الفيلسوف حسين نصر في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية / الاستغراب
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نشرت مجلة الاستغراب في عددها الأول حوارا مع الفيلسوف حسين نصر وأجرى الحوار الأستاذ حامد زارع، لا نريد أن نشتغل على الاقتباس الكلي الاستنساخي وإنما ننطلق من الفكرة إلى رؤى هذا الفيلسوف
يعد نصر من رواد الفلاسفة اللذين تحدوا مبادئ العالم المتجدّد وحيثيات الفلسفة الحديثة، وهذه الانتقادات ضد الحداثة تعتبر احتكاكا واعيا بها، الحياة خارج أطر التقاليد والرسوم، قد قضت على الأصالة وأدت إلى انهدام الطبيعة وتحطّم البشر.
القدّوس
هو مفهوم يغذي التقليد والعلم والعقل، كما يغذي الرمزية والسلوك، والذوق والقلب أيضا. يرى مضامين كالقدسية وما بعد الطبيعة والدين والسنن والحكمة الخالدة في منظومة واحدة باعتبار أنها جوهر الوجود وكلها على صلة بالحق المطلق. ويعتبر القدوس مبدئ كل شيء مرئي في العالم.
إن جوهر القدوس الحق ذاته وهو مطلق يجري في جميع السنن والسلوكيات والطبيعة، ويرى أن الحداثة عبر علمنة الطبيعة والبشر، ليس فقط تقوم بإزالة البصمات الإلهية، بل تجعل لها خلائف وبدائل أيضاً.
النواميس والسنن الثابتة
مصطلح التقليد طبقاً للكنيسة الكاثوليكية ويشمل مضامين متراكمة من زمن الحواريين
وأما السنن يراها المفكر الفرنسي ريني غينون تدل على نواميس وأصول نابعة من منشأ إلهي وقد أُلهِم على البشرية والكون بأجمعه في نفس الوقت، ويتجلى عبر شخصيات كالأنبياء والمخلوقات الأخرى الغير مادية، ويعمل عن طريق سائر الجهات الناقلة إلى جانب جميع نتائج وانعكاسات هذه القواعد على مجالات متنوعة كالقانون والنظم الاجتماعية، والفنون والعلوم وكذلك ما يحتوى على المعارف البشرية والعلوم المتقدمة مصاحباً بوسائل تحصيلها.
النواميس أو التقاليد تأتي من مصدر ينبثق منه جميع الأشياء وينتهي إليه. فعلى هذا يتضمن كل شيء ويتم ذلك عبر الانتقال أو إحياء الرسالة السماوية، بمعنى أن التقليدية -في رؤية نصر والتقليديين الآخرين- تقابل النزعة العصرية والحداثة لها علاقة مستدامة مع الوحي والدين والقدوس و...
والمقدرة وكيفية تنقل الحقيقة في النهج السلوكي لحياة الناسك وأيضا مع الحياة المعنوية، والعلم والفن بمعنى أن الشريعة مصدر سماوي للنواميس والسنن حيث يؤدي إلى نشر حقائق وقوانين تساهم في إيجاد السنن بواسطة الوحي. باعتبار آخر وهو اعتبار عام، السنن تكون العلة والمعلول في آن واحد. فالسنن الأزلية الثابتة، أعمّ من الدين. لكن عندما يتخذ الدين كمنزَّل من ذلك النبع، يمكن اعتباره لُبّ هذه السنن الإلهية.
وعند دراسة الطبيعة من منظر الإسلام، يشير نصر إلى العلاقة الوطيدة بين الإنسان والطبيعة من جهة، والعلوم الطبيعية والشريعة الإسلامية من جهة أخرى، وأنها مصرّحة في القرآن الذي هو كلام الله عزّ وجل.
وقد تمسّك الإسلام برؤيته الموحدة بالنسبة إلى عالم الوجود، ويرى الحركة المباركة والفيض الإلهي يسيران في الكون والكائنات.
وعلى خلاف ما تؤكد عليه بقية الديانات من العمل الفاقد للعلم، تركز الأسس الإسلامية التقليدية على الجانبين وتراها متلازمَين
كما تتضمن فلسفة السيد نصر مواضيع أساسية نحو: التعددية في الأديان والسنن، والمعرفة القدسية، والفن التقليدي، والفن الإسلامي، والرمزية، والفلسفة المقارنة، والتربية والتعليم في الإسلام، والتصوّف، والمهدوية'، والفكر السياسي، والأزمة البيئية، والنسبة ما بين الشريعة والطبيعة في الأزمة البيئية، والموسيقى في الإسلام، ورؤية الإسلام فيما يخصّ بعلاقة الإنسان بالطبيعة.
من سيرته الذاتية
البروفيسور السيد حسين نصر هو أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين المسلمين المعاصرين. وقد يكون المسلم الوحيد الذي صدر حول سيرته العلمية كتاب تجاوز الألف صفحة ضمن سلسلة كبار فلاسفة التاريخ المعاصر (يعمل نصر أستاذاً في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن، وله العديد من المؤلفات والمقالات في مجال الأديان المقارنة والتصوف والفلسفة. أما فلسفته في العلم والميتافيزيقا فهي تنطوي على نقد بارع للحداثة وتأثيرها السلبي على روح الانسان.
وُلِد البروفيسور السيد حسين نصر في 7 نيسان / أبريل 1933م في العاصمة الإيرانية طهران لعائلة تنحدر من سلالة أطباء ورجال دين معروفين. كان والده ولي الله نصر طبيبًا معروفًا وأديبًا وباحثًا، ومن أبرز الذين صاغوا نظام التعليم الجديد في إيران. كان جدّه أحمد نصر طبيبًا لملك فارس مظفر الدّين شاه، وقد منحه الملك لقب (نصر الأطبّاء) تقديراً لخدماته وشكراً لجهوده؛ ومن هنا يأتي اسم عائلة حسين نصر. أمّا والدته فهي حفيدة الشيخ فضل الله النوري الذي أعدم سنة 1906م أيام الثورة الدستورية في إيران، والذي عرف فيما بعد بشهید المشروطة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat