صفحة الكاتب : سمر الجبوري

إثبات حق الشاعرة نازِك الملائكة بإضافتها بحرا جديدا يُضاف الى أبحر الشعر العربي
سمر الجبوري
 يُعد استبيان نوع وتحري تأليف القصيدة العربية على عدة أمور اعتدنا على قراءة مضامين وطرق تتبعات أهل العلم والأساتذة في أن يطابقون البيت على أحد البحور المعروفة في تاريخ الشِعر العربي  بمنطقية لا تخلو أحيانا من أن تترك بعض التساؤلات و الإستفاهامات طي ضمير المتلقي من العامة والنقاد سواء......وهنا وبعد أن نوهنا إالى قصيدة الأستاذ الشاعر(محمد حرب الرمي) والموسومة (بلقيس تغرق في دمي والياسمين) وبعد حثيث من البحث والتطبيق وجدنا إن القصيدة تتفرد إضافة لجودة معناها الترف والمتجدد ..بأنها تثبِت مما لايقبل الشك بأحقية  الشاعرة الأستاذة(نازك الملائكة ) في احتفاظها ونجاحها بإيجاد بحر جديد يضاف الى بحور الشعر العربية......
ولنُبين هنا بعض تفاصيل البحث...ولنبدأ من بعض الأسس الاولية لبحور الشعر العربي....
( ففي كتاب (القسطاس  في علم العروض للعلامة جار الله  الزمخشري) جاء جزء جميل وسلس لكل متلق حيث أورد في ج(تركيب بحور الشعر):
(تركيب بحور الشعر
وقد سلكوا في تركيب بحور الشعر، من هذه الأجزاء الثمانية، أربعة طرق: 
أحدها: أنهم كرَّروا الجزء الواحد بعينه، من غير أن يُصحِبوه غيره. وذلك في جميعها، ما خلا واحداً وهو  مفعولات:
 
ف فعولن ثماني مرات يسمى المتقارب.
و فاعلن ثماني مرات يسمى الرَّكْض.
و مستفعلن ست مرات يسمى الرَّجَز.
و مفاعيلن ست مرات يسمى الهَزَج.
و فاعلاتن ست مرات يسمى الرَّمَل.
ومتفاعلن ست مرات يسمى الكامل.
ومفاعلتن ست مرات يسمى الوافر.
والثاني: أنهم أزوجوا بين جزأين، كأنّ كل واحد منهما هو الآخر. وذلك إزواجهم بين مستفعلن ومفعولاتُ، لأنهما على نسق واحد، في تقدم السببين، وتأخر الوتد. لا فرق بينهما إلاَّ أن وتد ذلك مجموع، ووتد هذا مفروق. وهذا بمنزلة تكريرهم الجزء الواحد، كما هو. ف مفعولات وإن فارق سائر الأجزاء، في أنْ لم يكرّر وحده، فقد كِرّر مع جزء لا يكاد يبُاينه.
ومستفعلن مستفعلن مفعولات مرتين يسمى السَّريع.
ومستفعلن مفعولاتُ مستفعلن مرتين يسمى المنسرح.
ومفعولاتُ مستفعلن مستفعلن مرتين يسمى المقتضب.
والثالث: أنهم أزوجوا بين خماسيّ وسباعيّ، لو حذف من السباعيّ ما طال الخماسيّ لم يتباينا، في الوزن. وذلك إزواجهم بين فعولن ومفاعلين؛ ألا ترى أنك لو حذفت لُنْ من مفاعيلن وجدت مفاعيل جارياً على فعولن. وبين مستفعلن وفاعلن؛ ألا ترى أنك لو حذفت مُسْ من مُستفعلُن وجدت تَفْعِلن جارياً فاعلن. وبين فاعلاتن وفاعلن؛ ألا ترى أنك لو حذفت تُنْ من فاعلاتن جرى فاعلا على
فاعلن
 ف فعولن مفاعيلن أربع مرات يسمى الطويل.
و فاعلاتن فاعلن أربع مرات يسمى المديد.
و مستفعلن فاعلن أربع مرات يسمى البسيط.)
 
 وعليه ولو نظرنا لقصيدة الشاعر الرمحي لوجدنا:
 
إنه  أتم  مستفعل  فاعلن في  أكثر بدايات أبيات القصيدة  .وهذا هو الدليل على إن القصيدة بدأت  على بحر البسيط:
 
(في الليلِ مُتسعٌ):/مستفعلن/والتشديد على التوين
لضوءٍ حمامةٍ بيضاءْ
ليدٍ تُسافرُ ..
(في خُصَلِ الغيومِ) مطرْ/مستفعلن/وغبن الكسرة في الغيوم مع المطر:وبذلك تم تسريع نطق الموسيقى
(لأصابعٍ تبكي) الوداعَ لقاءْ/مستفعلن/ مع التشديد على التوين
(مُدي ذراعُكِ فوق ذاكرتي
عريشةَ ضوء)تفعيلة مَد /تزحيف الصوت ليتناسق مع المقام في نطق مَد النَفَس اثناء القراءة بالإلقاء وعليه يُعد مُلحَقاً بالشطرالذي قبله.
(مُدي حنانكِ) في قناديلي ،/مستفعلن/مع التشديد الخيف على حرف الدال
جديلةَ ماء
(كلُ الصبايا ف/ي ثريات الرؤى ،/مستفعلن/بدون انقطاع تقديم الشهيق بالإلقاء
حُلماً قديم
وهكذا نكون قد أثبتنا ابتداء القصيدة على بحر البسيط ولكن هنا القصيدة تمددت الى تفعيلة واضحة لتكمل السبب والنسب فكانت كما يلي:
(في الليلِ مُتسعٌ/ لضوءٍ حمامةٍ/ بيضاءْ ليدٍ/ تُسافرُ ..)/مستفعلن فاعلن فعولن /ثم تمديد التفاعيل ...الخ
وهذا مانتج عندنا في قراءة بحر القصيدة الأساسي...وتبين فيما بعد إنه (بحر المُخلّع البسيط) كما يسميه بعض المفسرين لعدم ثبات اليقين في البت في أمره.....ثم رجعتُ للأسباب التي أدت للتشكيك في هذا البحر فوجدت عدة أراء أهمها وأعندها هو رأي الدكتور (عمر مخلوف ) من خلال مؤلفهُ(أزواج في أفياء) الذي يجتهد في الدفاع عنه بشجاعة  وشروحات ومحاضرات طويلة  حاول اثبات ان المخلّع ماهو إلا احد تفعيلات البسيط فقط وبإثباتات نحترمها.
لكن و حيث كان الأستاذ الدكتور (سليمان أبو سنة قد تابعَ بعض الحوارات مع الدكتور مخلوف فكاد هو الآخر أن يقع بنفس الشك....حيث قال:( وممن تحدث عن هذا الوزن أيضاً؛ الأستاذ سليمان أبو ستة في دراسته القيّمة عن العروض، حيث تابع نازكاً الملائكة في تسميته "الموفور"، مشيراً إلى ذِكْر الجوهري والقرطاجني له، وإلى قصّة انبعاثه مرةً أخرى على يد نازك الملائكة. كما أشار أبو ستة إلى إمكانية وروده على الضرب (فالِن /ه/ه) دون أن يضع له المثال، وإلى إمكانية وروده على الضرب (فاعِلانْ)، مستشهداً بقول محمود درويش:
الطفلة احترَقَتْ أمّها = أمامَها ، احترقتْ كالمساءْ
منبّهاً إلى سَبْق درويش لنازك الملائكة بالنظم على هذا الوزن، حيث صدر ديوانه " أحبّك أو لا أحبّك" عام (1972م)، أي قبل رسالة نازك إلى د.بدوي بعام واحد.
وسنلاحظ بعد قليل أن لسيد قطب قصيدة موشحة على هذا الوزن تسبق قصيدة نازك بما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، حيث يعود تاريخ نشرها إلى عام (1937م). بل لقد وجَدْتُ قصيدةً لعبد الباقي العمري (-1278هـ)، سبقت هؤلاء جميعاً، إذ يزيد عمرها على مئة وأربعين عاماً، خلطت بين المخلّع واللاحق. بل وجدت موشحة على وزن اللاحق لابن سناء الملك (608هـ)، وأخرى لابن خاتمة الأندلسي (-770هـ)، غير مستبعدين طبعاً أن يكون هنالك آخرون كتبوا على هذا الوزن قبل ذلك أو بعده.))// وثمَ بعد فترة يعود الدكتور(سليمان أبو سته ليؤكد جزمه في إن بحر المخلّع هو بحر تام ومنفصل بذاتيته المتكاملة من باقي البحور.....ويستشهد بذلك على دراسة الأستاذ الدكتور(مصطفى حركات) حيث يقول:( أن د. حركات كان أحد الذين تنبهوا إلى استخدام هذه الدائرة في توليد بحور كالسريع ومجزوء البسيط والمديد بشكله المستعمل ، ومما قلته :" ومع ذلك فقد كنت أود لو تابعت كل جديد في علم العروض واطلعت على كتاب "العروض" للدكتور مصطفى حركات الذي اطلعنا فيه على بعض نتائج رسالته للدكتوراة في فرنسا وكان قد استخلصها من دراسته لعلم العروض الخليلي، ومن المعروف أن الدكتور حركات قد دخل في علم العروض من بوابة علم الرياضيات التي كان يحمل فيها شهادة الماجستير، وهو الآن استاذ للعروض بإحدى جامعات الجزائر. لقد اهتدى هذا الباحث الذي لا يُعرف عنه أنه دعا ، كما دعا الخليل، أن يرزقه الله علما لم يسبقه إليه أحد ولا يؤخذ إلا عنه.. اهتدى في باريس إلى دوائر جديدة تقبع بين دوائر الخليل ولها عنها ميزة هي أنها في معظمها بحور مستعملة، يقول د. حركات: "واتجهنا اتجاها آخر في دراسة الدائرة، فبعد تعريفها النظري واستنتاج ما يمكن استنتاجه من مقولات، بحثنا عن علاقة الدائرة بالواقع الشعري، ودققنا في القضية التي وضعها البعض كبديهية لهم ، وهي أن الدائرة شيء اصطناعي لا علاقة له بالواقع ... وبما أن الدائرة اتهمت بإنجاب أوزان غير شرعية مثل المديد والهزج والمضارع والمقتضب والمجتث التي لا تستعمل على شكلها الناتج عن التدوير، فإننا بحثنا عن العلاقات الموجودة في أشكال الأوزان المستعملة، وكانت النتيجة فوق كل ما كنا نتوقع: نعم إن هذه الأوزان خاضعة للتبديل الدوراني . وقادنا هذا إلى اختراع دوائر جديدة مثل دائرة المديد حسب شكله المستعمل أي حسب الوزن : (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ) في كل شطر، فإنك لو انطلقت من الحرف السادس لقرأت وزن الرجز المجزوء ، ولو انطلقت من بداية التفعيلة الأخيرة ، راجعاً دائرياً إلى نقطة البدء ، لقرات وزن الرمل الثاني: 
(فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ) ، ومن الحرف الثالث من الجزء (فاعلن) تقرأ :
( مفاعيلن مفاعيلن فعولن ) وهو أحد تحقيقات الوافر، ومن آخر مقطع من الشطر تجد:
(مستفعلن مستفعلن فاعلن) وهو وزن السريع حسب الاستعمال ... فنحن إذن أمام دائرة جديدة، دائرة تضم المديد ومجزوء البسيط والرمل والسريع على اشكالها المستعملة ... وهناك دائرة أخرى خاصة بالمجتث إلخ.( ...".ثم يؤكد ذلكَ بثبات حين يقول والقول لأبوسته: مخلع البسيط ليس بحرا منفصلا فحسب ولكنه من دائرة منفصلة لا تنتمي إلى أي من دوائر الخليل الخمس. وليس لهذه الدائرة اسم يميزها سوى ترتيبها بين الدوائر (في غير نظام الخليل) وهو الرابع، وإذن فيمكن الاطمئنان إلى تسميتها بالدائرة الرابعة حين نأمن اللبس بدائرة المشتبه وهذه أيضا هي الرابعة عند الخليل. وفيها بحران مستعملان هما الثاني والثالث . ومكوناتها على النحو التالي%

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمر الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/20



كتابة تعليق لموضوع : إثبات حق الشاعرة نازِك الملائكة بإضافتها بحرا جديدا يُضاف الى أبحر الشعر العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net