صفحة الكاتب : صبيحة شبر

القصصية في القصيدة الوجدانية العربية
صبيحة شبر

للشعر  العربي أربعة أنواع : هي الوجداني ويسمى الذاتي أيضا والغنائي، ويتميز بالتعبير عن ذاتية الشاعر، وعواطفه وأحلامه وآلامه، وعن تطلعات شعبه إلى حياة كريمة ،والى آمال قومه في الانعتاق والتقدم ، والنوع  الثاني يطلق عليه الشعر الملحمي، ويتحدث عن الأساطير ،وعن حياة الشعوب في زمن الطفولة حيث تتعدد الآلهة وتتصرف كالبشر ، تحب وتكره وتحارب ، وأشهر الملاحم ملحمة جلجامش التي تتحدث عن الحياة البابلية في القرن العشرين قبل الميلاد ،وتبين ان خلود الإنسان يمكن أن يكون بتقديم الخير لبني البشر ، والنوع  الثالث هو الشعر التمثيلي أو المسرحي ، ويتميز بخصائص المسرحيات النثرية إلا انه شعر، فيه خصائص المسرحيات، من  حوار وحدث وعقدة وحل ، والنوع الرابع هو الشعر التعليمي ،الذي انتشر في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، لأسباب عديدة منها قلة المدارس، وعدم توفر المطابع بكثرة ، ولأن الشعر أسهل حفظا من النثر ، فيعمد الشاعر إلى  تضمين نظمه بالمعلومات والحقائق الطبيعية والعلمية ،وأشهر من عرف  بهذا اللون ،ابن مالك حيث نظم ألف بيت شعري في قواعد اللغة العربية ، والشعر التعليمي  وان تضمن الوزن والقافية ،الا انه يخلو من المميزات الشعرية والخصائص الفنية، التي يتميز بها الشعر  والادب عموما  ...

ما يهمنا في هذه المقالة :هو النوع الأول من أنواع الشعر وهو الوجداني ، الذي تظهر فيه شخصية الشاعر، وذاتيته فيختار اللفظة الموحية، والجرس الموسيقي للتأثير على المتلقي ، ويجعله يرى ما يريده الشاعر من خواطر ومشاعر وعواطف ، وما يحيط بالمرء من مواقف إنسانية ، فيستطيع النفاذ من خلال التجربة الذاتية الى مشكلات الحياة ، فيثير في المتلقي إحساسا مشتركا ، ويتسع للوطن والمجتمع والإنسانية وهموم النفس وطموحاتها .. وأكثر الشعر العربي هو وجداني ، ولقد  عمد بعض الشعراء العرب إلى الجمع بين الخصائص الفنية للشعر والقصة معا ، فجاء إبداعهم  متضمنا للجنسين الأدبيين، فهو شعر يظهر فيه  الحدث والحوار والعقدة، التي تتفاقم تدريجيا لتبين الحل ، كما انه في الوقت نفسه قصة يرتدي أثواب الشعر، من وزن وقافية ومشاعر جياشة وعاطفة متوهجة ، ولقد برع في القصص الشعرية عدد من الشعراء العرب، منذ عصر ما قبل الإسلام وحتى عصرنا الحالي ، نذكر منهم الملك الضليل أمريء القيس الذي يقص علينا أحداث  رحلته الشائقة إلى الصيد، بأسلوب يجمع بين الفنين الجميلين ،شعرية رائعة لشاعر من مجيدي  شعراء المعلقات المشاهير ، وقصة طريفة عن رحلة يومية مبكرة ،منذ الفجر حيث تكون الطيور في أعشاشها ، فيخرج شاعرنا  بصحبة فرسه  السريع الذي يتخذه قيدا للأوابد ، والفرس سريع جدا ،يخيّل للرائي انه يكر ويفر ويقبل ويدبر في آن واحد ، ويمضي الشاعر في قصته  ، ليظهر الفرس سريعا منطلقا، قادرا على أن يسبق كل الخيل ، لا يثير غبارا ولا نقعا، وما إن يحركه راكبه حتى يغلي غليان القدر ، وقد استطاع فرسه ان يلحق بالسوابق من سرب البقر الوحشي، تاركا وراءه ما تخلف منها، وفرس الشاعر من الذكاء والفطنة، ليعرب عن اعتزازه بما استطاع ،أن يقدمه لصاحبه من صيد ثمين يستحق الفخر:

وقدْ أغتدي والطيرُ في وكناتها

بمنجرد قيد الأوابد  هيكل

مكر مفر مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطّهُ السيلُ من عل

على العقب جياش كأنَّ اهتزامه

إذا جاش فيه حميه غلي مرجل

فعنَّ لنا سربٌ  كأنَّ نعاجه

عذارى دوار في ملاء مذيل

فألحقنا بالهاديات ودونه

جواحرُها في صرة لم تزيل

 

 وشاعر الكرم والعطاء  ( حاتم الطائي) كان يجرد لفلسفته في الحياة شخصية يطلق عليها لفظة ( لائمة) أو ( عاذلة) لتقوم بلومه على عطائه ،وتعاتبه على جوده اللامحدود ، ليرد على عتابها  بعرض فكرته، وتبيان أسباب الفلسفة التي ينطلق منها ،فكان الحوار الداخلي في القصيدة وقد اختار الشاعر الطائي الظلام، لما يعتري الإنسان فيه من مشاعر، وما يثير ه من مخاوف ، فيكشف الشاعر عن وفائه للمبدأ ، فانه قد تعود على الكرم، لأنه يحافظ به على سمعته بين الناس ،ويحرص على كرامته ، لأنه من المستحيل برأي الشاعر، أن يموت الإنسان بسبب الجود ،  كما لا يمكن ان يتخلد البخيل ، والقصة التي أوردها الشاعر الطائي تبين خلاصة موقفه ، والعقيدة التي اتخذها عن قناعة وإيمان ، وحين يتوصل الشاعر الى إقناع محدثته ،عن وجوب العطاء، يخبرها انه يفضل أن يعطي الضيف من لحم ناقته ، لان هذا العطاء يجعل له منزلة عالية في قومه :

وعاذلة هبّتْ بليل تلومني

وقد غاب عيوق الثريا فعرّدا

تلومُ على إعطائي المال ضلة

إذا ضنَّ بالمال البخيلُ وصرّدا

تقول ُ : ألا أمسكْ عليك فإنني

أرى المالَ عندَ الممسكين معبّدا

ذريني وحالي إنَّ مالك وافرٌ

وكلُّ أمريء جار على ما تعوّدا

ذريني يكنْ مالي لعرضي جنة

يقي المالُ عرضي قبلَ أنْ يتبددا

أريني جوادا ماتَ هزلا لعلني

أرى ما ترينَ أو بخيلا مخلّدا

ألمْ تعلمي إني أذا الضيف نابني

وعزّ القرى أقري السديف المسرهدا

أسوّدُ سادات العشيرة عارفا

ومن دون قومي في الشدائد مذودا

سأدخرُ  من مالي دلاصا وسابحا

وأسمر خطيا وعَضبا مهنّدا

وذلكَ يكفيني من المال كلّه

مصونا إذا ما كان عندي مُتلدا

 

حاول   ( حاتم الطائي) ان يستخدم الأسلوب السهل والمعاني المفهومة، والصور الواضحة لإيصال فكرته الى المتلقي ،الذي وجد في  طريقة الشاعر في الحياة أسلوبا كريما يستحق عليه الثناء ، وقد استطاع الشاعر من خلال استخدامه لعدد من الصور الإيحائية ،أن يؤثر في السامع ،وان يجعله يتعاطف معه ، لتوفر الحجة في الإقناع والهدوء النفسي لعرض الأسباب التي تقنع اللائمة سواء كانت حقيقة أم خيالا ابتدعها الشاعر لعرض فكرته أجمل عرض..

 ومن القصائد القصصية الجميلة في أدبنا العربي قصيدة البحتري في وصف الذئب والانتصار عليه، و اجتياز المعوقات الكبيرة التي يفرضها وجود عدو شرس، كالذئب يتقابل معه البحتري وجها لوجه ، يقص علينا الشاعر قصته الجريئة ، حين يقضي ليلته في الصحراء وحيدا جائعا ، وحين يوشك الليل على الانتهاء ، ويطل عليه وقت السحر يلتقي بذئب وسنان،  يتضور جوعا ، يجتهد في البحث عن طعام، في ذلك المكان  النائي، الذي لا يتوفر فيه الطعام عادة ، فماذا يمكن ان يصنع الشاعر، وهو أمام عدو جائع ،يود الانقضاض عليه، ووضع حد لحياته بأنيابه الحادة ؟ يتحرك بطل قصتنا هذه بقوة وفتوة ، مثيرا القطا الرمادي من رقاده ، وهو أي الشاعر فتى شجاع تعرفه البيداء حق المعرفة، وتطمئن اليه مخلوقاتها كل الاطمئنان ـ يقترب منه ذئب حذر ، اسند صدره وذراعيه على أطراف دقيقة  بارزة من شدة الجوع، وطول أمده ، له ظهر مقوس من شدة إدمان  الجوع ، نحيل ليس به إلا العظم والروح والجلد ، ارتسمت عليه علامات الجوع ، يقابل البحتري في بيداء قاسية ، ويحدث اللقاء الغريب بين ذئبين جائعين، لا يعرفان الرحمة ، يعوي الذئب قاصدا الإيقاع بالشاعر ، لكن البحتري يعاجله بطعنة ترديه قتيلا ، ولا يكتفي بهذا الانتصار ، بل يعمد إلى  جمع الحصى لشي غريمه إمعانا في التحدي :

وليل كأنَّ الصبحَ في أخرياته

حشاشة ُنصل ضمّ افرنده  غمدُ

 تسربلته والذئبُ وسنان  هاجعٌ

بعين ابن ليل ماله بالكرى عهدُ

أثير القطا الكدري عن جثماته

وتألفني فيه الثعالبُ والربدُ

وأطلس ملء العين يحمل زوره

وأضلاعه من جانبيه شوى نهدُ

طواه  الطوى حتى استمرَّ مريره

فما فيه الا العظم والروح والجلد

يقضقضُ عصلا في أسرّتها الردى

كقضقضة المقرور أرعده البردُ

سما لي وبي من شدة الجوع ما به

ببيداءَ لم تحسس بها عيشةٌ رغدُ

كلانا بها ذئبٌ يحدثُ تفسه

بصاحبه ، والجدُ يتعسه الجدُ

عوى ثم أقعى ، وارتجزتُ فهجته

فأقبل مثل البرق يتبعهُ الرعدُ

فأوجرته خرقاء َ تحسب ريشها

على كوكب ينقضُ والليلُ مسودُ

فما ازدادَ إلا جرأة وصرامة

وأيقنتُ أن الأمرَ منه هو الجدُ

فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها

بحيث يكون اللبُ و الرعبُ والحقدُ

فخرَّ وقد أوردته مورد الردى

على ظمأ لو انه عذب الوردُ

وقمتُ فجمعت ُ الحصى واشتويتهُ

عليه ، وللرمضاء من تحته وقدُ

ونلتُ خسيسا منه ثم تركته

وأقلعت ُ عنه وهو منعفرٌ فردُ

أنها قصة ممتعة ، تبين انطلاقة حرب شرسة بين عدوين لدودين ، كلاهما يتصف بصفات العنف والاعتداء في صحراء قاسية ، مما يجعل الشاعر يستمد من خشيته  عزيمة قوية على الانتصار...

 وللحطيئة قصيدة قصصية جميلة ، تمثل مشهدا من مشاهد الكرم ، التي كانت تثير في العربي مشاعر الاعتزاز ، يقصُّ علينا الشاعر قصته من البداية وحتى النهاية ،  واصفا شخوصها ، متحدثا عن  الزمان والمكان ، وبطل القصة إعرابي يعيش في صحراء منعزلا ، لم يألف الناس  ، مع أسرته الفقيرة المتكونة من زوجته ، وثلاثة أطفال  ، ولأنه كان معدما فقيرا ، فالأطفال حفاة عراة ، هزيلو البدن تظهر عليهم علامات الضعف ، فهم لم يذوقوا طعم الخبز منذ زمن طويل ، وهم في هذه الحالة يبصرون شبحا  في الظلام ، يدركون انه ضيف ـ فماذا يمكن ان تفعل تلك الأسرة الفقيرة المعوزة ،القاطنة  في صحراء قاسية، وقد أنهكها الجوع ، وبانت عليها علاماته الخطيرة ، الشاعر عربي ،  ومن عادة العرب أن يكرموا ضيفهم ، فماذا تستطيع تلك الأسرة ان تقدم لضيفها  في ذلك الظلام ، وهي أحوج ما تكون الى الطعام ؟ هل تعتذر بالفقر والفاقة ، وهل يمكن الاعتذار  بأي سبب للامتناع عن إكرام الضيف في البيئة العربية ؟ يلحظ الابنُ حيرة أبيه ، فيعرض عليه أن يقوم بذبحه ، ليقدم لحمه طعاما للضيف ؟ يجد الأب نفسه في موضع صعب جدا ، فهو في حالتين أحلاهما مر ، لا يمكن الاعتذار للضيف بالفقر ، ولا يستطيع أيضا ان يقبل عرض الابن ،  الله المنقذ الوحيد من هذه المشكلة الكبيرة ، يدعو الشاعر ربه أن يرزقه ، كي ينقذ نفسه من الحرج أمام ضيفه ، فيستجيب الله للدعاء ،  فسرعان ما ظهرت مجموعة من  حمر الوحش  ، طالبة الماء ، تركها الإعرابي حتى شربت وارتوت ، واختار  المكتنزة لحما ، فأطلق عليها سهما ، فارداها قتيلة ، واستطاع أن يطعم ضيفه ، وينقذ نفسه من  صفة البخل التي كان من الممكن ان يتهم بها لو  لم يقم بإكرام الضيف :

وطاوي ثلاث عاصب البطن مُرمل

ببيداء لم يعرفْ بها ساكنٌ رسما

أخي جفوة فيه من الأنس وحشةٌ

يرى البؤسَ فيها من شراسته نعمى

 تفرد في شعب عجوزا أزاءها

ثلاثة أشباح تخالهُمُ بُهما

حُفاةٌ عُراةٌ ما اغتدوا خبزَ ملة

ولا عرفوا للبُر مذْ خلقوا طعما

رأى شبحا وسط الظلام فراعه

فلما بدا ضيفا تشّمر واهتما

فقالَ ابنُه لما رآهُ بحيرة

أيا أبت اذبحني ويسّرْ له طعما

ولا تعتذرْ بالعدم علَّ الذي طرا

يظنُّ لنا مالا فيوسعنا ذمّا

تروّى قليلا ثمَ أحجمَ برهة

وان هو لم يذبح فتاه فقد همّا

 وقال هيا ربّاه ضيفٌ ولا قرى

بحقك لا تحرمْه تالليلة اللحما

فبينا هُمُ عنّتْ على البعد عانةٌ

قد انتظمت من خلف مسحلها نظما

ظماء تريدُ الماءَ فانساب نحوها

على انه منها إلى دمها أظما

فأمهلها حتى تروّتْ عطاشها

فأرسلَ فيها منْ كنانته سهما

فخرّتْ نخوصٌ ذات جحش فتية

قد اكتنزتْ لحما وقد طبقتْ شحما

فيا بشره إذ جرها نحو أهله

ويا بشرهم لما رأوا كلمها يدمى

فباتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم

فلم يغرموا غرما وقد غنموا غنما

وبات أبوهم من بشاشته أبا

لضيفهم والأم من بشرها أمّا

 

 وللفرزدق قصيدة قصصية جميلة في مؤاخاة الذئب واقتسام الزاد معه ، بطل القصة يدعو الذئب الى مائدته ، ويخبره أنهما مشتركان في  الطعام ، يقسم بطل القصة الطعام بينه وبين الذئب على النار مرة وعلى الدخان مرة أخرى ، وحين تكشّر الذئبُ  طلب منه بطل قصتنا الغريبة هذه أن يتعشى ، ولا يخونه ، فان الثقة جمعت بينهما في صحبة متينة لا تنفصم ، وان الذئب محظوظ بهذه الصحبة ، إذ انه لو طلب القرى عند  إنسان آخر لانقض عليه بالسهم وارداه قتيلا:

وأطلس عسّال وما كانَ صاحبا

دعوتُ بناري موهنا فأتاني

فلما دنا قلتُ أدنْ، دونك إنني

وإياك في زادي لمشتركان

فبتُ أقدُّ الزادَ بيني وبينه

 على ضوء نار مرة ودخان

فقلتُ له- لما تكشّرَ ضاحكا

وقائمُ سيفي من يدي بمكان

تعشَ فانْ واثقتني لا تخونني

نكنْ مثل منْ- ياذئبُ- يصطحبان

ولو غيرنا نبهت تلتمسُ القرى

أتاكَ بسهم أو شباة سنان

وإنا لنرعى الوحشَ آمنة بنا

ويرهبنا- أن نغضب- الثقلان

 

 وللشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي قصة رائعة في وصف الحمى ، وكيف إن زائرته تأتيه في الليل لأنها تتصف بالحياء ، فيقدم لها الفرش لكنها تأبى إلا أن تقيم في عظامه ، اذا فارقته يجري عرقه سائحا وكأنهما  اقترفا حراما ، يطردها الصباح فتولي ، يظل المتنبي  طول النهار ينتظر عودتها ، ومع الأسف يصدق وعدها وتأتي ، ويخاطب الحمى متسائلا ، عنده الكثير من مشكلات الحياة فكيف وصلت هي من الزحام ، وجرحت جسما  لم يبق فيه مكان للسهام ، وان الطبيب لا يفهم سر مرض الشاعر، ويزعم انه بسبب الطعام أو الشراب، ولم يعرف أن الشاعر كان فارسا مقداما يضره طول الجلوس:

وَزائِرَتـي كَـأَنَّ بِهـا حَـيـاءً " " فَلَيـسَ تَـزورُ إِلّا فـي الظَـلامِ
بَذَلتُ لَها المَطـارِفَ وَالحَشايـا " " فَعافَتهـا وَباتَـت فـي عِظامـي
يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسـي وَعَنهـا " " فَتوسِـعُـهُ بِـأَنـواعِ السِـقـامِ
إِذا مـا فارَقَتـنـي غَسَّلَتـنـي " " كَأَنّـا عاكِفـانِ عَلـى حَــرامِ
كَأَنَّ الصُبـحَ يَطرُدُهـا فَتَجـري " " مَدامِعُـهـا بِأَربَـعَـةٍ سِـجـامِ
أُراقِبُ وَقتَها مِـن غَيـرِ شَـوقٍ " " مُراقَبَـةَ المَشـوقِ المُستَـهـامِ
وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِـدقُ شَـرٌّ " " إِذا أَلقاكَ فـي الكُـرَبِ العِظـامِ
أَبِنتَ الدَهـرِ عِنـدي كُـلُّ بِنـتٍ " " فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِـنَ الزِحـامِ
جَرَحتِ مُجَرَّحًا لَـم يَبـقَ فيـهِ " " مَكـانٌ لِلسُيـوفِ وَلا السِـهـامِ
يَقولُ لي الطَبيـبُ أَكَلـتَ شَيئًـا " " وَداؤُكَ فـي شَرابِـكَ وَالطَعـامِ
وَمـا فـي طِبِّـهِ أَنّـي جَـوادٌ " " أَضَـرَّ بِجِسمِـهِ طـولُ الجِمـامِ

  وللشاعر أحمد الصافي النجفي قصيدة قصصية جميلة ،  يبين فيها حب النملة للعمل، وعيشها في جماعات، ويدعو من خلال ملاحظته لمجموعات النمل ،إلى مساعدة الناس والإقبال على العمل الجماعي، والتعاون والابتعاد عن الأثرة والمنافع الشخصية، والحرص على الأهداف الإنسانية النبيلة :

أرى في خواني نملة تطلب الغذا

فأتركها كالضيف تأكل ما تهوى

 أ أطردها ضيفا خفيف مؤونة

صغيرة حجم لا تكلفني مأوى

 فليست بمكسال ولا هي عالةٌ

 تكدُّ لتحيا لاتكل عن المسعى

 إلى قوتها تسعى وتسعى لغيرها

فتلقي دروسا في التعاون لا تنسى

وليت لنا منها مدرس حكمة

لنأخذ علما من مدارسها العليا

تعلمنا حب النظام وفنه

 وتمنحنا منها بتربية مثلى

لها همة في حمل أضعاف حجمها

فان لم تطق عادت له كرة أخرى

تجاذبه لا يدخل اليأس قلبها

ولا هي من أتعابها تشتكي البلوى

 مغامرة إن عاقها الماء أصبحت

 وأصحابها جسرا وأدركتْ البغيا

همامة ُنفس لم تفاخرْ بنفسها

فأعمالها تنبي عن العزم لا الدعوى

  وللشاعر ( محمد مهدي البصير) قصيدة قصصية عنوانها ( الصقر والحمام)  ذات معنى رمزي، تتحدث عن  حجج المستعمرين ،حين يغيرون على البلدان المختلفة بدعوى إعمارها ومنح الحريات لشعوبها

قال الحمامُ لصقر

أغارَ فاختل وكره

أ أنت ضيفٌ كريمٌ

وانصاع يأخذ حذره

فقالَ لا بل صديقٌ

كثيرُ علم وخبرة

قد جئتُ وكرك لكن

 لكي أدبر ُ أمره

سأستدرُ غناه

وعنك أدفع فقره

في الطير كم من ضعيف

شددتُ قبلك أزرَه

قال الحمامُ بأقوى

قلب وأجمل نبرة

أحسنتَ لي  غير أني

 بعيشة مستقرة

وقد نعمتُ بوكري

وكان للعين قرة

فطرْ لكي نتعاطى

صداقة مستمرة

فحملقَ الصقرُ فيه

 واستنفد الغيظُ صبره

وقال أنكرتَ فضلي

وكنت آمل شكره

فاصمت فلا بد مما

قد قلتُ عندكَ فكرة

لأنَ عجزكَ باد

وإنني ربُّ قدرة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صبيحة شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/11



كتابة تعليق لموضوع : القصصية في القصيدة الوجدانية العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net