صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

هل نحن حيوانات..؟
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نعم بالتأكيد نحن كذلك ،ما دامت كلمة حيوان لا تعني الإهانة ولا الإستهانة بالفرد. بل هي مشتقة من روح الحياة فيه. الفرق أن هنالك حيواناً عاقلاًُ، هو الإنسان، وحيواناً غير عاقل هو الذي تدخل في دائرته كل المخلوقات من ذوات الروح، غير أنها لا تملك العقل الذي لدى بني البشر.

في العراق يتعامل البعض من المسؤولين ،ومن الذين جعل الله في أيديهم مقادير البلاد والعباد مع الناس أنهم حيوانات غير عاقلة وبالتالي فان الحيوان العاقل وهو الإنسان في العراق ليس على مستوى واحد من المكانة. السياسيون النافذون في المجتمع تحت يافطة عناوين دينية وعشائرية ، التجار، اصحاب الشركات والأموال، الموظفون ذوو الرتب العالية، أشخاص وتوصيفات أخرى يدخلون في دائرة الحيوان العاقل من الدرجة الممتازة، بينما وضع الناس العاديون وأصحاب المواهب والحرف والمثقفون وكل التوصيفات غير الفاعلة لجهة التأثير في السلطة والحكم والثروة والنفوذ، كل هؤلاء وضعوا في الدائرة الثانية من دوائر الإنسان العاقل.

يبدو أن تصنيفاً آخر يستدعي توصيفاً أكثر أهمية لتحديد معالم السياسة السائدة في التعامل مع الناس، فهناك من المواطنين وهم الغالبية يراد لهم أن يدخلوا في دائرة (الحيوان غيرالعاقل). وبعد أن قلنا بكل تلك المسميات السياسية أنها من الحيوانات العاقلة من ذوي المراتب العليا. فان الحيوانات غير العاقلة على قسمين، الأول ..الحيوانات العاقلة المدفوعة دفعاً لتكون ضمن دائرة الحيوانات غير العاقلة، وهؤلاء هم الأغلبية الذين لا يتم التعامل معهم بإحترام، ولا يتم تأمين السبل لحفظ كرامتهم. الثاني.. الحيوانات غير العاقلة غير الإنسانية وهي الأغنام والأبقار والثعالب والقطط والدجاج والكلاب، وكل الحيوانات غير العاقلة الأخرى، وهي التي يتم التعامل مع الناس على أنهم من صنفها، بما فيهم الكاتب.

لكن ما هو دليلي على قيام الدولة العراقية بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية بدرجنا في صنف الحيوانات غير العاقلة؟

والجواب في هذا الأمر يشبه الى حد بعيد الجواب الذي رددت فيه على تساؤل مقدم برنامج، سألني: ما دليلك يا أستاذ على وجود الفساد في العراق؟ قلت، الفساد هو الفعل الوحيد الذي لا يحتاج الى دليل. وقديماً قالوا: البعرة تدل على البعير. ومجرد نظرة الى أي مكان أو اتجاه أو حتى نظرة في الأفق تثبت كم هو الفساد راتب وراسخ في الحياة العراقية.

عندما يتم القيام بإنجاز مشروع خدمي (تعبيد طرق، مد شبكات مياه، منظومة مجار، مد كابلات إتصال) فإن الطرق المؤقتة التي تنشؤها الجهة المنفذة لا تدل أن سالكيها من الحيوانات العاقلة.فحتى الحيوانات ستعترض لو أنها نطقت، وربما قالت: إن كرامة الحيوان في العراق تتعرض إلى الإنتهاك.
المتقاعدون في العراق يسخر الناس منهم لمستوى الدخل الذي يدخل الى جيوبهم من رواتبهم التقاعدية فتجدهم يقولوا لهم ،إن معنى كلمة متقاعد هو ( مت قاعد ) أي إنك أصبحت عديم الجدوى فأقعد بإنتظار الموت الذي لابد منه !!!

 المثير للسخرية أن العراق من البلدان الفقيرة جداً في ثروتها الحيوانية، ولم يتبق  سوى مجموعات من الأغنام ،والسخول والجمال، والدجاج، والحمام، والعصافير، والواوية، والأرانب والذئاب والافاعي ،والحشرات . وإذا تم إكمال مشروع السدود التركية فسنتحول إلى حيوانات معرضة للإنقراض . أقصد نحن المواطنين...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/16



كتابة تعليق لموضوع : هل نحن حيوانات..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net