صفحة الكاتب : مجاهد منعثر منشد

عريس الحشد(1)

كلفتني وزملاء إدارة مجمع جعفر الطيار التأهيلي زيارة أسرة الشهيد (حسين سامي عبد الصاحب الموسوي)، استقبلنا ذويه بحفاوة كريمة، جلسنا جواري والده المريض في غرفة الضيوف، لمحت صورة الشهيد معلقة جانب أبيه المسن، مرت خاطرة على ذهني بهيئة سؤال، كأني أعرفه!

ألتفت ثانية، عقدت حاجبي، أبصرتها بعمق، سألت نفسي: هل كان معدا للشهادة؟

أجبتها: ربما هو عد نفسه.

صممت أذني عما دار من حديث بين زملائي ووالده، لكنني أرمق زميلي د. علي علي يفحص الأب السيد، عدت أسأل عقلي: ما هذا التأمل اللافت للنظر؟

طرق مسامعي د. علي: أبو منتظر، إذا تحب معرفة شيء عن الشهيد, تفضل ..

اعتصر قلبي كأني أرى أبي وأنا الشهيد، كفكفت قطرات دمع عيني، حبستها بقوة، حدثت نفسي قائلا: عليّ توخي الحذر، يخيل إلي الصورة بجواره تعرقل علاجه، يجب إعادة ذكرياته طفولة ابنه ، لا زفافه وكيفية شهادته.

استدرت برأسي، حاورته ناطقا: سيدنا حدثني عن طفولته.

أجاب بصوته الرخيم: مواليد 1993، بعمر ست سنوات مختلف عن إخوته، ملتزم بصلاة الجماعة، مواظب على حضور مجالس العزاء الحسيني، قائما قاعد لسانه يلهج: يا زهراء، كنت أشعر اتصاله بالإمام صاحب الزمان -عليه السلام-!

عند صدور الفتوى جثي ركبتيه أمامي يطلب موافقتي، أخبرته: عمرك لا يناسب وأنا خدمة في الجيش وأعلم بمصاعبه.

أصر رحمه الله، رن مسامعي: أريد الذهاب، أبرني الذمة.

مضى سنتان ، يصاب لا يبوح لنا بجراحه، قررت تزويجه، خطبت له، أطرق مسامع ذوي خطيبته: لا تقول سيد حسين كذب علينا، طريقي ليس طريق دنيا، نهجي الشهادة!

وأردف..

أن أعطيتموني أمركم، وإن لم توافقوا الآمر لكم.

كلما عاد بإجازة ألح عليه الاقتران بعروسه، وافق بتاريخ 4/1/2016 عملنا ليلة الحنة، رن أذناه خبرا مفاده: استشهاد قائده الشيخ جليل، تلعثم...

نوى الالتحاق لسوح الوغى، حاول أصدقاؤه إقناعه البقاء، صمت.

قضى ليلة دخلته، ارتدى ملابسه ليلا، ورحل...

.........

للحديث بقية ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجاهد منعثر منشد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/24



كتابة تعليق لموضوع : عريس الحشد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net