعة " ويقول أيضا في نفس الصفحة "تختلف اللغة عن العرق والدين .فغالبا ما اقتتل الناس من مختلف الأعراق ومختلف الأديان في ما بينهم ،ولكن إذا كانوا يتكلمون اللغة نفسها يمكنهم أن يتكلموا معا و يقرؤوا ما يكتبه الآخر  .فالأمم كما بين كارل دوتش في عمله الكلاسيكي القومية والتواصل الاجتماعي ،هي جماعات من الناس الذين يتواصلون على نحو أكثر شمولا وتركيزا فيما بينهم أكثر مما يتواصلون مع الناس الآخرين .ودون لغة مشتركة يغدو التواصل صعبا إذا لم يكن مستحيلا ،وتصبح الأمة ميدانا لمجموعتي لغة أو أكثر التي يتواصل أفرادها على نحو أكثر تركيزا مع أفراد مجموعتهم من هؤلاء الذين ينتمون إلى المجموعة الأخرى " وعن أثر اللغة في تمتين أواصر الوحدة السياسية والكيان السياسي يقول في صفحة 166" وتختلف البلدان التي يتكلم معظم الناس فيها اللغة نفسها ،مثل فرنسا وألمانيا واليابان ،بشكل رئيسي عن البلدان ذات المجموعتين اللغويتين أو الأكثر ،مثل سويسرا وبلجيكا وكندا  .وفي البلدان الأخيرة يكون الانفصال إمكانية دائمة ،وتاريخيا بقيت هذه البلدان موحدة على  الأغلب بالخوف من أكثر جيرانها قوة وعن أهمية اللغة من الناحية الأكاديمية يقول علي عبد الله الزهراني  من جامعة أم القرى    "وللغة قيمة حضارية فهي وعاء الفكر وكل حضارات الأمم مرتبطة بلغتهم ، وإذا أردت أن تعرف حضارة أمة ما فتعرف على لغتهم .
وكذا لو سادت حضارة ما فإنه من الطبيعي أن تسود لغتهم ، انظر عندما سادت الحضارة الإسلامية في القرون الأولى سادت معها اللغة العربية ، وانتشرت بين سائر الأمم ، وأقبلت الشعوب على تعلمها وحفظها بل وتعليمها ، فانجذبوا إليها ، واستمتعوا بها ، وتعلموها زرافات ووحدانًا ، وجاءوا من إيطاليا وأوربا إلى الأندلس لتعلمها ، يقول أحد المستشرقين : إن أرباب الفطنة والتذوق سحرهم رنين الأدب العربي وصاروا يكتبون بلغة القوم الظاهرين القاهرين العرب واحتقروا اللاتينية ، حتى يقول أحد قساوستهم : واأسفاه ، إن الجيل الناشئ من المسيحيين لا يحسنون أدبًا أو لغة غير الأدب العربي واللغة العربية وإنهم ليلتهمون كتب العرب ويجمعون منها المكتبات الكبيرة بأغلى الأثمان .
وكتب الفارو نصار قرطبة في عام 1854م رسالة إلى أحد أصدقائه يقول فيها : "إننا لا نرى سوى الشبان المسيحيين هاموا بحفظ اللغة العربية يبحثون عن كتبها ويقتنونها ويدرسونها يشغف ، ويعلِّقون عليها ويتحدثون بها بطلاقة " .
واليوم تسود الحضارة الغربية على العالم وتهيمن عليه وتفرض سلطتها ، ففرضت معها لغتها الإنجليزية ، " .     
هذه من أهم مقومات اللغة التي كما ذكرنا سابقا هي أهم عوامل البناء القومي ، وعن هذا ومن الناحية السياسية ، يقول الأمين سهيل رستم في مقال بعنوان( من ثقافتنا القومية الاجتماعية  :اللغة وعلاقتها بالأمة والقومية) في موقع الحزب القومي السوري الرسمي "ويرى سعاده (ويقصد زعيم الحزب) ضرورة أن تتكلم الأمة لغة واحدة، لأن عدم وجود لغة واحدة في الأمة يعرضها للضعف، ولا يؤدي إلى تفاعل حقيقي فيها فيقول في الكتاب السابق: «ولكنها (الأمة) دون لغة واحدة تظل ضعيفة الوحدة الروحية، قابلة للتفسخ بعامل التأثيرات الثقافية التي تمتد إليها بواسطة لغاتها المتعددة المتصلة وراء الحدود بأمم عظيمة ذات مراكز ثقل ضخمة وجاذبيات قوية»، ويتابع التشديد على ضرورة وجود لغة واحدة في الأمة، بغض النظر عن انتشارها خارج حدودها، وبأن أهميتها تكمن فيما تنشئه الأمة باللغة التي تتكلم بها، فيقول في الكتاب ذاته: «إنه ضروري أن تتكلم الأمة لغة واحدة، وليس ضرورياً أن تنفرد بهذه اللغة، على أن أهم ما في اللغة للأمة الأدب الذي تنشئه هذه الأمة ليعبر عن روحيتها ويحفظ روحيتها ومثلها العليا»." وبالتاي إن اللغة أساس الوجود كما عبّر الدكتور رحيم عبد علي الغرباوي التدريسي في الكلية المفتوحة في واسط /العراق  بأنها أساس الوجود :أي بمعنى لا وجود لأمة تدعي إنها أمة واحدة موحدة بلا لغة جامعة ،ونجد مثلا إن الهند ذات اللغات المتعددة عمدت إلى اعتماد اللغة الإنكليزية كلغة رسمية جامعة بين الطوائف والأديان والتشعبات الموجودة في الهند ،وحتى الأمة الأمريكية حديثة التأسيس ،لو صح التعبير ، والقائمة على المهاجرين في مادتها البشرية اختارت أن تكون الإنكليزية هي اللغة الرسمية باستفتاء شعبي كان التنافس بينها وبين الألمانية وكانت الغلبة للأولى بفارق صوت واحد عن الثانية ،وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على إن اللغة الواحدة إذا انعدمت في كيان سياسي واحد من الصعوبة استمراره ومن الصعوبة بروز رموز ثقافية فيه  تساهم في بناء الوعي الجمعي في هذا الكيان مثل وليم شكسبير الإنكليزي ،أو ديستوفسكي وليو تولستوي من روسيا ،وفكتور هيجو الفرنسي الذي دفن تحت قوس النصر مع عظماء فرنسا ،وأيضا تفتخر فرنسا بجان دي لافونتين الذي " يقول عنه فلوبير إنه الشاعر الفرنسي الوحيد الذي استطاع أن يفهم تراكيب اللغة الفرنسية ويتمكن من استخدامها قبل عصر هوجو. وقد قامت فرنسا في عام 1995 بإصدار مجموعة من الطوابع البريدية (طابع بريدي) احتفاءً منها بشخصية لافونتين ومجموعة أعماله المعروفة باسم Fables. كذلك، تم عرض فيلم عن حياته في فرنسا في أبريل من عام 2007 (وكان الفيلم بعنوان Jean de La Fontaine - le défi (جان دي لافونتين؛ الجريء" 
وهكذا  هي أهمية اللغة للشعوب وأهمية فنونها وآدابها ،وإن أي أمة تكتب بغير لغتها لابد أن يكون هناك خلل ما أما في اللغة ذاتها ،أو إن القوم الذين يتكلمون بها ربما يكونوا مشتتين لا يمتلكون مقومات الأمة .ويقول الروائي الكردي جان دوست في معرض إجابته لسؤال صحيفة الشرق الأوسط "وإن شئنا أن نبحث للأدب عن هوية، فلا بد من أخذ اللغة بعين الاعتبار. في اعتقادي أن هذه الإشكالية باتت من الأمور والقضايا التي تم حسمها في عالم الأدب. اللغة هي الأساس في هوية المولود الأدبي." إذاً اللغة لها أهمية ثقافية واجتماعية والأهمية الأكبر سياسية .
 
تناول الدكتور محمد تقي جون اللغة الكردية في بحثه موضوع البحث هذا والتي هي أيضا موضع اختلاف بين الباحثين حالها حال أصل الكرد فيقول الدكتور جون في صفحة 24"واختلفوا أيضا في اللغة الكردية الأولى وعلاقة الكردية بالفارسية ،وفي صحة لهجاتها ،فقسم يرى أن جذور اللغة الكردية لها أصل فارسي ،إذ ينسجم النظام الداخلي للغة الكردية مع النظام الداخلي للغة الفارسية ،كما إن قواعد الاشتقاق في اللغة الفارسية موجودة كلها ودون استثناء تقريبا في اللغة الكردية ،ويقول (خودزكو) إن ثلث ذخيرة الكلمات الكردية مستعارة أما من التركية أو الفارسية أو العربية ،أما الثلثان الباقيان فيعودان إلى لغة غير معروفة موغلة في القدم تسبق الإسلام والفارسية الحديثة والتركية حتما،ويرجع بعض الدارسين الكردية والفارسية إلى لغة أم واحدة ولكن يعترفون باستقلالية اللغتين الكردية والفارسية" وبنفس المنحى يقول ديفد مكدول في كتابه القيم (تاريخ الأكراد الحديث) في ص43والذي يؤشر فيها على أن اللغة مؤشر للأصل ومعرف له فيقول "المؤشر الآخر على الأصول المختلفة للأكراد يكمن في التنوع اللغوي في كردستان .هناك لغتان أو لهجتان رئيستان موجودتان في الوقت الحاضر" لو نظرنا إلى قوله لغتان أو لهجتان لعرفنا مدى الحيرة لدى الباحث في هذا الشأن حاله حال دراسة الأصول، ويستمر مكدول في تعدد اللغات أو اللهجات فيقول "الكرمانجية ،التي يتكلمها معظم الأكراد في المناطق الشمالية ،والسورانية ،التي يتكلمها الأكراد في المنطقة الجنوبية .من الناحية القواعدية تختلف اللهجتان عن بعضهما البعض كما تختلف اللغتان الإنكليزية والألمانية مع أن درجة الاختلاف في المفردات على نفس القدر من الاختلاف بين الألمانية والهولندية"  ويقول مكدول أيضا في صفحة 44"وفي كلتا الحالتين فإن هاتين اللغتين تمثلان مقياسا على تعدد اللهجات المحلية والتي كانت تختلف تقريبا بين واد وآخر منذ قرن مضى .هناك ثلاث لغات أخرى تتكلمها أقليات كبيرة .ففي جنوب شرق سنندج وحتى كرمنشاه يتكلم معظم الأكراد لهجة هي أقرب إلى الفارسية الحديثة منها إلى السورانية .أما اللهجتان الأخريان فهما الكورانية التي استعمالها في بعض مناطق كردستان الجنوبية ،والزازية التي يتكلمها الأكراد السنة والعلوية على حد سواء "  وتُذكر شبكة حضرموت العربية بهذا القول " كما إن الأكراد يتكلمون لغات متعددة خلافا لما يروجونه من ان الاختلاف في اللهجات وليست في أساس اللغة " وتقول الشبكة عن الكاتب التي لا تذكر اسمه لكننا نقلناه هنا لأنه يسير مع نفس السياق "فليس معقولا ان يطلق على مجموعات تتكلم لغات مختلفة ولها ثقافات متباينة نفس الاسم التي تدل على نفس القومية!، والتناقض واضح في هذا المضمار، فمثلا ان الفرق بين اللغة الكردية التي تتكلم بها البادينانيون يختلف في القواعد والكلمات عن الكردية السورانية، فاللغة الفارسية اقرب الى السورانية ولهما مشتركات كثيرة وبكلام آخر ان (الكردي) السوراني يستطيع التفاهم مع الفارسي ولو بصعوبة في البداية ولكن لا يستطيع التفاهم مع (الكردي) الباديناني ولنقرب المقصود أكثر نقول: إن كردي من مدينة سليمانية لا يفهم لغة الكردي من دهوك، وهكذا الفرق بين الكردية السورانية والكردية الفيلية ، فالفيلية اقرب إلى لغة الكيلك في ايران". والحقيقة يقول هذا النص "فقد الكرد أهم سلاح ألا وهو القلم ومداده وبقي اللسان فقط وما تلقفه الأذان واختلط الحابل بالنابل ولم يصلنا إلا القليل وحتى هذا القليل كان مشوهاً مبتوراً" ويمضي صاحب النص السابق والذي يبدو أنه حريص على الكردية وهو الكاتب (طارق باشا حمادي وقد كتب /اللغة الكردية وتطبيقاتها إلى أين ) حيث تدلل كلماته أنه لا توجد بالحقيقة وحدة واحدة اجتماعية أو قومية تسمى القومية الكردية حيث يقول "وبقيت اللغة الكوردية تحبو وتتعثر وكانت هناك محاولات لتصحيح المسار في الثمانينيات ولكن باءت بالفشل وفتحت أقسام اللغة الكوردية والأدب الكوردي في جامعة بغداد والسليمانية ولكن لم يستطيع الأساتذة الأفاضل في هذه الأقسام من طرح المشكلة الكردية بجرأة كوحدة واحدة وبلهجاتها المختلفة بل انغمسوا في متاهات ودوامات أكاديمية صرفة جزئية ذي جوانب متعلقة باللهجة السورانية فقط تاركين مشاكل اللغة الأساسية وفقد الكورد الكثير من الوقت والجهد ولم يكن هناك نتيجة إيجابية ومرضية في هذا المجال وأصبح كل يغني على ليلاه وبقيت السليمانية ولا زالت ماضية بأسلوبها وهي فرض لهجتها على الآخرين دون المحاولة أو الاستفادة ولو قليلاً من اللهجات الأخرى في أغناء لهجتها وليفهمها الآخرون بل بالعكس أخذت تستنجد باللغات الأخرى وتستعمل مصطلحاتهم وكلماتهم وأسلوبهم بدل تلك الموجودة في اللهجات الكردية المختلفة" إن الكاتب هنا كان قد أجاب نفسه بنفسه عن الأسباب حيث يقول "وأخذت لغة ـ أفيشا تختفي تدريجياً وتتشتت لتحل محلها لغات ولهجات ما أنزل الله إلى أن وصلنا إلى درجة أصبحت لكل مدينة وحتى قرية لهجتها الخاصة المغلقة على نفسها ولم تبقى كاليهود محتفظين بلغتهم العبرية ولا كالعرب بلغتهم العربية والتي توارثوها من كتبهم المقدسة ألا وهي التوراة والقرآن" وعن السليمانية ولغتها أو لهجتها يقول حامد محمود عيسى في كتابه المشكلة الكردية في الشرق الأوسط في صفحة (5) "وتعتبر لهجة موكربان التي هي أساس اللهجات المحلية التي يتكلم بها أكراد مناطق موكربان وسنه وسقز والسليمانية وأربيل وكركوك أنقى اللهجات الكردية وهي اللهجة الأكثر تطورا في منطقة السليمانية حيث هي غنية باشتقاقات ومصطلحات جديدة خاصة خلال الخمسين عاما  المنصرمة وبها تكتب القصص والمجلات فلهجة سليماني تم الإجماع على إنها التعبير الأدبي الأول لا في العراق وحده بل في الجهة الأخرى من الحدود الإيرانية " والحقيقة إن أربيل في الحاضر غالب عليها لغة أو لهجة بادينان  ويبدو التنافس إن لم نقل الصراع جليا بين بادينان وسوران على الجانب السياسي بأوضح صوره ويقول مارتن فان بروينسن في كتابه : الأكراد وبناء الأمة والذي يبين فيه عمق الصراع الكردي – الكردي القائم على الانقسام اللغوي لوصح التعبير فيقول .
"لا يمكن النظر الى واقع الجماعة الكردية، وظروف حياتها، من دون النظر الى العوامل العديدة المؤثرة التي ساعدت في اندماجها في الدول وأصبحت جزءاً من نسيجها الاجتماعي على الرغم من ان هذا الاندماج لم يلغ احساس هذه الجماعة بوجود هوية مشتركة بينها ولا كثرة الانقسامات الداخلية بين تجمعاتها، وقد ساعدت بعض الحركات والأحزاب السياسية والدينية في تعميق هذه الانقسامات وتكريس الحدود النفسية بينها.
في هذا المبحث، استخدم البروفسور مارتن فان بروينسن، مصطلح "المجتمع الكردي" ومصطلح "الثقافة الكردية". واذ يعتبر ان هذا المجتمع مؤلف من عناصر متغايرة، فانه يضيف الى الكرد، الأقليات المسيحية واليهودية، والعلوية، والكاكائية، والايزيدية، ولكن هذه الاقليات التي لا تعتبر نفسها كردية على وجه العموم، تنزع الى نوع من علاقة متأرجحة، او متضاربة مع الهويةالكردية.
يضاف الى ذلك، لا يمكن النظر الى الاثنية كتعبير موضوعي عن سمات ثقافية، بل هي نتاج تفاعل اجتماعي، وهي عرضة للتغير بفعل النشاط السياسي، خصوصا وان الدول التي تتوزع الاكراد انتهجت جميعا سياسات ترمي الى تغيير الخارطة الاثنية، ولا سيما في تركيا التي عملت على الغاء الاثنية الكردية، في حين انخرط العراق وايران، في مساعي الابادة الاثنية، بدرجات متفاوتة.
في ضوء هذه الظروف برزت حركة "قومية" كردية منذ ستينيات القرن الماضي، كان لها اثر عميق في تحديد "الهوية الذاتية" عند الاكراد، وهو ما فتح الباب امام العصبيات الجهوية الضيقة على حساب الانتماء الى هوية اثنية اوسع مشاركة، ويمكن مشاهدة ذلك في "كردستان العراق"، حيث ادت المنافسة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين (الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني)، الى ترسيخ انقسام المنطقة الى رقعتين متباينتين ايكولوجياً واجتماعياً وثقافياً، منطقتين تشعران بتميزهما الواضح عن بعضهما.
الأثنيات
وتتفق الدراسات الحديثة عن الاثنيات والهوية بأن الوحدة او التنوع الثقافيين ليسا، بذاتهما، عاملين حاسمين، ورغم ان جاذبية فكرة التاريخ المشترك والثقافة المشتركة ذات اهمية بالغة في تحريك العاطفة الاثنية او القومية، فان من الواضح هو حضور ذلك الحس المشترك بالهوية وسط القبائل المتنوعة "موضوعياَ" في خصائصها الثقافية والسابق لعصر انبثاق القوميات، الا ن الفوارق الثقافية سرعان ما اخذت تفقد الكثير من اهميتها بسبب الهجرة الواسعة والتمدين، وفي بيئة المدن الكبرى لا يهم ان كان اجداد المرء رحلاً ام فلاحين صغاراً، وهذا الامر ساعد في توسيع الهوة الثقافية الفاصلة بين اكراد تركيا والعراق وايران.
ان انفصال التواريخ خلال السنوات الخمس والسبعين الاخيرة، واختلاف عمليات التشارك الاجتماعي بين الجماعات الكردية وسمت اكراد كل بلد بميسم مختلف عن اكراد الدول المجاورة، ورغم ان القوميين الاكراد يرعون حلم قيام "كردستان موحدة ومستقلة" فقد اخذ مفهوم حق تقرير المصير يهيمن على الخطاب السياسي، حتى غدا، اواخر السبعينات، الهدف الأسمى لكل الاحزاب والمنظمات الكردية في تركيا والعراق وايران.
وكان السوسيولوجي البريطاني انتوني د. سميث قد قام بوضع تمييز واضح بين طريقتين مختلفتين جذرياً الى نشوء الأمم، وينبع هذان الطريقان في اصولهما من نمطين تجريديين من الجماعات، وهما: القوم والاثنية. ولكن من الملاحظ ان مبحث سميث في هذا المجال لا ينطبق تماماً على حالة الأكراد، على الرغم من انه مفيد لفهم لوضع الكردي. اذ يستخدم سميث الكلمة الفرنسية" اثنية ethnic ليصف جماعات تشترك في اساطير معينة عن اصلها ومنحدرها، كما انها ترتبط برقعة ارض معينة، وتمتاز على الاقل ببعض العناصر الثقافية المشتركة، وبوجود احساس بالتضامن بين (معظم) افرادها. وان هذا الوعي بالانتماء المشترك هو ما يميز الاثنية، عن القوم الذين هم جماعة ذات ثقافة مشتركة واساطير مشتركة عن الاصل، لكنها تفتقر الى التضامن كما تفتقر الى النزوع المقصود للحفاظ على حدودها المميزة.
اندماج
اخذت عمليات اندماج الجماعات في اثنية كردية كبرى تواجه في عقد الثمانينات بروز هويات اثنية اقل ميلاً الى الاندماج. وهنا نستطيع المقارنة مع القومية الكاتالونية في اسبانيا، مع فارق ان الاثنية الكردية هذه المرة وجدت نفسها في وضع شبيه بوضع الاثنية الاسبانية. ان بروز هذه القوى النابذة للمركز (اي المبتعدة عن الاثنية الكردية) يرجع، الى حد معين، الى نجاح الحركة القومية الكردية في تعزيز الوعي القومي وارساء البنية التحتية "للأمة الكردية". وهناك على الاقل شكلان مختلفان لهذا الانبعاث الاثني المتشظي تمكن ملاحظتهما: خصوصية ـ لغوية ـ جهوية (بادينان مقابل سوران) في كردستان العراق، ونزعات انفصالية عند الطوائف الدينية والاقليات اللغوية (الناطقون بالزازائية والعلويون) كما في تركيا.
ان ادراك وجود فوارق اقتصادية وثقافية واسعة بين الجزء الشمالي الناطق بالكرمانجية (بادينان) والجزء الجنوبي الناطق بالسورانية من كردستان العراق، ليس بالامر الجديد. فقد كان ذلك سبباً رئيسياً في الصراعات داخل الحركة الكردية منذ بداية الستينات في اقل تقدير.
ونشب في مطلع الستينات صراع ضار على زعامة الحركة القومية الكردية بين البارزاني وحلفائه القبليين من جهة، والمثقفين الجامعيين، الحضريين، الناطقين بالسورانية من اعضاء المكتب السياسية للحزب الديموقراطي الكردستاني، من جهة أخرى، وكان هذان المعسكران المتخاصمان يمثلان فئات اجتماعية متضاربة، معززة ببعض المصالح الطبقية المتناقضة، وتباين وجهات النظر في الصراع السياسي، كما كانا يمثلان منطقتين رئيسيتين مختلفتين في كردستان العراق. فاز البارزاني في الصراع، عسكرياً اول الامر، ثم سياسياً فيما بعد. وتمكن البارزاني من استعادة بعض خصومه السابقين الى صفوفه، وكسب بعض السياسيين الجنوبيين، فنجح بذلك في توحيد الكرد من مختلف المناطق بزعامته. وبقيت الحركة موحدة توحيداً متيناً رغم الفوارق اللغوية والدينية التي لم تعد تقسمها، فظل الحال على هذا المنوال حتى الانهيار المفاجئ للحركة في آذار (مارس) 1975.
أما الحركة التي عاودت الظهور في السنوات اللاحقة فقد اتسمت بمنافسات ضارية بين زعماء يرتكزون الى قواعد نفوذ محلية؛ ومن ابرز هؤلاء الزعماء جلال الطالباني الذي رسخ نفوذه الأقوى في منطقة السليمانية، ونجلا البارزاني، ادريس ومسعود، اللذان يرتكز نفوذهما، شأن ابيهما، وسط عدد من قبائل بادينان.
ورغم تغير كثرة من الأوضاع منذ عقد الثمانينات، بقي عنصر واحد ثابتا هو الاستقطاب بين الطالبانيين والبارزانيين. والسبب في هذا الثبات يرجع، في رأينا، الى ان هذين الزعيمين يمثلان، اكثر من سواهما، الانقسام بين "سوران" و"بادينان" اي بهدينان، مثلما يمثلان التصورات المسبقة التي تحملها كل منطقة من هاتين المنطقتين عن نفسها وعن المنطقة الأخرى. فلا السياسات القمعية التي انتهجها صدام حسين ضد الاكراد، والتي بلغت ذروتها في حملات الابادة على المواقع الكردية عام 1988، ولا الفرص السخية التي قدمها انشاء الملاذ الآمن عام 1991 بحماية دولية، استطاعت ان تقنع الزعماء الأكراد بوضع مصالحهم المشتركة فوق ما عداها. وتواصلت المنافسات بين الطرفين بل احتدمت وتفاقمت مما ادى هذا الوضع الى حرب اقتتال الاخوة التي اندلعت عام 1994، واستمرت، مع بعض التقطعات، بفضل التدخل الدولي، حتى عام 1998. وعمد "الحزب الديموقراطي الكردستاني" الى طلب الدعم من قوات صدام حسين لاقصاء "الاتحاد الوطني الكردستاني"، المتهم بالتواطؤ مع ايران، عن العاصمة الاقليمية اربيل. ومنذ ذلك الحين نشأت في واقع الامر حكومتان اقليميتان، واحدة في اربيل وأخرى في السليمانية.
وأسفر الصراع بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديموقراطي الكردستاني" الى تعميق الهوة بين "سوران" و"بادينان" (رغم ان سيطرة "الديموقراطي الكردستاني" تتجاوز نطاق بادينان وحدها). وتبلور في هاتين الرقعتين ميل لصعود النزعة المحلية، والتحامل السلبي ازاء الآخر، ولكن يصعب سبر مدى استشراء هذه الظاهرة، فلا نعرف ان كانت ضيقة أو واسعة. وهناك ما يشير الى ان الزعماء في منطقة السليمانية حرضوا على مواجهة خطر السيطرة المزعوم من اهل بادينان. كما ان الاستياء السياسي من الطالباني وحزبه في بادينان يتخذ احيانا صيغة موقف سلبي من اهالي السليمانية، او لربما من "سوران" بعامة." ولم يقتصر التنافس على أنصار السيد مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني ،بل هناك تنافس بين أنصار الطالباني أو المنتسبين إلى حزبه من البادينان في أربيل والسوران في السليمانية على خلافة زعيمهم وبهذا الصدد يقول الكاتب أمين يونس في مقال بعنوان مرحلة ما بعد الطالباني نشره على موقع المثقف "وينبغي الإشارة الى وجود ما يُمكن تشبيهه ب " مراكز قوى " داخل الإتحاد الوطني الكردستاني .. ليست بعيدة عن " المناطقية " وليس من السهل، القفز فوق حقيقة، وجود تنافس خفي بين مجموعة السليمانية ومجموعة أربيل .. إذا جازَ القول .." حيث ان تطعيم قيادة الإتحاد في العقدَين الاخيرَين، ببعض الوجوه من منطقة بهدينان، لم يؤدي الى خلق توازن حقيقي، ولم ينجح في إلغاء الإنطباع السائد، حول " سورانية " الإتحاد ! " .وعن دور اللغة في السياسة يقول الدكتور علي ثويني في مقال بعنوان اللغة الكردية بين الثقافة اللسانية والسياسة القومية  "ويشكو القوميون الأكراد من سطوة التمزق اللغوي، فالتواصل بين أكراد تركيا(باللهجة الكرمانجية) وإيران شبه مستحيل بينما أكراد إيران أقرب الى (السورانية) في مناطق السليمانية . إذا حسبنا جدلا أن الفيلية لهجة كردية، وهي في رأينا ليس سوى لغة قائمة بذاتها .ومن الملفت للنظر أن النزعة القومية الكردية ولدت في إيران حينما أسس قاضي محمد بإيعاز وغمز من ستالين دولة (مهاباد) الكردية، التي مكثت شهور معدودة، وكان وزير دفاعها الملا مصطفى البرزاني حينما كان مواطنا مهاباديا إيرانيا.و بعدها لجئ إلى ستالين حتى أعاده المرحوم عبدالكريم قاسم إلى العراق بعيد ثورة تموز 1958 وأسبغ عليه صفة "العراقية" . وبعدها لم تنشا حركة قومية في إيران البته مثلما تصاعدت في العراق ثم تركيا وبعدها سوريا. فكان إستقرار تلك الدول عاملاً في عدم نضوج مشروعاً قومياً كردياً، على عكس العراق الذي مازال يعاني من ذلك بسبب تلبسه بفكر قومي "عروبي أولاً"وعانى بسببه من الهزات والانكسارات والمغامرات السياسية التي أوصلته إلى ما هو عليه اليوم. إن "القومية" التي سلكها الفرس في الحقبة القجرية، كانت على الطراز "الفرنسي" أي قومية (المواطنة)، وليس العرقية الدموية، وهذا ما جعل كل الأقوام الإيرانية تتمسك بانتمائها لإيران دون تمايز كبير، ثم تعترف بإنتماءها الاصغر تباعاً." ونمضي مع الدكتور علي ثويني لأهمية طرحه فيقول في هذا النص "ولم يحسم الأمر اللساني في الثقافة الكردية بعد، حيث ثمة صراع قوي بين من يريد أن تكون السورانية هي (المعيارية) بالرغم من ضآلة المتحدثين بها، بينما يرى البعض إن اللغة الكرمانجية هي الأوفر حظا بسبب شيوعها في تركيا والموصل وشمال سوريا.ونقرأ رأي جمشيد إبراهيم وامتعاضه من هيمنة لغة الأقلية على الأكثرية منوها الى أن : (هناك طبعا لغة رسمية تستعمل في الصحافة و الكتب في كردستان العراق و لكنها بعيدة كل البعد من أن تكون لغة جميع أنحاء و مناطق كردستان وفي العراق طغت لهجة منطقة السليمانية لأنها استعملت في كتابة الكتب و الصحافة . و نظرا لان القسم الأكبر من الشعب الكردي يسكن في ما تسمى بتركيا ويتكلم الكرمانجية فان سورانية سليمانية لا تستطيع ان تصبح اللغة الرسمية لجميع الأكراد إلا إذا وصلت إلى مستوى الحياد ولا تشعر جهة كردية بالغبن).وقد أعلن السيد مسعود برزاني قبل أيام عن إجراءات عملية لتوحيد اللغة الكردية، ولا نعلم مدى صلاحيتها." وعن مستقبل كردستان والتي تدخل اللغة والانقسام حولها كعامل أساسي ورئيسي ننقل عن الدكتور علي ثويني"ونردف رأي الكاتب الكردي برزو محمود بهذا الصدد: (يبدو لي أن الكيان الكردي الحالي المتمثل في الحكومة الكردية في كردستان العراق ينتظر موعداً لصراع داخلي بين اللهجتين الرئيسيتين: السورانية من جانب، والكورمانجية من جانب أخر. هذا الأمر يطرح نفسه من خلال عناصر موتورة من اللهجة السورانية تحاول انتهاز الفرصة التاريخية من خلال تسخير الكيان الكردي في كردستان العراق لتثبيت وترسيخ اللهجة السورانية لتصبح اللغة الكردية الفصحى (معيارية standard) لعموم كردستان، دون حساب للهجة الكورمانجية التي تطرح هي الأخرى نفسها كلغة رئيسية باعتبارها تمثل لغة الأكثرية في عموم كردستان. لهذا السبب، وبين الحين والأخر، نسمع أو نقرأ مقالة لمثقف من اللهجة السورانية يطرح أفكاراً تنم عن تعصب لهجوي مقيت، تراه مرةً يستقوي بالكم الثقافي والمعرفي المدون، ومرة يتذرع بالإسلام من أجل إقرار الأبجدية العربية، ومرة يصور لهجته على أنها في مكانة لهجة قريش العربية بعيداً عن الموضوعية والتفكير العلمي في الطرح، ودون حساب لمشاعر ناطقي اللهجات الأخرى). وقد لمست بنفسي في المهاجر مدى تعصب أهل السليمانية للسانهم، ويعدون من لايتكلم لغتهم فهو ليس كردي اصلا، أما موقفهم من الفيلية فلا يتعدى تصنيفهم (شروگ) الأكراد في أحسن الحالات. وعلى هذا المنوال فأن اللغات الكردية شتى لا يمكن حصرها في دولة وثقافة وعقلية".
 
وننقل نصا عن الكاتب جويس بلاو الذي كتب موضوعا بعنوان اللغة والثقافة في تكوين الهوية الكردية ضمن كتاب (الإثنية والدولة :الأكراد في العراق وإيران وتركيا ) والذي يقول في صفحة 167 "وفي عام 1919أخذ البريطانيون يستخدمون اللغة الكردية بدلا من التركية للشؤون الرسمية والفارسية للمراسلات الشخصية .وعمل تأسيس صحافة كردية في مدينة السليمانية – على يد الرائد إي .بي .سون major e.b.soane – على تيسير نشر الكردية السورانية التي بادر الأدباء والشعراء إلى تجديدها واستكمالها .وكان الشعراء الكرد يستعملون الأبجدية العربية – الفارسية التي كانت قاصرة عن نقل الكردية .وقد أوحى هذا النقص لمثقفين ومختصين كرد أن يدعوا إلى اعتماد أبجدية لاتينية " ويعرض لنا جويس بلاو الأزمة التي حدثت أو المعارضة التي اعترضت طريق مشروع تحول الأبجدية الكردية إلى اللاتينية لأنهم ينتمون إلى بلد عربي وقد فرض عليهم تعلم اللغة العربية ،ثم يقول في صفحة 168"وشددت الحكومة العراقية معارضتها لكل المحاولات الرامية إلى استخدام الأبجدية اللاتينية في كتابة اللغة الكردية .يضاف إلى ذلك أنها اشترطت على المدارس الكردية التعليم بلغة واحدة فقط ،فوقع الاختيار على لغة السليمانية التي فرضت على المدارس في جميع المناطق الكردية ومنها بادينان ،حيث تنتمي اللغة السائدة إلى المجموعة الشمالية للهجات الكردية " وماذا كانت النتيجة من مثل هكذا قرار ،يجيبنا بلاو في نفس الصفحة "شعر أطفال زاخو وعمادية وعقرة ودهوك ....بأنهم يتعلمون لغة أجنبية فتركوا المدرسة ،إلى أن قرر نظام التعليم في بهدينان ،أخيرا ،أن يكون التعليم بالعربية .ولم تبدأ مدارس بهدينان التعليم باللغة الكردية إلا في التسعينات مع إقامة منطقة الحكم الذاتي الكردية حيث آلت إليهم أخيرا السيادة على منطقتهم" وهذا يؤكد القول إن ما يربط العنصر الثقافي مع السياسة أدق من الخيط الرفيع ،ويذكر جويس بلاو في هذا الصدد "في عام 1996أسفرت الوساطة الأمريكية عن وقف إطلاق النار بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ،وإقامة منطقتين كرديتين في إقليم كردستان ،وسرعان ما شرع الحزبان بالتنافس في مضمار النشر .وقامت جامعات السليمانية وهاولير /أربيل ودهوك بتطوير مناهجها وفتح أبوابها لآلاف الطلاب الذين يتعلمون على أيدي أساتذة كرد وكذلك أساتذة معروفين من كليات بغداد .ويصدر اليوم في منطقتي كردستان العراق ما يقارب في مجموعه مئة مجلة ودورية كردية متخصصة تغطي كل فروع المعرفة من أدب وأدب نسوي ومسرح وسينما وعلوم آثارية وأبحاث ستراتيجية ،الخ ." والتقسيم الذي جرى بين الحزبين جرى على أساس ثقافي لغوي  بالطبع .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/10



كتابة تعليق لموضوع : مأساة الكرد الفيليين وانتمائهم للعراق :نظرة على كتاب قصة الكرد الفيليين محنة الانتماء وإعادة البناء للدكتور محمد تقي جون :ح3
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net