صفحة الكاتب : علي حسين الدهلكي

الهاشمي .. والنمر .
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من الامور المضحكة المبكية ان يصاب آل سعود بالخرف والهلوسة عندما يتعلق الامر بالعراق وحكومته التي لا نعرف لماذا يضمرحكام السعودية العداء لها بالرغم من عدم وجود ادلة تدين العراق باي تصرف تجاه السعودية بل العكس صحيح .
ومنذ بداية سقوط الصنم وال سعود لم يدخروا جهدا أو مالا من اجل إعاقة التحول الديمقراطي في العراق وتحت حجج وتلفيقات ما اقتنع بها الا الشيطان وبعض المحسوبين على العملية السياسية .
وكان لآل سعود صولات دموية وتخريبية في العراق بعد السقوط وكأن من اعتدى عليهم هو شعب العراق وليس طاغية العصر صدام ، ولهذا صبوا جام غضبهم على ابنائه .
ولعل اخر تخرصات ال سعود المضحكة انها قامت باعتقال الشيخ نمر النمر (شيعي) يسكن القطيف وهو احد المجاهرين بفضح فساد آل سعود والمتصدين لسياستهم الشوفينية القمعية ، وتعد مسألة اعتقاله امر داخلي رغم انه يصب في جانب اخر بمسألة تتعلق بحقوق الانسان التي لا يعترف بها آل سعود الا عندما يتعلق الامر بغيرهم من الحكام .
وعلى الرغم مما اولته وسائل الاعلام العربية والاجنبية بخصوص اعتقال الشيخ النمر وبشكل مفصل الا ان العراق لم يبدي رأيه في هذه المسألة كي لا يتهم بالتدخل في شأن داخلي .
ولكن يبدوإن حكام السعودية يتحينون اي فرصة لاتهام العراق والنيل منه  ، ولعل هذا هو السبب في ما طالعنا به بعض الساسة من ال سعود عندما لم يستطيعوا مواجهة الرأي العام العالمي المطالب باطلاق سراح الشيخ النمر بوضع شرط غريب ومثير للسخرية يتمثل باعفاء الهاشمي من التهم الموجه اليه مقابل اطلاق سراح النمر.
ولعل هذا الطرح بقدر ماهو مضحك لكنه لا يخلو من مؤامرة قذرة ابطالها تركيا وقطر وال سعود وبعض السياسيين من قائمة الهاشمي ، لانه ما كان لامر المقايضة هذا ان يتم لولا نصائح أعداء العراق  معتقدين وبوهم كبير ان الظروف الساسية التي يمر بها البلد تسمح بتمرير هكذا مقايضات رخيصة .
ثم ما علاقة العراق باعتقال زيد او عمر من هذه الدولة او تلك ؟ وما وجه الربط او المساومة بين من يعتقل في السعودية او في الصومال بالعراق ؟ .
كان الاجدر بحكام السعودية ومن اوهمهم وورطهم في الاعتقاد من حلفائهم بالارهاب  ان العراق يقبل بالمساومة على اي شيء لمجرد ان الشخص المساوم عليه شيعي .
وكان عليهم ان يفهموا ويعلموا ان العراق لم ولن يتدخل في الشان الداخلي لاي دولة عكس سياساتهم المبنية على التآمر والتدخل في شؤون الدول الاخرى ، حتى لو كان الامر يتعلق بشيعي او سني او مسيحي ما دام الامر يقع ضمن نطاق سياسة تلك الدول بالتعامل مع شعوبها .
ثم لماذا تصر تركيا على فضح سياستها الغبية في التعامل مع العراق وهي اكثر الدول المستفيدة من تطوير علاقتها به ، ولا نعلم ماذا سيفيد الهاشمي تركيا غير العمالة والتجسس والدعوة للطائفية هذه النغمة التي يطرب اليها اصحاب الجوق الموسيقي التركي- السعودي – القطري .
لقد اصبحت السعودية ومن معها من محور الشر يتخبطون في سياستهم تجاه العراق لدرجة اعطوا لانفسهم الحق بفرض اجنداتهم الخبيثة عليه ، والا بماذا نفسر ربط موضوع اعتقال الشيخ النمر بطارق الهاشمي الذي تؤكد الادلة على اجرامه بحق شعبه وهروبه من وجه العدالة في حين لم يقتل النمر ابناء شعبه بل انتقد سياسة مطالباً بالاصلاح  .
ولكن الامر الغريب والمثير هو لماذا ركبت قطر وتركيا القطار السعودي وارتضت بمقايضة النمر بالهاشمي ؟ رغم عدم وجود علاقة بين الامرين ،
ان الجواب على هذا السؤال لا يحتاج  الى الكثير من التفكير والتامل لان الاهداف المشتركة التي جمعت محور الشر هي اهداف طائفية مقيته بالاضافة الى العمالة والخيانة التي تمتع بها الهاشمي وما قدمه لهذه الدول يعادل ما لم تستطع كتيبة كاملة من العملاء تقديمه لهم .
وعلى محور الشر الثلاثي (سعودية – تركيا – قطر ) ان يعلم ان العراق لا يعنيه اعتقال النمر او غيرة رغم ادانته لكل اعمال العنف التي تمارس ضد شعوب الارض لكنه لا يقبل المساومة على دماء ابنائه ، اما النمر فهناك رأي عام عالمي ومنظمات معنية بحقوق الانسان هي من سيتكفل بفضح ممارسات ال سعود ضد شعب السعودية 
واذا كانت دول الشر تعتقد بان اعتقال الشيخ النمر سيشكل ورقة ضغط على العراق فهم واهمون واغبياء لان العراق غير معني بهذه القضية لا من بعيد او من قريب ، بقدرعنايته بقضية الهاشمي كونها قضية عراقية صرفة لا يسمح لاي كان بالتدخل بها باستثناء القضاء العراقي .
ولعل طلب هذه الدول مقايضة النمر بالهاشمي  قد جاء ليؤكد صحة ما ذهب اليه القضاء العراقي من ادانة للهاشمي لان هذه الدول لو كانت تعلم ان الهاشمي بريء لما احتاجت الى هذه المساومات وهو ما يعزز القناعة لدى بعض المتشككين بادانة الهاشمي  .
صحيح نحن نتألم لاضطهاد اي مواطن واين ما يكون  ، ولكن هنالك ثوابت وطنية لا يمكن القفز عليها باي حال من الاحوال ، ولهذا فان مثل تلك المساومات لا يمكن القبول بها ولا يسمح لكائن من يكون ان يتعامل بها مع حكومتنا الوطنية لانها خارج نطاق القيم والمباديء التي نؤمن بها
 
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الدهلكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/24



كتابة تعليق لموضوع : الهاشمي .. والنمر .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net