صفحة الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي

والله خوش(زين) متعة........خمسمائة مليون ثمن ليلة زواج سري
د . رافد علاء الخزاعي

في إحدى مدن العراق الغافية على نهر جميل كان هنالك مدرس اللغة العربية في إحدى ثانويتها المتهالكة من كثر الترميم والكالحة الرماد كشعره المبيض الذي يعيد صبغه بالصبغ الهندي ذو الوسيمة تكرار عند حلاقه الذي رافق حياته في محلته  منذ تعينه كمدرس في هذه المدينة قبل ثلاثين ونيف من السنوات العجاف وهو يصبغ له شعره كالمعتاد .......

ها أستاذ شلونك  بعد وفاة زوجتك وهجرة ابنك الوحيد إلى ديار الغربة البعيدة وبيتك الخالي الذي تطارده صور الذكريات النازفة ......ويجيبه الأستاذ وقطرات الصبغ تتدلى على مؤخرة رقبته الخلفية إي والله ابو حقي تعبت وبدأت أحس بالوحشة  والكوابيس والأشباح......يقول له الحلاق يأبه دفضها خلصنا عاد بيت وعندك ودروس خصوصي ماشاء الله  وسيارتك اخر موديل ومبين حيلك بعده وسلاحك قوي دروح أتزوج وفضها شمنتظر يحظي قابل مثلي منتظر ام حقي تموت واتزوج وحدة مثل ليلى علوي,,,,,

يتأفف الأستاذ  يمعود لا يسمعك واحد منا,,,, منا ويأتوا لنا تالي الليل يسرقونا وما بينا حيل... بس تدري إنا لا أريد الزواج لأنه متعب وممل انا أريد أجدد كل فترة واحدة........

يضحك ابو حقي الحلاق ضحكة قوية هاي شنو  استأذنا حتى انتم المدرسين صار تلكم عدوى تعدد الزوجات من البرلمانيين وأعضاء مجالس المحافظات وشيوخ الدين هاي شصار بالناس ويصفق ابو حقي الحلاق بكلتا يديه ويترك المشط الذي يستعمله للصبغ على المنضدة التي إمامه ويستل سيكارته من جيب صدريته البيضاء التي لم يغسلها منذ شهر وهو ينف دخانه راسما حلما لعروسة ينتظرها بعد وفاة زوجته......

وهنا تصدح فكرة براس ابو حقي ويقول له عليك بالزواج السري وما يطلق عليه في مصر بالعرفي او حاليا ملك اليمين وفي السعودية بالمسيار وهذا شيء راقي مايكلفك شيء بس ملابسك وجهدك او زواج المتعة وهذا هم سهل او تروح تسافر كل شهرين للصين وكله رخيص ويقهق ابو حقي والاستاذ بانت الابتسامة على محياه كانه وجد الحل السحري له وهو الزواج السري........

وبعد ذهابه للبيت واخذ حمام مابعد الحلاقة التامة وهو يغني ويدندن طالعة من بيت ابوها لبيت الجيران تذكر ست سوسن زميلة الدراسة التي ترملت مبكرا في استشهاد زوجها في احدى الحروب الجنونية للعراق وكيف صبرت على تربية أبنائها وتكبيرهم لها لأنها كانت مستقلة اقتصاديا وماكان يصرف للشهيد آنذاك في زمن النظام الظالم  من إكراميات وسيارة وبيت وعقاري حتى تبقى أرملة الشهيد معززة ومستقلة  وقد تعبت على تربية ابنيها وبنتها وأوصلتهم إلى مكانة جيدة في المجتمع وفتح كل منهم بيت وتركوها تعيش الوحدة وحظروا عليها الزواج بعد مفاتحتها من قبل الكثيرين اخرهم أستاذ اللغة العربية الذي اتصل بها بعد الخروج من الحمام بالموبايل وبعد رنة واحدة كانت هي على الاتصال وهي تسمع منه كلمات حبيبة عمري واحلامي وامنياتي لقيت الحل نتزوج سري بعقد متعة بيناتنا والله الشاهد علينا  ونحقق حلمنا القديم ومحد يدري تاتين ساعتين كل يومين لبيتي  وتطلعين ومحد يشوفك بسيارتي اللي رحت اضللها على شانك حبيتي نعقد بكرا واني اليوم عندي ليلة الحنة وهي مشدوه وتأخذها أحلام والهاءات وهي تنظر للمراءاة التي امها وكيف الزمن ترك اثرها عليها لتأخذ حماما وتستعد لليلة الغد وهي تستحضر الشيرة والنير للاستعداد  لليلة الغد الحلم وهي تدندن ياحلوة ياحلوة الليلة حنة وباجر عيد وحضن سعيد وهي تستذكر صبرها وكبتها الذي استمر عشرين سنة وتضحيتها كيف  ربت أطفالها وأوصلتهم إلى ما عليه......

وتستنهض مبكرة على رنة الموبايل وهو يقول لها يا أجمل أميرة الليلة ليلتنا واليوم يومنا إنا بالانتظار وهي تستعد لتلبس فستانها الأحمر وملابسها الحمراء وتضع ماكياجها وزينتها وتلبس عباءتها وتخرج الى بيت حبيبها المنتظر الذي كان في انتظارها منذ شروق الشمس وهو مزين المائدة ب  قيمر الحلة والخبز الحار وتاركا الشاي مهدرا على الطباخ ويفتح الباب ويستقبلها بقبلة طويلة كان يحلم بها منذ أربعين سنة وهي تتموع وتتموه بين يديه ليجددوا ويعلنوا الزواج ويشهدوا الله عليه وبعد فطور بسيط يتأبطها الى السرير بحنيته المفقودة وهي تتدلل عليه وبعد قبلة وضمة حضن وانتزاع الملابس قطعة قطعة وتموج الجسدين في اللذة المفقودة بينهما والأنفاس المتصاعدة والاهاءات المتكررة والالتواءات على السرير تهدءا نفسيهما ويسترقون بغفوة وهو مسترخي لتقول له حبيبي كان المبردة التي في غرفتك جافة وليس بها ماء فيقول لها حبيتي افتحي لها   الحنفية التي في المنور الخلفي  وهي تذهب  مثل لبوه تحب ان تخدم أسدها المسترخي على السرير وهي مرتدية ثوبها الأحمر الداخلي المطرز بقلوب حب كثيرة مخرمة  يبرز من ثناياه جسمها الأبيض الجميل وهي تفتح الحنفية وتثبت الصوندة في المبردة الهوائية يسحبها تيار بإحساس جديد تصطك أسنانها وهي متيبسة  على المبردة منتولة بالكهرباء اللعينة التي قتلت المشاعر قبل ان تقتل الحب وتقتل الحلم وهو  يستبطئها  ويأتي ليشاهدها ممدة وساقها المكشوفين المنكمشتين على أرضية المنور الخلفي وهو مشدوها صامتا لاعنا حظه الاكشر وحسد ابو حقي الحلاق ويصيح باعلى صوته لتسمعه جارته وهي تنظر له من السطح وتصيح مولولة باعلى صوتها ليجتمع الجيران وتبث الشائعات وتحضر الشرطة بأسرع وقت لانها جريمة حب وليس جريمة إرهاب  ويتركوا الجاني الحقيقي الذي اطفاء حب ومشاعر وأحلام العراقيين جميعا الكهرباء الوطنية والمولدة والسحب ويذهبوا  بالمدرس الحالم مكبلا ببيجامته الى مركز الشرطة والضحية الطب العدلي  وهنا يبدءا التوريق محامي ومصاريف  مائة مليون الى والى لطمطمة القضية ويتدخل تجار العشائر لحلة الوضع بفصل ودية لأهل القتيلة مائة وعشرون مليون دينار وكذلك دية لأبنائها بمائة وخمسون مليون دينار أخرى وليبيع المدرس بيته ويهاجر مدينته ويختفي بشعره الأبيض الذي حلف ان لايصبغه بعد الان وان لا يحلم  أبدا مثل العصافير رغم ان العصافير تتدلى على اسلاك الكهرباء دون تنتل او تصاب بالصعقة وهو جالس في احدى مقاهي بغداد القريبة من الميدان والله اخي ليلة وحدة صبحية وحدة خسرتني خمسمية وخلتني ارضع بالممية وه يقهق والاخرون يقهقهون ولا يعرفون  ماهي القصة او على قولهم مايدرون شنهي السالفة ومرات يدندن صوجها صوجها لعبت بالصوندة وخلتني   حاير وولهان ولو رايح للبنان جان تزوجت احلي وحدة مو بس احل وحدة جان تزوجت ثلاثة ببيروت وهكذا حال صاحبي المدرس اللي خسر خمسمية ولازال يشرب بالممية لأنه يخاف من الحنفية والصوندة ولازال يقهقه حتى ينتظر الأجل بشعره الأبيض الجميل,

**** قصة واقعية حدثت على مدينة غافية على نهر بداء ينضب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رافد علاء الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/16



كتابة تعليق لموضوع : والله خوش(زين) متعة........خمسمائة مليون ثمن ليلة زواج سري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net