صفحة الكاتب : جواد البولاني

لماذا خسرنا الانتخابات
جواد البولاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعاتبني الكثير من الاصدقاء والمقربين على دخولي الانتخابات البرلمانية بقائمة مفردة وعدم انضوائي تحت لواء احد القوائم الكبيرة مثل العراقية او دولة القانون ،وذهب بعضهم ابعد واقسم باغلظ الايمان اني وقتها لو فعلتها واتفقت مع احد الكبار او (حيتان ) الانتخابات كما يحلو للبعض تسميتهم،لحصلت على اكثر من (20) مقعدا، وقد يكون صادقا كل الصدق بسبب ما سلكته تلك الحيتان وقوائمها من طرق اعلامية ذات وجهين، الاول يدعو لها ويضعها قوائما واشخاصا بمصاف المعصومين الوالهين حبا بخدمة الشعب،والسهر على مصالحه ويعمل الوجه الثاني على تسقيط المنافسين حد التكفير ونزع الوطنية والصاق تهمة العمالة للاجنبي والتبعية لاحد دول الجوار،وهكذا تم الحشد في الانتخابات على اساس طائفي وقومي وديني ،وتم تجاهل الانتماء للوطن بدرجة لا تصدق، مما انعكس سلبا على القوائم والاشخاص المشاركين في الانتخابات،على اساس انتمائهم للعراق والاخلاص له،وفازت القوائم حسب مسمياتها وانتماءاتها المذكورة انفا،وتوزعت الخارطة النيابية على اساس شيعة-سنة -اكراد،واصبح خارج المجلس اغلب الوطنيين ومن عرفوا بنضالهم ضد الانظمة الدكتاتورية السابقة كالشيوعيين واليساريين والديمقراطيين،وهكذا اصبحنا خارج قبة البرلمان ليس بسبب عدم انتخابنا من قبل الناخبين،ولكن بسبب نظرية التحشيد الطائفي والديني التي لا ننتمي اليها ولم تدفعني المصالح الشخصية بالانضمام اليها طمعا بالحصول على مقاعد برلمانية.
وجزء من المشكلة هو ان الناخب في العراق مايزال غير عارف تماما باصول اللعبة الانتخابية و خاضعا للتجاذبات الطائفية والقومية والدينية دون ان يدري،مع غياب واضح لقانون مفهوم ينظم العملية الانتخابية،لان القانون الحالي يسمح للقوائم الكبيرة بابتلاع ماعداها .
ماجرى خلال الانتخابات وما اعقبها من اعلان للنتائج كان تحصيل حاصل ومتوقع لأن من اداروا لعبة الانتخابات حسموا امرها قبل اجرائها واستنساخ تجربة الانتخابات التي سبقتها،تلك التي افرزت مراكز قوى فرضت نفسها على المشهد السياسي وتحاصصت بينها كل مافيه .
وليس غريبا ان تبقى نفس الوجوه والاساليب تمسك بتلابيب العملية السياسية حتى بعد عامين مضيا على اجراء الانتخابات , ولاناتي بجديد اذا قلنا ان مايحدث وسيحدث لايتجاوز الخروج على مارسمه المتحاصصين او سادة القرار الحاليين الذي يعلنون امرا ويخفون اخر 
لكن هذا لم يثبط عزيمتنا او يجعلنا ننزوي في الظلام وانما سنسعى بقوة لترسيخ قيم انتخابية ديمقراطية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية والمحاصصة،وقانون يلبي طموحات الجميع ويساوي بينهم على اساس عراقيتهم وما يقدمونه لهذا الوطن لا على قوميتهم او مذهبهم او طائفتهم.

وزير الداخلية السابق 
jawad.albolany@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد البولاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/10



كتابة تعليق لموضوع : لماذا خسرنا الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net